العدد 4606 - الجمعة 17 أبريل 2015م الموافق 27 جمادى الآخرة 1436هـ

مخلفات البناء تشوِّه تلال عالي الأثرية... والعضو البلدي يُطالب بتعجيل مشروع تطوير المنطقة

أكوام من مخلفات البناء ألقيت على تلال عالي الأثرية
أكوام من مخلفات البناء ألقيت على تلال عالي الأثرية

رصدت «الوسط» كميات كبيرة من مخلفات البناء منتشرة وسط تلال عالي الأثرية الواقعة بين منطقتي عالي ومدينة حمد. العضو البلدي للمنطقة عبدالله عاشور صرح بأن أهالي المنطقة اشتكوا في منتصف مارس/ آذار الماضي من وجود هذه المخلفات وطالبوا بإزالتها، وبدوره اتصل مباشرة بالجهات المعنية ووعدوه بإزالتها إلا أن المخلفات لم تبرح مكانها.

«الوسط» عاينت الموقع وشاهدت العديد من مخلفات البناء منتشرة بشكل واسع داخل منطقة التلال بحيث لا تُرى من خارج المنطقة. ونظراً لأن السور الشائك الموجود حول هذه التلال تم وضعه في العام 2009 فمن المرجح أن وجود هذه المخلفات يعود لأكثر من سبع سنوات، إذ لا يوجد منفذ للشاحنات بعد بنائه كي تدخل وترمي حمولتها.

عضو مجلس البلدي عبدالله عاشور أشار لذلك بالقول: «السور شيد في العام 2009 بما يعني أن هذه المخلفات رميت قبل هذا التاريخ، بل ومن خلال مشاهدتي للصور التي أرسلها لي أحد أهالي المنطقة يبدو أن بعضها رمي هناك منذ أكثر من عشر سنين». وأضاف «خاطبت أحد المسئولين بشركة «سفينكس» المسئولة عن نظافة المنطقة وأرسلت له الصور فوعدني بمعاينة الموقع والتأكد من وجود المخلفات وفعلاً تمت معاينة الموقع والتأكد من وجودها وأخبروني أنهم سيزيلون مخلفات البناء فقط. لكن ذلك لم يحدث حتى الآن. وللأمانة، لم أتواصل مع الشركة سابقاً بخصوص شكوى مماثلة إلا وتم إنهاؤها ولا أعرف سبب التأخر هذه المرة».

وأفاد عاشور «من المؤسف فعلاً أن يتم التعامل مع هذا الإرث التاريخي بالطريقة التي تسير عليها الأمور حالياً. ويجب أن تكون المسئولية جماعية، فمن رمى المخلفات هناك يعلم جيداً أن هذا الموقع أثري ولا ينبغي رمي المخلفات فيه. كما أن الجهات المسئولة كان من المفترض أن تسور هذه المقبرة منذ مدة طويلة لما تمثله من أهمية تاريخية وتراث قيم، كي لا يتم العبث بها، والتعجيل بمشروع التطوير الذي تم إقراره منذ سنوات عدة، وبعد لم يتم تطبيقه».

وأشار إلى أن «المشروع موجود في الرفوف منذ العام 2009 ولم يدخل بعد حيز التنفيذ. فالشيخة مي بنت محمد آل خليفة عندما كانت وزيرة للثقافة والإعلام استعانت بخبراء لدراسة وضع المدافن الأثرية وصناعة الفخار في منطقة عالي وقامت بإعداد مشروع متكامل لها، يحمي هذا التراث ويحافظ عليه، وبناء متحف لهذا الغرض، أيضاً تسوير المنطقة بشكل أفضل مما عليه الآن كي يمنع التعدي على الآثار أو رمي المخلفات فيها كما هو حاصل الآن».

واستطرد «خبير الآثار الدنماركي «ستيفن لورثن» كشف سابقاً عن تدمير 84 في المئة من هذه التلال خلال 14 عاماً، بينما أشار خبير آثار سابق إلى تدمير 95 ألف تل أثري منذ العام 1984 وعلى هذا الأساس وكي نحافظ على ما تبقى من هذا التراث يجب التحرك سريعاً لتنفيذ مشروع تطوير المنطقة ووضع جدول لبدء عمليات التنفيذ.

يذكر أن التلال والمدافن في المنطقة والتي يعود عمرها لثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، تغطي أكثر من 5 في المئة من مساحة البحرين، وتبلغ 30 كيلومتراً مربعاً تتوزع في مناطق عدة أهمها عالي، وبوري، ومدينة حمد، وسار، والجنبية، ومدينة عيسى، وعدد من القرى الجنوبية كدمستان، وكرزكان وأم جدر، ومحمية العرين، وغيرها. إلا أن أكثر هذه التلال جرفت. فبعد أن كان يربو عددها على 170 ألف تل تضم عدداً من القبور، لم يتبقَّ منها اليوم إلا 7 آلاف، ويمكن مشاهدة نماذج منها في منطقة بوري وعالي ومدينة حمد.

العدد 4606 - الجمعة 17 أبريل 2015م الموافق 27 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:52 ص

      شوي شوي

      المخلفات خطوة لسرقة ما تبقى من آثار وتلال وهذا ما حصل للتلال من جهة ما يسمى بمنطقة جري الشيخ فالقصور صارت تزحف نحو عالي بشكل متواصل ولا رقيب

    • زائر 3 زائر 2 | 3:10 ص

      الله على كل ظالم

      وفوق انها تزحف لعالي قاموا يقطعون هالمناطق و يضمونها اجرايا للرفاع؟؟؟؟
      يعني معقولة مدينة حمد لم يجدوا لها مكانا لتاسيسها الا في نطقة التلال الاثرية عبر جرفها؟؟؟؟؟مكان الهايوي قبل انشائه كان مناسبا ، الاراضي الجنوبية ؟ المنطقة الشرقية من النويدرات الى راس البر؟؟؟المساحات الشاسعة بجنب ابوقوة و غيرها

اقرأ ايضاً