العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ

خطاب الكراهية... في اليوم العالمي للصحافة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وسائل الإعلام تطوَّرت وتنوَّعت كثيراً في السنوات الأخيرة، وأصبحت هناك حاليّاً وسائل التواصل الاجتماعي، التي تستطيع منافسة الفضائيّات في قدرتها على نشر المعلومة... لكنَّ كثيراً مِمَّا يُنشر في منطقتنا لا يتعدَّى التحشيد عبر استخدام خطاب الكراهيّة. وهذا الخطاب تسمعه على منابر صلوات الجمعة، وتقرأه فيما يكتبه دعاة الكراهيَّة، وتشاهده على «اليوتيوب»، ويصل في أوجه الى ما تبثُّه المنظَّمات الإرهابيَّة من التلذُّذ بتعذيب وقتل البشر الذين يختلفون معهم.

وعليه، فإنَّ الإشكاليَّة التي تواجهها المجتمعات في كلّ مكان، تتمثَّل في كيفيَّة التفريق بين حريَّة الرأَي، وخطاب الكراهيَّة. فحريَّة الرأي المنصوص عليها في المادة (19) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيَّة والسياسيَّة، لها حدود وضعتها المادة (20) من العهد الدولي، والتي تنصُّ على «تحظر بالقانون أيَّة دعاية للحرب»، و«تحظر بالقانون أيَّة دعوة إلى الكراهيَّة القوميَّة أو العنصريَّة أو الدينيَّة، تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف».

يمكن التعرُّف على «خِطابِ الكراهيَّة» إذا كان ذلك فحوى خطاب يسيء لمجموعة من البشر بسبب انتمائهم إلى مذهب أو دين أو عرق، أو بسبب الهويَّة الثقافيَّة، أو أيَّة محدّدات أخرى. هذا الخطاب قد يكون هدفه تبرير النيل من مجموعة بشريَّة معيّنة بسبب هويَّتها، أو إخراجها من الملَّة السياسيَّة أو الأمَّة الدينيَّة، أو اتهام أفرادها في إخلاصهم لأَوطانهم.

كل ذلك يعتبر محرَّماً في العهد الدولي، ويجب على الدول التي صادقت على العهد (والبحرين إحدى تلك الدول) أنْ تمنع هذا الخطاب وتعاقب عليه. والمنع هنا يجب أن يشمل الجميع، بمعنى أنه لا تتمُّ معاقبة جهة دون أخرى، ولا يفسح المجال لنوع معيَّن من الأشخاص والجماعات فيما يعاقب آخرون إذا ارتكبوا الخطأ ذاته، وكان خطابُهم معاكساً لمن غُضَّ الطرفُ عنهم. الممنوع دوليّاً وإنسانيّاً هو ممنوع على الجميع من دون استثناء.

«خِطابُ الكراهيَّة» أيضاً يتضمَّن التحريض على استخدام القمع ضد مجموعات بشريَّة مستهدفة، وتزداد هذه الوتيرة لدى المنظَّمات الإرهابيَّة التي تدعو إلى أَكثر من القمع، بما في ذلك القتل والاستباحة. هذه الخطابات، سواء التي تدعو إلى استخدام القمع، أو تلك التي تدعو إلى العنف الدموي، جميعها محرَّمة في العهد الدولي، ويجب منعها وعدم إفساح المجال لأية جهة أنْ تمارسها تحت أيّ مبرّر، سواءً كان هذا المبرر حماية الأمن القومي، أو حماية الدين، فهذان عنوانان غير مشروعين، ولا يبرران استخدام خِطابِ الكراهيّة.

«خِطابُ الكراهيّة» يعتمد على لغة «هم»، و«نحن»، وهذا الخطاب لا يفتّت النسيج المجتمعي فحسب، وإنَّما يرى العالم بنظّارة الأسود والأبيض، إمَّا معنا وإمَّا علينا، ويصنّف الحياة العامَّة على أساس تصنيفات تنتهي بكل شيء إلى لا شيء، وتقلب الحقائق رأساً على عقب، وتجيّرها لخدمة أجندات خاصَّة وغير إنسانيّة.

«خِطابُ الكراهيَّة» ليس دقيقاً في نقل ما يجري في العالم، فهو يأخذ أيَّ خبر، ويقلبه رأساً على عقب، ليقول إنَّ في بلدان أخرى تتمُّ تصفية المعارضين، مثلاً، وبالتالي يكرّر كلاماً غير علميّ وغير صحيح، ويسوقه على أساس منطق «البطش».

