العدد 2492 - الخميس 02 يوليو 2009م الموافق 09 رجب 1430هـ

تشلسي يطلب تحقيق الحلم الأوروبي فقط من انشيلوتي

سجله الخارجي هل يشفع له في رحلته الجديدة؟

يرفض المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي أن يكون عرضة للمقارنات الأولية بينه وبين المدرب الهولندي غوس هيدينك الذي خلفه رسميا في الإشراف على نادي تشلسي الانجليزي.

ويدرك انشيلوتي الذي استلم مهمته رسميا أمس الأول (الأربعاء) إن هيدينك ترك له تركة ثقيلة مع النادي اللندني الذي عاش واحدة من أحلى فتراته مع المدرب الهولندي على رغم إنها لم تتجاوز الخمسة أشهر إذ كان هيدينك معارا إليه من الاتحاد الروسي لينقذ الكرة الزرقاء من انهيارها مع المدرب السابق البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الذي لم يرق على رغم تاريخه الكبير لأنصار واهم لاعبي النادي اللندني وبعد ذلك لإداريي الفريق.

وجاء قرار الاستعانة بهيدينك في محله ونجح بسرعة في تجاوز العثرات وقاد تشلسي للفوز بكأس انجلترا على حساب ايفرتون ما جعل أنصار الأزرق يودعونه آخر الشهر قبل الماضي بالدموع، وخصوصا أنهم لا يزالوا يرون أن فريقهم أيضا كان الأحق ببلوغ النهائي الأوروبي وان برشلونة الاسباني لم يكن ليتأهل لولا أخطاء الحكم النرويجي التي زادت عن الحد.

ويدرك انشيلوتي الذي أكمل عامه الخمسين بعد عشرة أيام فقط من توقيعه لتشلسي قادما من فترة طويلة أمضاها مع ميلان الايطالي، أن كرة القدم هي لعبة نتائج بالدرجة الأولى، ومتى ما جلب النتائج المأمولة التي ينتظرها أنصار تشلسي ومالكه الروسي رومان ابراموفيتش بشغف بالغ، فأن شعبيته آنذاك ستزداد حتى عن هيدينك والبرتغالي مورينهو اللذين لا يحب أنصار تشلسي أن ينسوا ما جلبا للنادي بعد إن حظي بكل الألقاب إلا اللقب الأوروبي (دوري الأبطال) الذي عز على الفريق في كل محاولاته السابقة بل انه كان يضيع منهم بما يشبه ما كان يحصل في البرنامج التلفزيوني الشهير أمور لا تصدق كما حصل في نهائي العام 2008 أمام مانشستر يونايتد في موسكو.

ويتمنى انشيلوتي أيضا أن يكون حاله مع النادي اللندني أفضل من حال ابني بلده جانلوكا فياللي وكلاوديو رانييري، فالأول الذي درب تشلسي بعد أن حضر كلاعب أواخر التسعينيات بفترة المدرب الهولندي رود خوليت لم يخض اختبارات حقيقية مع تشلسي بدوري الأبطال لكن يشفع له أن النادي اللندني فاز معه بكأس الكؤوس الأوروبية على حساب شتوتغارت الألماني والكأس السوبر الأوروبية على حساب ريال مدريد الاسباني في العام 98، بينما لم يسجل رانييري نجاحات تذكر مع تشلسي طوال أربع سنوات درب بها الفريق اللندني في بداية القرن الحالي وشهدت فترته انتقال ملكية النادي إلى الملياردير الروسي الذي ضخ أموالا لجعل تشلسي يتبوأ القمة في كل بطولة يشارك بها، لكن ذلك لم يحصل مع رانييري وجاء خلفه مورينهو ليحقق نصف ما يريده المالك الروسي ويعتلي الزعامة المحلية لعامين متتاليين.


سجل حافل لانشيلوتي

ولا شك أن السجل الرائع الذي يمتلكه انشيلوتي في البطولة الأوروبية كانت وراء الحرص الكبير على بدء المفاوضات معه قبل نهاية الموسم الماضي، إذ سبق له أن قاد «الروسونيري» إلى إحراز البطولة الأوروبية مرتين عامي 2003 على حساب ابن البلد يوفنتوس و2007 على حساب ليفربول الانجليزي الذي حرمت عودته من الخسارة بثلاثية في نهائي العام 2005 إلى تحقيق التعادل والفوز على ميلان بركلات الترجيح انشيلوتي من معادلة الرقم القياسي في إحراز اللقب الأوروبي بكافة تسمياته والذي لازال مسجلا باسم الراحل بوب بايسلي.

