اختتمت أعمال المؤتمر الطلابي الثالث لطلبة الطب بجامعة الخليج العربي، الذي ينظمه طلبة جامعة الخليج العربي بإشراف عمادة شؤون الطلبة، تحت عنوان (الطب الحاد.. عصر جديد) بعد أن شكل واحداً من أكبر التجمعات الطبية، بمشاركة ما يربو على 500 مشارك من الأطباء، والأكاديميين، وطلبة الطب في جامعة دول مجلس التعاون الخليجي، وبحضور كوكبة من قادة التعليم التعليم العالي في المنطقة بينهم أمين عام مجلس التعليم العالي في البحرين رياض حمزة، إذ ناقش المؤتمر على مدى ايام انعقاده الثلاثة في مركز الأميرة الجوهرة الابراهيم، قضايا الطب الحاد وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة في الطب الباطني.
وقال رئيس جامعة الخليج العربي خالد عبد الرحمن العوهلي لدى افتتاحه المؤتمر: "ان هذا المؤتمر حافل بفرص التعلم، وساحة لتبادل الخبرات، وميداناً لبناء وتعزيز التواصل المهني"، مؤكدا اعتزاز جامعة الخليج العربي بهذا المؤتمر الذي يتميز بطابعه الخليجي والدولي، وبمشاركة نخبة من ا لمحاضرين والمتحدثين الخبراء المتميزين من دول الخليج العربي وهولندا، "مما يعكس وحدتنا الخليجية، وريادتنا التعليمية القائمة على الشراكات الدولية، ومساهمتنا التنموية لمجتمعنا الخليجي".
وذكر العوهلي ان هذا المؤتمر يعقد تزامنا مع احتفالات جامعة الخليج العربي بمرور 35 عاماً على تأسيسها، مشيرا إلى الانجازات الكثيرة التي تحققت خلال السنوات الماضية على الأصعدة العلمية والتعليمية، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، وكان أبرزها تخرج نحو 3000 طالباً وطالبة، منهم أكثر من 1850 طبيباً وطبيبة من دول مجلس التعاون الخليجي، وقال: "استطاعت الجامعة ان ترتقي بمستواها العلمي والاكاديمي إلى مراتب علمية ودولية متقدمة، ونالت الاعتماد المؤسسي من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الاكاديمي بالمملكة العربية السعودية، وصنفت QS الجامعة الأولى على مملكة البحرين والسابعة خليجياً، والتاسعة عربياً، وفي المرتبة 500 دوليا".
وأضاف: "انطلاقاً من أهداف ومسيرة الجامعة، تأتي فكر هذا المؤتمر (طب الحالات الطارئة "الحاد".. عصر جديد)، والذي يهدف للارتقاء بالمستوى العلمي والمعرفي والمهاري لدى الاطباء والطلبة والمشاركين في جانب التدخل في علاج الحالات الطارئة والمستعجلة، والتطرق إلى آخر المستجدات العلمية في هذا الحقل الطبي، وإعطاء الفرصة للاطلاع على الخبرات الدولية في احدث تقنيات طب الحالات الطارئة، وإتاحة الفرصة للمشاركين في التعرف على هذا التخصص والإطلاع على أهميته وما يعود بالفائدة على المجتمع الخليجي.
من جانبه، قال رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الطالب أحمد المبارك، "يسعى المؤتمر هذا العام للوصول إلى العديد من الأهداف، أولها الارتقاء بالمستوى العلمي و المعرفي للأطباء و طلبة الطب و المتخصصين في مجال الطب الباطني، كما نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تطوير مهارات المشاركين في التعرف على الحالات الطبية الطارئة"، موضحا ان رؤية المؤتمر تتمحور حول بندين، أولهما هو أن يتم جلب التخصصات العلمية الرائدة في الخارج إلى منطقة الخليج العربي كتخصص الطب الحاد الذي هو عنوانٌ اختارته اللجنة المنظمة لهذا العام، والاستمرار في تقديم هذه المؤتمرات العلمية التي ترتقي بالمستوى التنظيمي و الإداري ومن جهة أخرى، لتكون هذه المؤتمرات مدرسةً أولية للطلبة للتدرب على منهجية العمل الجماعي وتحقيق الأهداف العامة التي يختارها الطلبة و يحققونها على أرض الواقع.
