العدد 4617 - الثلثاء 28 أبريل 2015م الموافق 09 رجب 1436هـ

انطلاق ملتقى جمعية التاريخ والآثار والتراث الخليجي السادس عشر

انطلقت صباح اليوم الأربعاء (29 أبريل/ نيسان 2015) أعمال الملتقى العلمي الساس عشر لجمعية التاريخ والآثار والتراث بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحضور عدد كبير من المختصين والخبراء والأكاديميين والباحثين ويستمر لمدة يومين، تحت رعاية رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة ، بالتعاون مع جامعة البحرين وذلك بفندق الريجنسي انتركونتننتال بالمنامة.

وفي هذا الصدد قال نائب رئيس جامعة البحرين للبحث العلمي رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى العلمي لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية علي منصور آل شهاب إن المؤتمر يشارك فيه أكثر من 120 باحثا في مجال التاريخ والآثار من دول الخليج العربية أغلبهم من المنتمين إلى الجامعات في الخليج العربي.

وأوضح آل شهاب بأن "الملتقى العلمي يسعى إلى تسليط الضوء على تاريخ منطقة الخليج العربي خلال عصور التاريخ المختلفة، وأبرز المحطات التاريخية والمراحل المفصلية من خلال عدد من المحاور سوف يناقشها الباحثون من مختلف مناطق الخليج العربية عبر عدد من البحوث والدراسات العلمية المقدمة".

وترأس المؤتمر في جلسته الأولى رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة نائب ، حيث ناقشت أربع أوراق عمل تاريخية تميزت بسلاسة العرض وتكثيف الوثائق التاريخية.

وقدم أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض (سابقاً) عبدالعزيز ابراهيم العمري ورقة بعنوان (الوثائق العائلية مصدراً لدراسة التاريخ الاقتصادي- دراسة نموذجية)، تطرق فيها إلى أهمية التاريخ والرصد للممارسات الاقتصادية والدور الكبير للوثائقية العالية في حفظ وتوثيق التاريخ، كما سلط الضوء على العلاقات التجارية بين منطقة بريدة بالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت من خلال رسائل شخصية قبل 100 عام".

ومن خلال ورقته البحثية ركز المحاضر على التأريخ الاقتصادي من خلال الوثائق العائلية في محاولة لإبراز هذا الجانب، لافتا أنظار الباحثين إلى استخراج ما تكنه المجتمعات الخليجية من وثائق خاصة وعائلية تستدعي النظر، والبحث العميق واستقراء التاريخ من بين سطورها وحروفها.

من جانبه قدم علي صالح المغنم من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورقة بعنوان (حي الطريف بالدرعية التاريخية وأعمال التوثيق والتنقيبات الآثارية بالحي) تحدث فيها عن حي الطريف واستجلاء حقائق المعالم الأثرية المطمورة تحت الانقاض المدمرة في المواقع التي اختريت للتطوير، وعرف المؤتمرون على الظواهر المعمارية التي توثق واجهة قصر (سلوى) وارتباطه بمسجد الطريف وبقية مؤسسات الدولة كبيت المال وسبالة موضي وبيت الضيافة وحمام الطريف ودواوين الحكم وتنظيمات الدولة بوحدات قصر سلوى المختلفة.

ومن خلال الوثائق والصور التاريخية والمخططات الهندسية قدم الباحث تعريفا بالمخططات الافرادية لكل معلم من معالم حي الطريف وعلاقتها بالمخطط الأساسي ومستوى العمارة الرفيع خلال حقبة الدولة السعودية الأولى، والرغبة في الوقوف على العمق الزمني لمباني الحي وعمارته القديمة التي تعاصر الدولة السعودية وامكانية ذلك في تحقيق ما أوردته الرواية التاريخية حول بداية استقرار الدروع بالحيز الجغرافي فيما بين غصيبة، والمليبيد، كما تحدث عن تميز حي الطريف عن بقية أحياء الدرعية كونه مستقر مؤسسات الدولة وقصر الحكم وسكن الأسرة الحاكمة.