في اليوم العالمي للصحافة نحتاج إلى وقفة صادقة؛ لمناصرة المادة (19) من العهد الدولي الخاصّ بالحقوق المدنيَّة والسياسيّة، ولتفعيل المادة (20) من العهد ذاته، بصفته الإلزاميَّة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 9:33 ص

      يجب معاقبة كل من يقوم بهذه الجريمة وهي (تعزيز خطاب الكراهية) لما له من مخاطر بعيدة و قريبة المدى....... ام محمود

      اقتباس من المقال :كل ذلك يعتبر محرَّماً في العهد الدولي، ويجب على الدول التي صادقت على العهد أنْ تمنع هذا الخطاب وتعاقب عليه
      نريد ان نرى في القانون ما يجرم الانسان الذي يسعى لمخاطبة الناس بدونيه و شتمهم و الاضرار بمذهبهم و دينهم و شعائرهم وتكون هناك قوانين رادعة لكي لا تخرج الامور عن السيطرة و نرى هذا الانقسام الطائفي و التحريض البغيض الذي يؤدي الى سلبيات و مخاطر جسيمة تؤثر على التماسك الاجتماعي و على الاجيال القادمة
      وهي ظاهرة منتشرة في الدول العربية هذه الايام ارجعتنا مئات السنوات للوراء

    • زائر 16 | 9:02 ص

      The Hate Speech in the media is the worst in the 21st century ... ام محمود

      نتساءل لماذا الفتن و الحروب و القتل و التفجيرات والابادات و خطابات الكراهية المنتشرة الآن بين الأفراد و الجماعات و حتى في اللقاءات الاذاعية او التلفزيونية او المقالات الصحفية لبعض الصحف نراها و نلمسها موجودة في العالم العربي فقط و العالم الغرررربي لا يعاني منها رغم وجود الكثير من الأقليات و الطوائف و لماذا تم استهداف الايزيديين و الاشوريين و المسيحيين في العراق و لماذا تتم ابادة الموالين او الشيعة الامامية و لماذا تم قتل السنة في العراق انها حرب لا تفرق بين أحد و خطاب الكراهية أسقط بالديمقراطية

    • زائر 15 | 7:01 ص

      أصبح هناك جيش ضخم للتنظيمات الارهابية في سوريا اسمه جيش الفتح ... ام محمود

      لقد صدقت ان الارهابيين يتلذذون بقتل المسلمين بابشع الطرق والاساليب و نشر الصور و الفيديوهات لنشر الخوف و الذعر بين الناس من مشاهد الذبح و الحرق
      لقد كان من عدة ايام الحديث عن المشروع الامريكي في العراق و تقسيمه الى ثلاث مناطق للسنة و الشيعة و الاكراد و اذا حدث ذلك فان الخوف من الحرب الطائفيه العظيمة في اثناء العاصفة على اليمن قويت الحركات الارهابية في سوريا و استطاعوا الاستيلاء على مدن جديدة و استخدام سلاح جديد والجيش السفياني كما قلت سيزداد قوة و يحتل دول جديدة و يعيث فيها فسادا و قتلا وارهابا

    • زائر 14 | 6:51 ص

      خطاب الكراهية و التحريض على المنتمين لمذهب معين هو وسيلة واسلوب فعال من الحروب الطائفية المقيته ... ام محمود

      عند تصفح الانستغرام او اليوتيوب او اي موقع الكتروني في النت به تعليقات يلفت نظرك خطاب الكراهية والكلمات البذيئة التي يستخدمها البعض من الطائفة .. ضد الطائفة ش و تخوينهم و ازدراءهم و التشكيك في مذهبهم و تكون ايران دائما هي الشماعة وهذا ما زرعه الاعداء و سار عليه ضعاف الدين و التفكير لان الانسان المتعلم و الواعي لا يسقط في هذه المتاهات و الانحرافات التي يحرمها الدين الاسلامي و جميع الأنبياء و الائمة عليهم السلام ....

    • زائر 18 زائر 14 | 2:11 م

      من المسلم

      هل المسلم هو السباب هل المسلم هو .....

    • زائر 13 | 6:34 ص

      الرئيس باراك اوباما ندد بالاعتداءات على حرية الصحافة و نسى مئات الصحفيين الذين قتلوا في السنوات الأخيرة .. ام محمود

      خلال استقبال مستر اوباما لثلاثة صحفيين من ثلاث دول هي أثيوبيا -روسيا -فيتنام ندد بالاعتداءات على حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم وقال ( في العديد من الأماكن حول العالم تهاجم الصحافة الحرة من قبل حكومات ترغب في اخفاء الحقيقة أو لا تثق بمواطنيها ليقرروا بأنفسهم )و لفت الى وجود صحافيين يتعرضون ل الاضطهاد و أحيانا يقتلون و معارضين يتم اسكاتهم و تخنق حرية التعبير
      تعليقي: الصحافة تعاني مع معاناة الشعوب من الظلم والقمع و في الفتن سقط الكثير من الصحفيين و الصحفيات في سبيل نقل الصورة و الصوت وهم شهداء