إلى ذلك، شهد حفل الافتتاح عرض فيلم درامي يجسد بصورة فنية الحاجة للطب الحاد من خلال مشاهد تمثيلية بينت كيفية تعامل وحدة الحالات الطارئة مع الطب الحاد، ثم قدم الدكتور باربث نانايكرا استشاري الطب الحاد، و رئيس المركز الطبي الحاد في جامعة (VU) في هولندا، تجربة الطب الحاد في هولندا، فيما استعرض الاستشاري بدائرة الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي الدكتور أمجد عبيد تاريخ طب الطوارئ في البحرين ومراحل تطوره والتحديات التي يواجهها.
وفي ثاني أيام المؤتمر استعرضت مجموعة من أوراق العمل، إذ تناول المؤتمرون تجربة وحدة الطب الحاد وتأثيرها على سلسلة الرعاية في قسم الطوارئ، وقدم الدكتور أدقر بيترز استشاري الطب الحاد ورئيس وحدة العيادات الخاريجة في المركز الطبي لجامعة (VU) قصة "يوم واحد في الطب الحاد"، في الوقت الذي ناقش المؤتمر "نداءات الطوارئ" والسكتة القلبية والانسداد الرئوي وانتان الدم، لتتبع جلسات المؤتمر حلقات نقاشية يديرها عدد من الاستشاريين من البحرين وخارجها.
وفي السياق ذاته، استعرضت في اليوم الثالث تجربة الطب الحاد في البحرين لتحكي حقيقة التفاعل بين الأقسام الطبية في إنقاذ المرضى، حيث طرحت أوراق عمل عن دور طب الطوارئ، ودور الطب الباطني في التعامل مع الحالات التي تستدعي علاج سريع لمن يعانون من إصابة بالغة وشدية الخطورة، ليختتم المؤتمر أعماله بورقة عنوانها "الخطوة الأولى اتجاه العصر الجديد"، وبرتوكول علاج انهيار الكبد الحاد، والأوبئة العبارة للقارات، وتجربة التدريب في الطب الحاد.
ومن جهته، قال المشرف الاجتماعي بعمادة شؤون الطلبة والمشرف الإداري على المؤتمر الطلابي الثالث أحمد الساعي أن برنامج هذا العام اتسم بالتنوع والتجديد على مختلف اللجان الطلابية العاملة في المؤتمر، وكانت الإضافات الجديدة من أفكار وتنفيذ لها دور بارز في إطهار المؤتمر بأبهى حلة مشرفة، فقد تم استحداث لجنتين مقارنة بالمؤتمرين السابقين وهما: لجنة أمانة السر ولجنة السكن والمواصلات التي كانت لهما دور بارز في تنظيم وترتيب برنامج المؤتمر، مؤكدا ان هذا العام شهد تطوراً ملحوظاً في الإعداد على مستوى مختلف اللجان حيث استفاد المنظمين من التجارب السابقة .
ولفت إلى ان المنظمين صمموا برنامج وموقع متكامل للجنة التسجيل يتيح للمشاركين دفع الرسوم إلكترونياً باستخدام البطاقات البنكية، كما تم إعطاء كل طالب رقم خاص و ( باركود ) يسهل عليهم عملية التسجيل في ورش العمل والحضور.
شهد حفل الختام تكريم الجهات الراعية والمساهمة والمتعاونة والشريكة في إنجاح المؤتمر وهم: شركاء النجاح، المستشفى العسكري، الجامعة الملكية الإيرلندية للجراحين بمملكة البحرين، كلية العلوم الصحية، الملحقية الثقافية السعودية بمملكة البحرين، مركز الأميرة الجوهرة البراهيم، والراعي الفضي "شركة بنا غاز" والمساهمين من هيئة الثقافة والآثار، شركة بتلكو، شركة طيران (كي إل إم)، مؤسسة الخليل جرافيكس للدعاية والإعلان، مستشفى رويال البحرين، صيدلية الجشي، ومجموعة سليمان الحبيب الطبية.