وعلى رغم إن انشيلوتي أحرز مع ميلان كمدرب له عندما خلف التركي فاتح تيريم أوائل العام 2001 السكوديتو والكأس والسوبر المحلية وبطولة العالم مرة واحدة إضافة للسوبر الأوروبية مرتين وفي عهده مع «الروسونيري» بات الميلان أكثر نادي في تاريخ الكرة أحرز ألقابا خارجية على الإطلاق، وعلى رغم هذا الرصيد الكبير وبالذات في البطولات الخارجية إلا أن الرئيس التنفيذي لتشلسي بيتر كينيون أكد إن نجاحات انشيلوتي في دوري الأبطال هي السبب الرئيسي في إحضاره لعله يحقق ما اخفق به أسلافه، على رغم الصدمة المدوية التي تلقاها انشيلوتي قبل بدء مهمته والمتمثلة بإيقاف مهاجم الفريق العاجي ديدييه دروغبا ست مباريات أوروبية والمدافع الأيمن البرتغالي جوزيه بوسينغوا أربع مباريات لأسباب مسلكية وتوجيه كلام بذيء باتجاه الحكم النرويجي توم هينينغ اوريبرو عقب الخروج الأوروبي أمام برشلونة الاسباني ما سيجعله يخوض المهمة الأوروبية وتحديدا طوال الدور الأول منقوصا من عنصرين هامين إلا إذا نجح تشلسي في استئنافه وخفف من العقوبة.

ومعروف عن كارلو قربه من اللاعبين الذين يدربهم فمشاهدة لاعبي الميلان كالهولندي كلارنس سيدورف والبرازيلي كاكا والايطالي فيليبو اينزاغي يعانقونه مع كل هدف يسجلونه تؤكد أن هذا المدرب يحب أن يقترب من لاعبيه أكثر وهذا ربما سيساعده مع لاعبي تشلسي الكبار أمثال جون تيري وفرانك لامبارد ومايكل بالاك ودروغبا والحارس بتر تشيك لتكون علاقته معهم وطيدة مما سيساعده في عمله بعد إن اتضح مدى تأثير هذه الأسماء الكبيرة على القرار داخل جدران النادي الانجليزي وهذا ما أكده البرازيلي سكولاري الذي اعترف مؤخرا أن علاقته السيئة مع ثلاثة من هؤلاء كانت السبب في قرار الاستغناء عنه في فبراير/ شباط الماضي.

وعلى رغم أن الشهر المنتهي كان بمثابة تجهيز النفس لانشيلوتي وعائلته لترك عاصمة الشمال الايطالية والقدوم إلى عاصمة الضباب الانجليزية إلا انه كان على تواصل مع طاقم عمله ومساعديه في تشلسي من اجل تعزيزات الموسم الجديد، وعلى رغم إن تشلسي لم يقدم حتى الآن على استقدام احد من الأسماء الكبيرة مع استثناء ضم المهاجم الصاعد دانيال ستاريدج من مانشستر سيتي إلا أن اسم تشلسي يذكر على رأس الفرق التي تسعى لضم الأسماء الأبرز في السوق العالمية حاليا كالاسباني ديفيد فيا والأرجنتيني سيرجيو اغويرو والموهبة الفرنسية فرانك ريبيري، ومن يدري فقد ينجح انشيلوتي بإقناع ابراموفيتش كما كان ينجح مع سيلفيو برلوسكوني ويضم واحدا من هؤلاء حتى لو احتاج الأمر إلى إنفاق أكثر من ثمانين مليون يورو. أو ربما يعاود كارلو بنفسه إلى فتح الخطوط مع لاعبيه السابقين في الميلان وخصوصا قائد الوسط بيرلو وزميله الهولندي سيدورف ولكن الأكثر طلبا هو الهداف الشاب البرازيلي الكسندر باتو الذي أبدى رغبته باللحاق بمدربه السابق لكنه صمت فيما بعد على ما يبدو بعد إن سمع كلاما قاسيا من رئيس ميلان التنفيذي ادريانو غالياني.

العدد 2492 - الخميس 02 يوليو 2009م الموافق 09 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً