العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ

المفتاح: آن الأوان للعرب أن يتحدوا لمواجهة مخططات تغيير هوية المنطقة

الشيخ فريد المفتاح
الشيخ فريد المفتاح

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ فريد المفتاح، أن الوقت حان لأن يتحد العرب، ويقفوا صفاً واحداً لمواجهة مخططات تغيير هوية المنطقة العربية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الجبهة الداخلية للأوطان، والعمل بروح الجماعة والوطن، بعيداً عن المطامع الشخصية أو الفئة أو الحزبية.

وقال المفتاح، في خطبته أمس الجمعة (10 أبريل/ نيسان 2015): «إننا اليوم لفي أمس الحاجة إلى أن تتأكد أخوتنا، وتتوثق ألفتنا ووحدتنا، من أجل حفظ بلاد المسلمين من مكر الأعداء ومن المخططات الهادفة إلى زعزعة أمننا واستقرارنا وشق وحدتنا وخلخلة صفنا، وإثارة الاضطرابات بيننا في عالمنا العربي، من خلال تجنيد فئة أو فئات ومجموعات لها أطماع وأجندات خارجية، وطائفية وأخرى تكفيرية إقصائية، غُسلت عقولها وأدمغتها، تريد خطف المجتمعات، وإثارة الاضطرابات وتغيير الهوية لأمة عربية إسلامية، وخرق تعايش الناس مع بعضهم بعضاً بسلام وأمان واطمئنان، وخرق التعاون والاحترام بينهم في الوطن الواحد، وزرع الكراهية بينهم، وتقسيم المجتمع والوطن بكل خبث على أساس فئوي وطائفي مذهبي ضيق ومقيت، يختزل هذا البناء الوحدوي المتكامل الذي بناه الإسلام، والبناء الثقافي الجميل الذي شيده رسول الله (ص) على الاتحاد والوحدة».

وخاطب المفتاح شعوب الوطن العربي خاصة، وشعوب الخليج العربي بصفة أخص، داعياً إلى أن «نقف جميعاً صفاً واحداً في وجه المخطط العدواني الشعوبي الخاسر الذي يستهدف وحدتنا، ويريد أن يستهدف هويتنا العربية، لنقف بالمرصاد في وجه أولئك الذين خانوا أوطانهم، وباعوا ولاءهم ليسلموا بلادهم إلى دول مستبدة لها أطماعها، ولها أجندتها ومصالحها التوسعية العدوانية».

وأكد أننا «جميعاً أمام تلك التحديات والمتغيرات، يجب أن نرص الصفوف وأن نوحد الكلمة، ونحصن جبهتنا الداخلية بوحدتنا، وترابطنا والتفافنا حول قيادتنا وولاة أمورنا، لنشد على أيديهم فيما اتخذوه من قرارات وتوجهات، أهمها إنشاء قوة ردع عربية مشتركة».

وشدد على أن «آن الأوان ليكون العرب جميعاً والمسلمون في مكان معهم، على قلب رجل واحد في وجه تلك الهجمة الشرسة على الهوية العربية التي كانت ومازالت وستبقى أمة عربية إسلامية ضمن عالمها الإسلامي والحضاري الواحد في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها».

ونوّه بالخطوة التي اتخذها الزعماء العرب في تشكيل تحالف عربي إسلامي من أجل الحفاظ على اليمن، وتعزيز الشرعية، معتبراً أنها «من أهم القرارات التي تحفظ هيبة وسيادة العرب والمسلمين في هذا الوقت العصيب، وفي هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، وإن ما اتخذه هذا التحالف من إجراءات بحماية الأمن القومي العربي، والحفاظ على هوية المنطقة لهو توفيق من الله، لصد المخططات وإحباط المحاولات اليائسة لتغيير هوية المنطقة».

ورأى أن «العرب جميعاً وعلى كل المستويات، هم على وعي تام بخطورة تلك المخططات، وبمن يقف خلفها، ولن يسمحوا قادة كانوا أم شعوباً لأحد المساس بأرضهم وسيادتهم وهويتهم وثقافتهم ومقدراتهم».

وأكد أن «من الواجب علينا جميعاً العمل بروح الفريق الواحد لمساندة توجهات القادة، وعلينا العمل بكل وسيلة للحفاظ على الجبهة الداخلية لمجتمعاتنا بتعزيز أواصر إخوتنا والحفاظ على وحدتنا والتفافنا حول قيادتنا وحفظ أمن واستقرار أوطاننا».

