تستحوذ جزيرة «اللبان» اليونانية على 25 في المئة من إنتاج اللبان في العالم، ويعتمد أهل الجزيرة بشكل أساسي على عوائد أشجار اللبان التي تعد المصدر الرئيسي للدخل في الجزيرة، والتي تم إدخال إنتاجها في العديد من المنتجات أبرزها العلك والصمغ والصابون والشاي وبعض مستحضرات التجميل.

هذه الجزيرة المجهولة نسبيا على الخريطة السياحية الأوروبية، خامس أكبر جزيرة في اليونان، إذ تبلغ مساحتها نحو ألف كيلومتر مربع، ولأنها من جزر شمال بحر إيجة، فهي أقرب إلى تركيا منها إلى اليونان أو الوطن الأم اذ تبعد 7 كيلومترات عن تركيا.

وعادة ما يتحدث الناس عن جزر ميكونوس وسانتوريني وكورفو وكريت وغيرها من الجزر اليونانية المعروفة في أوروبا والعالم سياحيا، وقلما يتحدثون عن بعض الجزر الأخرى وخصوصا القريبة من تركيا التي تتمتع بتاريخ طويل إنسانيا وحضاريا ولاتزال تقدم للسائح إقامة مختلفة وغنية وطيبة لا تنسى. ومن هذه الجزر جزيرة خيوس.

ويبلغ عدد سكان جزيرة اللبان نحو 55 ألف نسمة بحسب الإحصاءات الأخيرة، وهي من الجزر الجبلية نسبيا، وتشتهر تاريخيا بصناعة السفن وعالم البحر التجاري وإنتاج اللبان حيث تنتج من 20 إلى 25 في المئة من إجمالي إنتاج اللبان في العالم.

وتتميز هذه الجزيرة بقراها وبلداتها القديمة التي يعود تاريخ بعضها إلى القرون الوسطى. وفي الجزيرة أحد المواقع المهمة التي اعتبرتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تراثا إنسانيا يجب المحافظة عليه وهو موقع «نيا موني» (Nea Moni)، وهو عبارة عن دير قديم للرهبان يعود إلى القرن الحادي عشر.

وهذه الجزيرة قريبة جدا من عدد من الجزر الصغيرة في المناطق المواجهة للساحل التركي. ويمكن للسائح أو الزائر التمتع بما لا يقل عن 66 قرية وبلدة في الجزيرة معظمها قديم وبين الجبال.

وللجزيرة تاريخ طويل جدا ومنذ قديم الزمان، وهي مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث، وتشير المنازل الواسعة آنذاك إلى التطور الزراعي والمعرفة بتربية الماشية واستصلاح الأراضي، وفي الفترات القديمة استوطن فيها الكثير من سكان جزيرة كريت وأهل الحضارة المينوية، واستقرت على شخصيتها اليونانية. وفي القرن السابع قبل الميلاد كانت الجزيرة أول مكان يسك النقود المعدنية وظل هذا التقليد لمدة 900 سنة.