اتفقت جامعة البحرين وهيئة شئون الإعلام على تفعيل التعاون بين الجانبين في المناحي المختلفة، نحو: المشاركة في صوغ وتطوير البرامج الأكاديمية، وتصميم برامج فنية تلبي احتياجات السوق الإعلامي، وتنفيذ دراسات متخصصة، علاوة على التدريب والتعليم.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها وزير شئون الإعلام عيسى عبدالرحمن الحمادي، للجامعة اليوم الأحد (5 أبريل / نيسان 2015)، حيث التقى رئيسها إبراهيم محمد جناحي والمسئولين فيها، وبحث الجانبان، في جلسة نقاشية بمركز تسهيلات البحرين للإعلام في الجامعة، الشئون الإعلامية، وإمكانية التعاون لتطوير مخرجات برنامج الإعلام من جهة، والإسهام في النهوض بإنتاج هيئة شئون الإعلام من جهة أخرى.
وأكد الوزير أن "العنصر البشري هو الأساس في الإبداع، وقد حققت المخرجات البحرينية، ولاسيما مخرجات جامعة البحرين، نجاحات باهرة داخل المملكة وخارجها، وما نصبو إليه هو استكمال الجهود وتعزيزها لبناء منظومة إعلامية متكاملة".
وقال: "نحن في صدد مشروع تطويري يشمل خريطة البرامج التي تقدمها هيئة شؤون الإعلام، ونريد لطلبة جامعة البحرين أن يكونوا جزءاً من المشروع الذي سيغدو منصة لإعطاء فرص للطلبة للإسهام في عملية التطوير وطرح أفكار جديدة، ومبادرات مبتكرة".
وتابع قائلاً: "لدينا لجنة متخصصة للاستقبال الأفكار بشأن البرامج والمواد الإعلامية المختلفة، ويمكن لأية فكرة جيدة ورصينة أن تجد طريقها إلى النور"، معرباً عن الاستعداد لتقييم مشروعات الطلبة وإنتاجاتهم وعرضها في وسائل الإعلام التي تديرها الهيئة.
وخلال اللقاء - الذي سبقته جولة في مركز تسهيلات البحرين للإعلام – قدم مسئولو الجامعة عرضاً تعريفياً بالبرامج والمرافق والتجهيزات، وقدم أساتذة قسم الإعلام عروضاً توضحية بشأن الجودة، والخطط الأكاديمية، والتدريب والدراسات العليا. كما قدم ممثلو مركز الدراسات البحرينية، ومركز النشر العلمي نبذة عن عمل المركزين واختصاصاتهما.
وشدد وزير شئون الإعلام على الوعي بأهمية الدور الذي يقوم به الإعلام، والتركيز على تهيئة الكوادر الإعلامية لإيصال الرسائل المطلوبة، وتوضيح السياسات والقرارات ليتقبلها الرأي العام، مشيراً إلى أن جامعة البحرين من الممكن أن تلعب دوراً مهماً فيما يتعلق بالدراسات والبحوث المتعلقة بقياس توجهات الرأي العام، ودراسات المحتوى، والدراسات الأخرى.
ورداً على مقترح بشأن تطوير قسم الإعلام ليكون كلية مستقلة، رأى الوزير أن ذلك أمر جيد في ضوء النمو في أعداد الملتحقين بالقسم، غير أن ذلك يحتاج إلى خلق سوق يستوعب المخرجات الإعلامية، لافتاً في الوقت نفسه إلى ضرورة إطلاق برامج فنية داعمة للعمل الإعلامي ومتخصصة على مستوى الدبلوم.
ومن ناحيته، أكد رئيس جامعة البحرين ضرورة التواصل بين الأطر الأكاديمية المعنية بتطوير الخطط والعاملين في الميدان، لاسيما العاملين في هيئة شئون الإعلام، والاستفادة من آرائهم في بناء خطط متوازنة ومتكاملة تلبي احتياجات السوق.