وقال المفتاح: «بعد أن قام رسول الله (ص) ببناء المسجد ليكون مركزاً لجمع القلوب والأبدان، ومجتمعاً لتحقيق التآلف بين الناس، قام (ص) بالمؤاخاة بين المسلمين ليخرج الناس من ضيق التفكير في الذات والسعي الضيق لتحقيق المصلحة الفردية، إلى ميدان الجماعة والوحدة، وأفق التضامن والتكافل والتعاون الجماعي، ليتحرك الفرد بروح الجماعة وبروح الدولة، ومصلحتها وآمالها ضمن الوطن الواحد، والولاء لوطن واحد، لا بروح الفئة أو بروح الطائفة أو المذهب أو الحزب كما يفعل بعض الناس اليوم، فتجد ممن ينصر طائفته على نصرة وطنه، وعلى حساب أمن واستقرار وطنه، ويقدم طائفته وحزبه وجماعته على مصلحة الوطن والولاء للوطن، وأمنه وأمانه واستقراره».

وأكد أن «الأمة الواحدة لا تقوم إلا على الأخوة الصادقة، والألفة الخالصة، والأخوة الحقة لا تثبت إلا في البيئة النقية الصافية الصادقة، ولا تترعرع المحبة بين الناس إلا في ظل شجرة الصدق والإيثار، والتعاون والتكافل والتضامن والتآلف والولاء لوطن واحد، والتضحية من أجله، وبذل الغالي والنفيس من أجل حمايته، حماية أمنه الوطني وضمان استقراره وسيادته».

وأفاد بأن «المسلمين في المدينة تبادلوا إخوتهم، فارتقوا بأقوالهم وأفعالهم، وتوحدوا فيما بينهم رقياً وتآلفا وتعاوناً وأخلاقاً لا مثيل له، وتسامت نفوسهم في تأسيس الإخاء والولاء للوطن، في تسابق منقطع النظير».

وشدد على أن «المجتمع المسلم لا يقوم حقيقة إلا على مبدأ التعاون والتناصر فيما بين أفراده في الوطن الواحد في كل مناحي الحياة، وإن الضمانة الطبيعية والفطرية لتحقيق ذلك من أجل مجتمع قوي قادر على صناعة حاضره ومستقبله هي الأخوة الصادقة، والمواطنة الصالحة، والولاء للوطن والتآلف النقي، والتعاون الذي يجعل من أفراد المجتمع جسداً واحداً يعمل بمجموعه في اتجاه واحد، لا في اتجاهات مختلفة، ومصالح متغايرة لتحقيق هدف واحد، نتاجه ونفعه لكل فرد فيه».

وأشار إلى أن مبدأ التراخي والتآخي في المدينة أهم عوامل قيام المجتمع الإسلامي النموذجي الحضاري المتعاون المتحاب، إذ تناسى المسلمون وألقوا كل مسببات الفرقة والخلاف وراء ظهورهم، غبر عابئين إلا بشيء واحد هو كيف يكونون أمة واحدة متآلفة متعاونة مترابطة فيما بينها، في ظل وطن واحد يدين بالعبودية الخالصة لخالق الأرض والسماء، وكيف يصنعون مجتمعاً ربانياً حضارياً أخلاقياً يدير الحياة الإنسانية للدنيا والآخرة، فقامت على أخوتهم وعلى رابطتهم أعظم حضارة، وأرقى ثقافة وأقوى أمة عرفتها البشرية، قامت على الأخلاق والمبادئ والقيم والانفتاح، والعدل والوحدة، وهو ما صنع منها أقوى أمة وأعظم دولة، وأرقى مجتمعاً عرفته الإنسانية».

العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 3:45 م

      اي تهديد اي بطيخ

      أنتم من غيرتم الهوية البحرينية
      ماضل بنقالي ولا هندي ولا باكستاني ولا غيرهم الا جنستونهم من غير حق
      والبحريني الأصلي. صار عندكم صفوي عميل

    • زائر 26 | 9:37 ص

      و الي عندنا ؟

      لما نجوف جاليات اسيويه لا تنطق حتى العربيه تجنس ! مب تغيير هوية ؟ خلك في الي عندنا اول ترى ما عدنا نعرف من البحريني ؟

    • زائر 25 | 8:59 ص

      ....

