العدد 4603 - الثلثاء 14 أبريل 2015م الموافق 24 جمادى الآخرة 1436هـ

تقليص موازنة الأندية

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

كل الأندية في العالم تواجهها أزمات مالية، لكن الأندية العالمية لها مداخيل ثابتة، ولها أساسيات واستراتيجيات واضحة في الإنفاق، بينما أنديتنا تخضع فقط للموازنة الموضوعة من قبل الدولة التي فرضت، انطلاقاً من شهر مارس/ آذار الماضي، تقليصا للموازنة بنسبة 15 في المئة، لتجد هذه الأندية نفسها في ورطة ارتفاع ديونها بشكل يفوق موازناتها، وبالتالي الانهيار، وتلك هي الحقيقة المرة التي يتابع تفاصيلها الوسط الرياضي.

تقليص الموازنة الخاصة بالرياضة ليس له ما يبرره وخصوصاً أننا نعيش عصر الاحتراف، الذي يلعب فيه اللاعب مقابل مرتب شهري من المفترض أن يتسلمه نهاية كل شهر، حاله حال غيره من الموظفين، وهذا مع الأسف لا يحدث للجميع، إضافة إلى ذلك، فالالتزامات الرياضية خارجيّاً باتت متعددة وكل التزام له معسكره الإعدادي الخاص المهم. وفي حال تقليص الموازنة من أين ستتوافر مصاريف تلك المعسكرات.

هل يرى المسئولون أن الاعتذار أفضل، كونه يوفر ملايين الدنانير، إذا كان هذا تفكيرهم فإنهم يحرمون الوطن من فرصة تحقيق انجازات رياضية أخرى ترشح مفهوم النهضة الحضارية التي تعيشها البحرين، كما أن التجميد وعدم المشاركة يعني القضاء على الرياضة البحرينية، ولا أعتقد أن مسئولا في أي موقع يرضى بهذا، نعرف أن الدولة أمامها التزامات كثيرة لمشاريع تراها هي أهم، لكن الرياضة بمفهومها الحديث يجب أن تكون أحد تلك المشاريع؛ لأن كل دينار يصرف فيها يعطي مردوداً ايجابيّاً للوطن.

ونلاحظ في بعض الدول المجاورة أنهم يصرفون لكل ناد مبالغ كبيرة لتتمكن من الاستعانة بأبرز محترفي العالم حتى يستفيد منهم اللاعبون المحليون، وها هي نتائج تلك الخطوة تظهر. ونحن لا نطالب بذلك بل نطلب أن تعود الموازنة كما كانت؛ لأن الوضع في الأندية التي هي الأساس (محرج جدّاً)، فهناك لاعبون لم يتسلموا مرتباتهم منذ أشهر، وهناك أندية لا تملك توفير الأدوات والملابس الرياضية للاعبيها. كيف سيكون الوضع إذا وصل ذلك الحال إلى جميع الأندية؟ بالطبع ستكون المنتخبات هي الخاسرة، وستكون النكسة للرياضة البحرينية وهذا ما لا نتمنى حدوثه.

لهذا، لابد من تجاوب صادق مع دعوة الأندية بإعادة النظر في الموازنة، ولتعود على الأقل كما كانت على رغم أن المسئوليات زادت، ولا أعتقد أن أصوات الاحتجاج الخارجة من الأندية لم تصل إلى مسامع المسئولين. فالكل يشكو، وأنديتنا مؤسسات رياضية تربوية لو توقفت أنشطتها ستتوقف بالطبع مشاركات المنتخبات خارجيا، وسيذهب كل لاعب إلى حيث يجد المكان المناسب إليه، وتكون الرياضة أولا وأخيرا هي الخاسر.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 4603 - الثلثاء 14 أبريل 2015م الموافق 24 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:04 ص

      بشفافية اكثر

      الميزانية قليلة والجميع مومن بذلك ولكن الموضوع الاهم هو كيفية صرف ميزانية الاندية اتمنى منك كصحفي عمل تقرير ودراسة على ادارات الاندية فسترى ان 80 بامئة من الاندية لديها مصروفات من غير دراسة ودراية حيث ان معضمها يعيش في عالم (جحا) القديم وليس لدية برنامج مالي للصرف

اقرأ ايضاً