    • زائر 11 | 4:21 ص

      و«تحظر بالقانون أيَّة دعوة إلى الكراهيَّة القوميَّة أو العنصريَّة أو الدينيَّة، تشكل تحريضاً على التمييز

      فإنَّ الإشكاليَّة التي تواجهها المجتمعات في كلّ مكان، تتمثَّل في كيفيَّة التفريق بين حريَّة الرأَي، وخطاب الكراهيَّة. فحريَّة الرأي المنصوص عليها في المادة (19) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيَّة والسياسيَّة، لها حدود وضعتها المادة (20) من العهد الدولي، والتي تنصُّ على «تحظر بالقانون أيَّة دعاية للحرب»، و«تحظر بالقانون أيَّة دعوة إلى الكراهيَّة القوميَّة أو العنصريَّة أو الدينيَّة، تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف

    • زائر 9 | 3:43 ص

      ردود الفعل لا تأتي من فراغ

      بعضها منفلت وبعضها متزن وهذا متوقع الغير متوقع عدم احتساب النتائج من ما نقوم به

    • زائر 7 | 2:44 ص

      خطب الجمعة في مساجدهم

      نشر على اليو تيوب مقطع لامام مسجد شيبة بينه وبين القبر يومين والجميع شاهد وسمع ماذا يقول في حق الشيعة من اهانات لست بصدد ذكرها
      اين العدل واخذ الحقوق لو بس على طائفة دون طائفة............

    • زائر 10 زائر 7 | 4:20 ص

      مسجد كانو يعاني من المحرضين

      في كل جمعة هناك فتوى تحريضية وتكفيرية ضد طائفة مسلمة أين وزارة العدل عنه هؤلاء ومتى يتم تجريم التكفير..

    • زائر 6 | 1:43 ص

      خطاب الكراهية حين تتبناه اجهزة الدولة

      كثير من شعب البحرين ترفّع عن هذا الخطاب ولكن اصرار الاجهزة الرسمية على بث هذا الخطاب جعل منه الخطاب السائد

    • زائر 5 | 1:26 ص

      الأجهزة الرسمية هذا هو نتاجها

      على مدى 4 عقود لم نرى من الأجهزة الرسمية الا تصدير اعلام الكراهية حتى عزف غالبية المجتمع عن متابعة الاعلام الرسمي وفقدان الثقة فيه بالكامل

    • زائر 4 | 12:54 ص

      خطاب الكراهية

      البعض يحمل خطاب الكراهية يسترزق منه وان كان عل حساب الناس وهؤلاء كثر حينما يتحول بعضهم الى مقربين مو اصحاب القرار ينافقون يدجلون لينالوا ما تيسر من المال .والفئة الاخرى هي من الكراهية تجري في دمهم مجرى الدم هو يكرهك في الاصل لمذهبك او لشخصك او لانتمائك وهذا لا يحتاج لتوجيه اعطيته مالا ام لم تعطه ............................. لانه تربى عل الكراهية ولم يسمع يوما بان هناك بشر لهم حقوق .فقط هو الحق ومن يدور في فلكه ومن هؤلاء واولئك لدينا ماشاء الله الكثير .

    • زائر 3 | 12:26 ص

      خطبة

      خطبة بيوم الجمعة لو سلطتون عليها الضوء كسلبية واسميتون الاشياء بمسمياتها لتقلصت هذه الخطابات التحريضية

    • زائر 2 | 11:34 م

      أسعد الله صباحكم بكل خير يادكتور

      يدكرنني بكلمه قالها سماحة الدكتور أحمد الوائلي طيب الله ثراه هائولاء جمع دكاكين يترزقون من هادا وذاك لا تجد لهم موطئ صدق منافقين باعوا ذممهم لحفنه من الدراهم ولمسنا هادا الخطاب الوضيع الأخلاقي ممن يدعون المعرفه بالأمس في بيوت الله والعجب ترى الكثير منغمس مع هاكدا خطاب لا أحد يستنكر أو يوقف ضد أصبحنا كل الأنعام بل اضل سبيلا

    • زائر 1 | 11:19 م

      عزيزي الاستاد م .الجمري

      هل خطاب وزير دائما موجه لك بكلمه * هابطه وسخيفه* تعتبر في خانة خطاب الكراهيه .. الكره الان في ملعبك هاهم يدعون الان بان الصحفيين والاعلاميين باستطاعتهم التعبير بحريه عن ارائهم ولا حظر بعد اليوم وعبر عن اي موضوع يخطر ببالك !!! الحق الجداب لبيت هله !! حاشاك الكدب استادنا العزيز القصد هم وليس انت .. ننتظر منك مقال * يشرشح ويبهدل * نابغة العصر !!!!

اقرأ ايضاً