في الورقة الثالثة تحت عنوان (الخليجُ العربيّ في السياسةِ البريطانيةِ بين نظرية القشرة الواقية للهندِ والبحيرة المغلقة) سلط سلطان فالح متعب الضوء على سياسة بريطانيا في الخليج العربي في الفترة الواقعة ما بين 1871-1903م واشار إلى تركيزها على النظرية السياسية التي اتبعتها بريطانيا آنذاك، والمسماة (نظرية القشرة الواقية للهند)، متطرقا إلى ارتباط النشاط البريطاني بالأعمال التجارية المنتظمة مع الشرق من خلال شركة الهند الشرقية البريطانية.

كما تحدث سلطان فالح متعب عن التقاطعات السياسية بين بريطانيا والهند ومنطقة الخليج العربي، والمراحل التي مرت بها السيطرة البريطانية في الخليج العربي، وفي تلك الفترة التي كان يطلق عليها (شركة مدراء وتجار لندن للمتاجرة في جزر الهند الشرقية)، والاهتمام الكبير لبريطانيا بالهند حسب قولها آنذاك "إن الهند ثمرة؛ فهي لبُّ المستعمرات، ويجب أن تحاط بقشرة واقية، كما تحيط الأرض الفضاء بالمصنع".

وفي الورقة الرابعة والأخيرة قدم الدكتور فهد عتيق المالكي ورقته التي جاءت بعنوان (زيارات الملك عبدالعزيز إلى البحرين وأثرها في تدعيم العلاقات بينهما)، تحدث فيها عن دور الملك عبدالعزيز في وضع اللبنات الأولى للعلاقات الوطيدة بين البلدين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، مشيرا في ذلك إلى دور الملك عبدالعزيز في تعزيز وترسيخ علاقات الدولة السعودية مع دول المنطقة ومن بينها البحرين والكويت، وذلك منذ وقتت مبكر، كما اشار الباحث إلى ان زيارات الملك عبدالعزيز لمملكة البحرين كانت تهدف لتوثيق عرى الإخاء والود والتآزر وتقريب وجهات النظر وطرح القضايا ذات الشأن المشترك وسبل تعزيزها ونمائها.

وبعد الانتهاء من تقديم الأوراق قدم الكثير من المشاركين في المؤتمر تعقيباتهم ومداخلاتهم واستفساراتهم حول ما ورد في الأوراق من موضوعات وقد ركزت المداخلات على أهمية الحفاظ على الوثائق العائلية التاريخية والبحث في امكانية حفظها في أماكن آمنة واستخدام أحدث التقنيات للحفظ ونشرها حتى تعم الفائدة على الجميع.

وفي تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا) عبر إبراهيم محمد جناحي رئيس جامعة البحرين عن سعادته بانعقاد هذا المؤتمر الهام بمملكة البحرين، مؤكدا دعم جامعة البحرين للمؤتمر ولجمعية تاريخ وآثار دول مجلس التعاون الخليجي، مشيدا بدور الجمعية في ما تقوم به من أعمال جليلة لها أهميتها بالنسبة لأهل المنطقة الخليجية ولتاريخيهم ومستقبلهم المشرق إن شاء الله.

وثمن جناحي دور مجلس إدارة الجمعية في مواصلة انعقاد مثل هذه المؤتمرات التي يحتاجها طلبة العلم والباحثين وأهل الاختصاص، وقال ان الأوراق البحثية والعلمية المقدمة للمناقشة في المؤتمر ممتازة جدا لأنها تتناول بالبحث والوثائق الحقب الزمنية المهمة في تاريخنا، وأكد أن جمعية تاريخ وآثار دول مجلس التعاون الخليج لديها القدرة والكفاءة على حفظ تاريخ منطقتنا وعروبتنا وأصالتنا.

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً