العدد 4606 - الجمعة 17 أبريل 2015م الموافق 27 جمادى الآخرة 1436هـ

موقع "مجزرة سبايكر" في العراق يتحول مزاراً لاستذكار ضحايا تنظيم "داعش"

تحول موقع إعدام تنظيم "داعش" مئات المجندين العراقيين عند ضفاف نهر دجلة في مدينة تكريت، مزارا "مقدسا" يستذكر فيه العشرات "مجزرة سبايكر"، إحدى أسوأ عمليات القتل الجماعية التي نفذها التنظيم.

ووضع في المكان نصب تذكاري رمزي أحيط بالشموع والورود المصنوعة من البلاستيك، تخليدا لذكرى مئات من المجندين، غالبيتهم من الشيعة، إبان هجوم كاسح شنه في العراق في حزيران/يونيو، وسيطر خلاله على مساحات واسعة في الشمال والغرب.

وبعد أكثر من أسبوعين على استعادة القوات العراقية ومسلحين موالين لها مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) من التنظيم، تحول الموقع الرئيسي لما عرف بـ "مجزرة سبايكر"، نسبة إلى القاعدة العسكرية التي اعتقل المجندون على مقربة منها شمال تكريت، إلى محجة لشرائح واسعة من العراقيين.

ويزور عشرات المقاتلين يوميا الرصيف الضيق الملاصق للنهر، والواقع داخل مجمع القصور الرئاسية الشاسع في تكريت، والذي شيد في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين المتحدر من قرية مجاورة لتكريت.

كما يزور الموقع أقارب لمجندين لم يتم العثور على جثثهم بعد في المقابر الجماعية التي وجدت في المجمع، قادمين من مناطق مختلفة في العراق، إضافة إلى وفود من رجال الدين والطلاب والفنانين.

وأثارت هذه "المجزرة" التي فقد خلالها ما يصل إلى 1700 شخص، سخطا وغضبا عارمين لا سيما لدى الشيعة، وشكلت احد ابرز الأسباب التي دفعت عشرات الآلاف منهم لحمل السلاح والقتال إلى جانب القوات الأمنية، لاستعادة السيطرة على المناطق التي سقطت بيد الجهاديين.

وتحمل الزيارات الى الموقع مزيجا من مشاعر التضحية والفخر بالضحايا.

ويقول الشيخ ضرغام الجبوري لوكالة فرانس برس "(في) هذا المكان سطرت دماء الشهداء"، ولذلك يجب ان يصبح "رمزا للشهادة، رمزا للتضحية من اجل هذه التربة العظيمة". ويضيف "يجب ان يكون هذا المكان متحفا لجميع العراقيين".

وبكى هذا الشيخ الذي لف رأسه بعمامة بيضاء وارتدى عباءة سوداء، وهو ممثل لوكيل المرجع الشيعي علي السيستاني في بغداد، تأثرا وهو يتلو الفاتحة عن أرواح الضحايا قرب النصب التذكاري الرخامي.

ويردد الجبوري قول الإمام الحسين خلال تلك معركة كربلاء "هيهات منا الذلة".

وقبل ايام من زيارة الجبوري، شدد معين الكاظمي وهو قيادي في "منظمة بدر" التي يعد جناحها العسكري من ابرز الفصائل الشيعية المقاتلة إلى جانب القوات الحكومية، على أهمية الحفاظ على الموقع.

وقال من المكان نفسه كالجبوري "ستستمر هذه الزيارات، وسنؤهل هذه المنطقة لتكون رمزا للجريمة التي ارتكبها هؤلاء الداعشيون (في إشارة إلى عناصر التنظيم الذي يعرف باسم داعش) ومن تحالف معهم (...) لتكون على مر التاريخ وصمة عار في جباه هؤلاء".

وبين زوار المكان أيضا، كاظم عبد الحسن الذي فقد في مجزرة سبايكر، احد اقاربه الذي كان مجندا في القاعدة، دون ان يعرف مصيره حتى الآن.

ويقول عبد الحسن انه تلقى اتصالا هاتفيا من قريبه في حزيران/يونيو يبلغه فيه انه نقل الى مجمع القصور الرئاسية، قبل ان ينقطع الاتصال به.

وبعد سيطرة الجهاديين على مساحات واسعة من البلاد، انضم عبد الحسن إلى "كتائب جند الامام"، وهي فصيل شيعي يقاتل الى جانب القوات الأمنية لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".

ويتولى هذا الشاب المولود في العام 1985، مراقبة الموقع الذي يعتبره "مقدسا". ومن على شرفة مطلة على النصب، تطارد الذكريات عبد الحسن الحامل رشاشا من نوع "كلاشينكوف" يوجهه نحو النهر.

ويقول "اتذكرهم (الضحايا) واقضي بعض الليل بالبكاء لانه منظر مؤلم، امر ليس سهلا. 1700 نفر (شخص)... ودمهم لا يزال موجودا امامنا".

ونشر التنظيم المتطرف في حزيران/يونيو، صورا وأشرطة مصورة توثق عمليات القتل الجماعية بحق المجندين، بينها مشاهد يقتاد العشرات منهم الى حافة النهر، قبل اطلاق النار على مؤخرة رأس كل منهم، قبل رميه في المياه. ولا تزال آثار الدماء ماثلة عند الحافة.

وعلى رغم قيام العشرات بزيارة الموقع، يرى عبد الحسن ان العدد يجب ان يكون اكبر من ذلك.

ويقول "يجب ان تكون الوفود اكثر، وان تعطى اهمية لهذا المكان اكثر باضعاف لانه مكان مقدس"، آملا في احضار عائلته واطفاله للزيارة.

ويضيف "هذا المكان ترك في قلوب جميع العراقيين جرحا عميقا لا يشفى الى ابد الدهر"، متابعا بتأثر "المكان سيبقى بداخلي حتى نهاية حياتي".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:01 ص

      شل فايده

      ماشاءالله عليك التسجيل لمشاهدة الصور و الملفات والصور والنسخ محفوظة لموقع سبايكر

    • زائر 3 | 3:02 ص

      اعلامنا داعشي

      لم اغضب من داعش المجرمة كغضبي على الاعلام العنصري الطائفي الموجود في الدول العربية، جريمة كهذه لم نعلم بحجمها الا بعد ايام من حدوثها وكل ذلك لان القتلى من فئة غير محسوبة على الفئة الاخرى!كما قال الشيخ عدنان ابراهيم: انا نعيش في زمن الوحوش،الوحوش التي تبكي على قتلاها فقط...

    • زائر 1 | 1:01 ص

      الله ينتقم من كل ظالم هم على شغا حفرة من النار

      جريمة سودت وجه التاريخ و سودة وجه كل من ناصر هالحثالة . الله ينتقم منهم و من كل من ساندهم و صور وياهم ما جنيتوا غير العار في الدنيا و النار الحامية في الآخرة الله ياخذكم و يفكنا منكم قالوا شنو يناصرون حرية سوريا ..

اقرأ ايضاً