      تغيرت الهوية من زمان ...
      إيران و موضوع المؤامرة الإيرانية تعبنا منه. .. خلاص صار اسطوانة مشروخة.

    • زائر 13 | 2:37 ص

      العرب!!"

      العرب لن ولم يتحدوا يوماً ابدا..

    • زائر 16 زائر 13 | 3:55 ص

      وينكم ياا عرب من احتلال فلسطين

      جاااوب يا مفتاح
      ليش ما فكرتون تتحدون من سنوات اعاني الشعب الفلسطيني!!!!!
      اشمعنه الحين تتحدون ??!!!!!!!!

    • زائر 9 | 1:45 ص

      قضية بعمر الستين عاماً.

      هناك قضية عمرها يزيد عن الستين عاماً ،فهل انت تقصدها يا فضيلة الشيخ؟ ام تريد من المستمعين للخطبة ان يقررو بحسب الانتماء والانحياز والضغوط على قضية اخرى، مبتكرة مبكرة لا تشمل ما أشرت اليه ..؟!!
      دورك يا فضيلة الشيخ له أهمية كبيرة ، وفقك الله ..

    • زائر 8 | 1:35 ص

      تتحدون لقتل بعضكم بعضا

      واما قتال اليهود وتحرير فلسطين صار مستحيل لديكم
      حرام عليكم والله حرام م.............

    • زائر 7 | 1:24 ص

      التجنيس

      التجنيس يعني مو تغيير هوية؟؟؟

    • زائر 6 | 12:43 ص

      من هو العدو للامة مافهمت القصد

      تقصد داعش مو نحن معك لمحاربتهم ولكن ادا القصد عدوا مصنعا وهمي مانعرف الا عدوا لنا هو واحد والاوحد الواحد هو من سلبنا حقنا في العيش بكرامة وهناء والعدو هو يهودي صهيوني

    • زائر 5 | 12:05 ص

      أي تغيير هوية ياشيخ

      لقد تم ممارسة جميع أنواع التغيير ضدنا فقد فتحت البلد للسياحة والتجارة الهابطة فضلا عن التجنيس وتكريس العمالة بما يفيض عن حاجة البلد لقد دمجتم الأجانب بالأصليين من يستطيع ذلك غير الأجهزة الرسمية

    • زائر 4 | 12:02 ص

      فتن

      شعوب ...عايشة على الفتن وتكفير الاخر ... تعبنا من ترديد كلمة ايران ايران ايران ايران .. الفرس الفرس الفرس الفرس .. بسكم هةخربتون الدنيا عايزين نعيش ياشيخ

    • زائر 12 زائر 4 | 2:19 ص

      هههههههههه

      قول للحكومة التي تجنس من هب ودب في هذا البلد
      صح لو أنا غلطان؟..

    • زائر 3 | 11:13 م

      الله يوفقك

      عرفتك معتدل مع وجود الكثير من الضغط من المحبطين والمستهترين. لكنك لازت معتدلا

    • زائر 28 زائر 3 | 1:05 م

      ههههههههه

      اظنه هو الذي كتب التعليق.....حلوة

    • زائر 2 | 10:53 م

      و كأني بك تعني المخطط الفارسي البغيض الذي تريد إيران تصديره

      عهد الملك سلمان يبشر بخير في مواجهة تهديدات إيران ضد الدول العربية.

    • زائر 18 زائر 2 | 4:30 ص

      خوش

      وكأنكم لو اتحدتون بتقضون على ايران ..هاذي ايران يا حبيبي اللي امريكا ما قدرت عليها انتون بتقدرون؟؟

    • زائر 22 زائر 2 | 6:35 ص

      هههههه

      مشكلة انكم عايشين في وهم أن إيران عدو أمريكا وإسرائيل يا أخي شوف حجم استثمارات إسرائيل في إيران وهاي كله بيزنس باسم إيران وكل واحد ياخذ سهمه، لاكن انتو امته بتقعدون من سبايكر أن إيران عدو يهود إيران وحزب الله يساعدون بشار فقد لأنه يحمي إسرائيل

    • زائر 1 | 10:29 م

      هه

      يعني آن الآوان الحين تتحدون على المسلمين وينكم عن اليهود

اقرأ ايضاً