وقال جناحي: "إننا نشكر مبادرة سعادة وزير شؤون الإعلام ورغبته في الاستماع لآراء الأكاديميين والطلبة فيما يتعلق بتطوير المنظومة الإعلامية، ونحن بدورنا نسعى إلى زيادة مجالات التعاون، والاستفادة من آراء الخبرات الإعلامية في تطوير برامجنا".
وتابع قائلاً: "هنالك مجالات واسعة للاستفادة والتعاون، وذلك أن جامعة البحرين تزخر بالطاقات العلمية في ميادين عدة، علاوة على أنها تضم مراكز متخصصة، مثل: مركز الدراسات البحرينية، ومركز النشر العلمي، ومركز النانو تكنولوجي، ومركز دراسات الطفولة، ومركز الدراسات القانونية، وغيرها، من المراكز التي قد تقوم بأدوار مساندة"، مشيراً إلى أن "الجامعة من خلال خبراتها وبوصفها بيت خبرة من الممكن أن تقوم بدور استشاري وأن تسهم في صوغ الخطط الإستراتيجية".
ورحب جناحي بالأفكار التي طرحها سعادة الوزير المتعلقة بإطلاق الفعاليات المشتركة، مثل: المسابقات، وإعداد البرامج التي تسلط الضوء على الحياة الجامعية، وتخصيص ساعات بث عن الجامعة وطلابها.
وكان نائب الرئيس للبرامج الأكاديمية والدراسات العليا في الجامعة وهيب الناصر، قدم عرضاً مفصلاً للوزير والوفد المرافق له – خلال اللقاء - عن البرامج الأكاديمية في الجامعة، وخططها التطويرية، والإنجازات التي حققتها في مجال إخضاع البرامج للاعتماد الدولي، والخدمات التي تقدمها للطلبة، وإمكانات مكتبة الجامعة وقواعد المعلومات فيها، والتعلم الإلكتروني، والمبادرات الخضراء، والأفكار المستقبلية، وغير ذلك.
وتحدث عميد كلية الآداب في الجامعة علوي الهاشمي عن قسم الإعلام والسياحة والفنون في الكلية وتاريخه، وتلاه في الحديث رئيس القسم عبدالناصر فتاح الله، الذي أوضح أن عدد طلبة الإعلام يصل إلى نحو 1400 طالب، مؤكداً أن القسم ملتزم بشروط الجودة وإجراءاتها.
كما استعرض رئيس مكتب الجودة في الكلية الدكتور كمال الغربي أهداف نظم الجودة التي تحتكم إليها الكلية، مبيناً أن أهم تلك الأهداف تتمثل في زيادة فاعلية التعليم والتعلم، وتحسين البيئة الأكاديمية، وتطوير المخرجات.
وشرحت عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام سماء الهاشمي، عناصر الخطة الجديدة لبرنامج البكالوريوس في الإعلام، وموارد التحديث فيها، ومميزاتها، في حين تحدث رئيس مكتب التدريب العملي جمال عبد العظيم عن مجالات التدريب العملي لطلبة الإعلام، واستعرض عضو هيئة التدريس الدكتور رضا المثناني برنامج الدراسات العليا في الإعلام وآفاقه.
وتحدث طلبة نادي الإعلام، الذين شاركوا في اللقاء عن تطلعاتهم، واحتياجاتهم، واقترحوا أن تتاح الفرصة للطلبة لعرض مشروعاتهم الإنتاجية لتنال فرصة النشر على قنوات هيئة شؤون الإعلام، وهو الأمر الذي رحب به الوزير.
واتفق الجانبان على أهمية تجسير الهوة بين الدروس النظرية والتطبيقات الجامعية من جهة، والممارسة الإعلامية في الميدان العملي من جهة ثانية، كما اتفقا على إيجاد آليات عمل محددة لتنفيذ الأفكار التي عرضت في الاجتماع، وتشكيل لجان لتفعيل مذكرات التفاهم التي سبق وأن وقعها الطرفان، وتنفيذ ما يمكن تنفيذه منها.