صباح الخير أحبتي... نشرات الأخبار وقراءة الصحف هما من الأعمال الروتينية التي يقوم والدي ووالدتي بممارستها كل يوم، سواء في الصباح أو المساء، لذا فقد تعودنا أنا وإخوتي على مشاركتهما في هذا العمل، فنحن نتصفح الصحف التي تصلنا إلى المنزل كل يوم كما نشاهد معهما نشرات الأخبار، نحن نشاركهما في هذا العمل لأنهما يشاركان في متابعة برامجنا المفضلة على شاشة التلفزيون.

في الفترة الأخيرة بات والدي يرفع الصحف من على الطاولة ويأخذها معه، كما أنه يتجنب مشاهدة الأخبار ونحن جالسون معه في صالة المنزل... حيرني هذا الأمر فسألت والدي، أبي لماذا لم تعد تترك الصحف على الطاولة لنقرأها من بعدك؟!، ولماذا أيضاً لم تعد تشركنا في متابعة نشرات الأخبار؟!... فكانت إجابته: أمتنا العربية، بل العالم بأسره أصابه الجنون، ولم يعد بخير؟!

لم أفهم ما يعنيه، لذا بحثت عن الإجابة بنفسي خلال الأيام القليلة الماضية... وهنا أيقنت بالفعل أن رد والدي كان إجابة وافية، لكني لم أفهم إلا عندما رأيت ذلك بعيني من خلال الصور، كما فهمت ذلك مما كتب في الصحف.

بالفعل أمتنا العربية لم تعد بخير، فهناك أطفال يسقطون هنا وهناك بفعل القصف، هناك أناس باتوا يسيئون إلى ديننا الإسلامي بتصرفاتهم وافتراءاتهم على الدين... هناك قتلى وجرحى ومشردون... بيوت تحترق، دمار لمدن ولتاريخ وآثار... أناس يتقاذفون السب والشتم علناً، قتل لأطفال، اعتقالات وحشية وحرق لبشر. قاذفات تمطر من السماء... مهلاً أين نحن؟!، أمازلنا في الوطن العربي ذي الجسد الواحد؟!.

أخذت نفساً عميقاً بعد كل ما رأته عيني من وحشية أصابت أمتنا، فسألت نفسي أين طفولة هؤلاء الصغار العرب، ما الذي فعلته بهم الحروب، ما ذنبهم؟، وما ذنبنا نحن نرى هذه البشاعة... أين طفولتنا؟!.

من هذا الألم نظرت للسماء فرأيت شهاباً ماراً فتمنيت أمنية، هو أن يكون الله في عون الشعوب العربية وأن يعينهم جميعاً على مصائبهم... كما تمنيت أمنية قد يظنها البعض أمنية لملكة جمال العالم، ولكنها أمنية حقيقية نابعة من قلب طفلة عربية... “أتمنى أن يحل السلام في العالم، وأن نعيش بأمان وهناء”.

مناهل