العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ

تايلند تجري تحقيقاً بشأن مقبرة جماعية وسط الأدغال

يرجح أنها لمهاجرين غير شرعيين

استخرجت السلطات التايلندية أمس السبت (2 مايو / أيار 2015) جثثاً جديدة من مقبرة جماعية وسط الأدغال، يبدو أنها لمهاجرين غير شرعيين من بورما أو بنغلادش وقعوا ضحايا المهربين. وأمكن إنقاذ اثنين فقط من الناجين في حالة هزال شديد.

وقد عثر في الإجمال على ثماني جثث في هذا المخيم المرتجل الذي أقيم على بعد مئات الأمتار من الحدود الماليزية في إقليم سونغلا.

وأدت أمطار غزيرة ليل السبت إلى تأخير عملية استخراج الجثث التي قد تكون بالعشرات.

وأوضح عمال إنقاذ في المخيم لوكالة «فرانس برس» أن أربعاً من الجثث قد تحللت وباتت هياكل عظمية، أما الخامسة فقد دفنت قبل بضعة أيام على ما يبدو.

ووصف قائد الشرطة التايلندية سوميوت بومبانمونغ هذا المخيم الذي يستخدم نقطة عبور بأنه «سجن» حيث كان اللاجئون يحتجزون في أقفاص من القصب.

وقال إنه يميل إلى الافتراض أنهم من الروهينيجيا في بورما المجاورة التي يهربون منها بالآلاف إلى ماليزيا. والروهينجيا إحدى أكثر الأقليات تعرضاً للاضطهاد في العالم كما تقول الأمم المتحدة.

وأعربت منظمة «هيومن رايتس واتش» غير الحكومية عن أسفها أمس موضحة أن وجود مخيمات العبور هذه في أدغال جنوب تايلند، «ليس مفاجأة».

لكن من النادر أن تكشف السلطات ما تعثر عليه، فيما يتهم موظفون وعناصر شرطة وضباط في الجيش بأنهم جزء لا يتجزأ من هذه التجارة المربحة.

وقد أعلن المجلس العسكري في يناير/ كانون الثاني عن ملاحقة نحو عشرة موظفين منهم ضباط في الشرطة وواحد في البحرية، بتهمة الاتجار بالبشر.

ورغم التشدد الذي أبداه المجلس العسكري الحاكم في تايلند، ما زالت مشكلة الاتجار بالبشر «خارج نطاق السيطرة»، كما ذكرت «هيومن رايتس واتش»، داعية إلى إجراء تحقيق دولي بشأن هذه المقبرة الجماعية.

وعادة ما يدفع اللاجئون إلى المهربين حتى يتمكنوا من الخروج من هذه المخيمات في الأدغال واجتياز الحدود باتجاه ماليزيا، بحسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.

وتعرب الشرطة التايلندية عن اعتقادها بأن المهاجرين الآخرين من المجموعة نقلوا إلى الأراضي الماليزية، لأن المهربين تخلوا عن المتوفين والمريضين.

وعولج هذان الناجيان (25 و35 عاماً) أمس في مستشفى ببادانغ بيسار، كما أكد الأطباء الذين رفضوا أن يجروا مقابلات مع وسائل الإعلام.

وقال الطبيب كوانيلاي شوتبيتشايناكو لمراسل «فرانس برس» الذي رأى الرجلين اللذين يعالجان بالأمصال لإصابتهما بهزال شديد، إن «الأكبر سناً لا يستطيع المشي، وقد حمله أشخاص» لإنزاله من المنطقة الوعرة حيث كان المخيم.

وأضاف إن هذا الرجل الذي قد يكون من بورما أو من بنغلادش «قال إنه عانى من الحمى منذ شهرين في الأدغال»، مؤكداً فرضية الاحتجاز الطويل في الأدغال للراغبين في الهجرة.

ويتزامن الإعلان عن العثور على هذا المخيم مع إصرار المجلس العسكري التايلندي على التأكيد للمجموعة الدولية ولاسيما منها واشنطن أنه جدي في معالجة هذه المشكلة.

ويختار عدد من هؤلاء المهاجرين السريين طريق الهجرة عبر البحر. وتنطوي هذه الهجرة على أهمية خاصة في هذا الفصل الجاف الذي تتسم خلاله مياه بحر اندامان بمزيد من الهدوء.

وقد فر عشرات آلاف الروهينجا من بورما منذ اندلاع أعمال العنف الاتنية الدامية في 2012.

العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً