العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ

المشاكل التي تصيب شبكية العين بسبب السكري

فيصل جعفر المحروس comments [at] alwasatnews.com

طبيب استشاري وباحث في أمراض السكري

تطال المشاكل التي تصيب شبكية العين بسبب السكري المرضى الذين لا يضبطون معدل السكر في الدم والذين لا يتبعون نمط حياة سليماً ويحرصون على نظام غذائهم عبر الابتعاد عن الدهون وتناول الخضر، والامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة والمواظبة على تناول الدواء وإجراء الفحوصات الدورية بانتظام.

لكن اليوم بات من الممكن أن نوقف تدهور حالة عين مريض السكري ونحميه من العمى في ما بعد عبر «اللايزر» وطرق العلاج الحديثة، وخصوصاً إذا جاءت هذه الأخيرة مبكراً وفي مراحل المرض الأولى. ويبقى فحص قاع العين دورياً من الأمور الضرورية للوقاية من الاشتراكات ولتجنب المضاعفات التي قد تؤدي الى العمى. إن أبرز المشاكل التي تصيب شبكية العين سببها اعتلال ناجم عن ارتفاع معدل السكر في الدم، وهذا الأخير هو السبب الأول لفقدان البصر عند البالغين في سن العمل بحسب الإحصاءات.

كيف يؤثر السكري على العين وما علاقته بفقدان البصر؟

ـ يؤثر السكري على أجزاء مهمة من العين، وخصوصاً الشبكية والعدسة، ما يؤدي إلى ضعف البصر أو فقدانه. وتقع الشبكية في الجدار الخلفي للعين ويمرّ من خلالها الضوء إلى الخلايا العصبية التي تستقبله. السكري إذاً، هو السبب الأول لفقدان البصر عند البالغين في سن العمل في المجتمعات المتحضرة نتيجة للمضاعفات الخطرة التي تصيب العين كإصابة شبكية العين المتقدمة والإصابة بمرض المياه البيضاء والتي قد تؤدي إلى فقدان البصر إذا لم تعالج جراحياً. وبعد مرور 15 عاماً على الإصابة بداء السكري يقدر أن نحو 2 في المئة من المصابين سيفقدون البصر كلياً و10 في المئة سيعانون ضعفاً حاداً فيه.

الشعيرات الدموية

ما هي عوارض اعتلال الشبكية من جراء السكري؟

ـ إن غالبية المصابين بالسكري لا تظهر عليهم اي عوارض في المراحل الاولى من المرض، علماً أن هذه الأعراض تبدأ عادة بالظهور في المراحل المتأخرة من الاصابة وهي:

- ضعف مفاجئ او تدريجي في النظر.

- ظهور اجسام متحركة في مجال البصر.

- ظهور عتمة في مجال البصر.

- ألم في داخل العين في المراحل المتقدمة جداً.

ويمكن اكتشاف تأثير السكري على العين مبكراً واتخاذ الخطوات العلاجية المناسبة وذلك من خلال متابعة فحص العدسة وقاع العين دورياً للتأكد من سلامة البصر. وكلما أبكرنا في التشخيص جنّبنا العين المضاعفات. ومن المعلوم أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يضرّ بالشعيرات الدموية في اعضاء الجسم كافة، وخصوصاً شبكية العين. وهذا يؤدي إذاً إلى اعـتلال الشبكة ويزيد معدل الإصابة بمرض الشبكية مع طول فـترة السكري. ويبلغ معدل الإصابة تقريباً 80 في المئة بعد مرور 15 عاماً على الاصابة بمرض السكري. وهذا يؤدي إلى ضعف في البصر لدى حوالي 35 في المئة من المصابين خلال 5 سنوات من اعتلال الشبكية، وخصوصاً مع عدم الاهتمام بتنظيم مستوى السكري في الدم. وفي بداية الاصابة تتلف الاوعية الدموية الدقيقة في الشبكية وهذا يؤدي الى:

- انسداد الشعيرات الدموية فتنقص التغذية الدموية والاوكسجين.

- تسرب تجمعات دموية وزلالية يؤدي الى تورم الشبكية.

هل يشعر المريض بأي الم او ما ينذر بوجود مشكلة داخل العين؟

ـ لا يشعر المريض دائماً بالعوارض في المراحل الاولى من الاصابة، لذا يتوجب الفحص الدوري لقاع العين لاكتشاف هذه التغييرات التي تعتبر انذاراً مبكراً لاصابة شبكية العين بالمضاعفات. وإذا تجمعت هذه السوائل والدم في اللطخة الصفراء، وهي مركز الابصار في الشبكية، فمن الممكن ان تؤثر بشكل خطير على الرؤية المركزية وتؤدي الى خسارة رؤية الأشياء الدقيقة.

اما في المراحل المتقدمة من اعتلال الشبكية فتنمو أوعية دموية غير عادية وجديدة ضعيفة الجدار وسهلة النزف على سطح الشبكية. هذه الأوعية الجديدة قد تؤدي الى حدوث نزف متكرر على سطح الشبكية وداخل الجسم الزجاجي للعين. وتؤدي هذه المضاعفات في المراحل الأكثر تقدماً الى تليّف الشبكية والجسم الزجاجي وانفصال الشبكية المعقد. والعوامل التي تزيد من شدة اعتلال الشبكية هي عدم ضبط مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وزيادة مدة الاصابة بداء السكري وظهور السكري في سن مبكرة والحمل.

بداية التشخيص

كيف يهتم المريض بعينيه ويحميهما من المشاكل؟

ـ إن مراجعة طبيب العيون، عند بداية تشخيص السكري ضرورية جداً حتى وان لم تظهر العوارض بعد، وذلك لتجنب اصابة الشبكية وفقدان النظر. ويلزم اجراء فحص كامل للعين وقوة الابصار مع توسيع حدقة العين لفحص الجسم الزجاجي والشبكية واعادة الفحص سنوياً بعد ذلك. اما بشأن السيدات المصابات بداء السكري، فمن المفضل أثناء فترة الحمل إجراء فحص كامل للعين في الاشهر الثلاثة الاولى ومتابعة الفحص طوال مدة الحمل، لان تأثير السكري على العين طوال هذه المدة قد يؤدي الى تطور سريع وحاد المضاعفات.

اللايزر واستخدامه

في المراحل المتقدمة من اعتلال الشبكية يهدف علاج اللايزر الى وقف التطور في الاصابة والمحافظة على ما تبقى من البصر. ويُستخدم اللايزر في علاج المضاعفات وذلك بكيّ المنطقة المتأثرة لازالة التورم في الشبكية، وتحديداً في اللطخة الصفراء وللسيطرة على زيادة الشعيرات الدموية غير الطبيعية التي تنمو على سطح الشبكية. اما معالجة المضاعفات الاخرى المتقدمة كالنزيف المزمن او المتكرر في الجسم الزجاجي للعين او انفصال الشبكية او المياه الزرقاء فتتم بواسطة عمليات جراحية متخصصة. لكن الوقاية من الاصابة تبقى الاهم، وذلك بالمحافظة على نسبة طبيعية من السكر في الدم الى ضبط ضغط الدم ومتابعة فحص قاع العين دورياً.

إقرأ أيضا لـ "فيصل جعفر المحروس"

العدد 4621 - السبت 02 مايو 2015م الموافق 13 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:34 م

      لك الشكر

      نحن ننتظر مقالاتك يا دكتور فيصل بفارغ الصبر فلا تبخل علينا بارك الله فيك

اقرأ ايضاً