العدد 4628 - السبت 09 مايو 2015م الموافق 20 رجب 1436هـ

الخطاب الطائفي ليس له من الإسلام شيء

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

التحدُّث باسم الدين أو الدفاع عن الدين، ليس جديداً، ولا يختصُّ بفئة دون أُخرى، ولا ببلد دون آخر. هذا النوع من الحديث يوفّر وسيلة سهلة لتحريك المشاعر، وكسب النفوذ السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولاسيما في المجتمعات المتديّنة، أو تلك التي لديها خلفيَّات دينيَّة، وتاريخيَّة مؤثّرة.

ويوم أَمسِ، مثلاً، تحدَّثت تقارير أَميركيَّة عن أَنَّ جيب بوش (شقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وابن الرئيس الأسبق جورج بوش) الذي يستعدُّ لخوض الانتخابات الرئاسيَّة المقبلة، ينوي جذب القواعد المحافظة والمتديّنة في الحزب عبر الحديث عن الدين، وأنَّه سيطرح نفسه كمدافع عن المسيحيَّة، بصفتها قوَّة دافعة إلى التقدُّم الإنساني. هذا الأَمر ليس جديداً، فقد كان دان كوايل، الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس بوش الأب بين 1988 و1992، كان وزنه السياسيُّ ليس كبيراً، لكنَّه ركز على التحدُّث عن الدين، وزادت شعبيَّته في أَوساط جماهير حزبه.

ربما الحديث عن الدين في أميركا يستخدم من أَجل كسب الأصوات، أَمَّا في منطقتنا، فإنَّ الدين يستخدم من أَجل التحشيد، ومن أَجل التحريض، ومن أَجل القتل، ومن أَجل خلق استقطاب تستفيد منه أَجندات ترفض التعايش الحضاري بين مكوّنات المنطقة. هذا الخطاب الديني المحموم لا يكتفي بتضمينه أَدعية لهلاك الكفَّار وأَعداء الله، وإنَّما أَصبح الآن يدعو على أَتباع هذه الطائفة أَو تلك بعد إخراجها من الدين الإسلامي. ومن خلال هذا الخطاب، يمكن سفك الدم بقلب بارد، بل انَّ من يقوم بذلك يهتف «الله أكبر»، معتبراً أنَّه نفَّذ إرادة الله جلَّ شأنه.

بعد اندلاع الربيع العربي في 2011، شاهدنا عدَّة استقطابات، بين العسكر والإخوان، بين الدينيين والعلمانيين، بين الحرس القديم والجيل الجديد، ... إلخ، لكنَّ الاستقطاب الأخطر الذي أَدخل المنطقة في دوّامة من الخراب والدمار والهلاك، هو خطاب الكراهيَّة الطائفي، الذي يعتمد عليه المتشدّدون من كل جانب، ويتنادون من خلاله لنصرة هذا على ذاك، ومن أجل شنّ غزوات وتنفيذ جهاد عالميٍّ ضد الغرب والشرق والشمال والجنوب. إنَّ هذا الخطاب ليس له من الإسلام شيء، ولا علاقة له بالله سبحانه وتعالى؛ لأنَّ رب العالمين هو الرحمن والرحيم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4628 - السبت 09 مايو 2015م الموافق 20 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 11:00 م

      يجب استبدال الخطاب الديني المحموم بخطاب معتدل يشفي الجراح الكثيرة .... ام محمود

      امتلأ جسد الامة الاسلامية بالكثير من الجراح المؤلمة والتي يصعب علاجها والنفوس امتلأت بالكراهية و البغض و هناك نزعات انتقامية وشريرة لشن عدوان او تفجير هنا وهناك
      و هناك تمترس قوي لتنظيم ارهابي مدعوم من الدول الكبرى بما لا يخطر على بال أحد من سلاح
      وهناك أبواق اعلامية ساعدت على الانشقاق الطائفي
      و هناك دول تمول ليل ونهار من أجل تدمير الشعوب وخنق الهواء بالصواريخ الانشطارية
      وهناك جهاديين اسلاميين يدافعون عن الامة ولولاهم لاجتاحت اسرائيل جميع الدول الاسلامية
      لو حصل أي شيء لدول المقاومة لدخلت داعش

    • زائر 26 | 4:03 م

      سعد القحطاني

      للأسف هناك مرضى يصدقون تلك الخطابات ويتعاطفون معها فهم لايدرون مامصيرهم فهم كبش فدائي استخدمتهم أجندة جهنمية تسعى لتحقيق الخيال المحال وفي النهاية يقولون كقول ابليس
      (قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ظلال بعيد )

    • زائر 23 | 3:06 م

      المرحلة القادمة خطرة بسبب امكانية استخدام السلاح النووي و الكيماوي لتحقيق انتصار في سوريا بعد سلسلة من الهزائم ... ام محمود

      قال رسول الله ص: سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين الا من ظنوا انه أبله و صبر نفسه على أن يقال إنه أبله لا عقل له
      الدخول في تعليقات ساخنة في مواقع التواصل الاجتماعي أضرت بالمسلمين في ظل التنافر و التجاذب الطائفي الخطير و البغيض و الاساليب الغير محترمة التي يستعملها البعض لذا كانت نصائح أهل البيت ع لنا في زمن الفتن ان لا نحرك ساكنا و نكون في المنازل و عدم التدخل في أي شيء لخطر المرحلة.
      أعتقد من الوضع الاقليمي المرعب للغاية هناك امور يخطط لها الاعداء من نشر صواريخ و ترسانات و قبب حديدية

    • زائر 22 | 2:40 م

      الدين في منطقتنا استخدم من أجل التحشيد, القتل , التحريض ,خلق استقطاب سلبي , الهجمة التكفيرية ستضر بجميع الدول لأنها خرجت عن السيطرة ... ام محمود

      بالفعل الاستقطاب الأخطر هو الخطاب الطائفي المؤجج للطائفية و الكراهية لمكونات أساسية في المجتمع والتصدع الذي اصاب الامة الاسلامية بعد الفتن العظيمة التي مرت عليها و دمرت كل شيء وقتلت ملايين من الناس الأبرياء بدم بارد وجعلت المدن وجميع المباني قاعا صفصفا و انتشر الخراب و الدمار و فرح الأعداء بنجاح مؤامرتهم بأيدي العرب و بالسلاح الامريكي و الصهيوني
      الكارثة الانسانية الآن في اليمن من جوع و فقر و نقص في الغذاء و الدواء و البنزين مرت على السوريين والعراقيين وستمر على أهل الخليج الذين ينعمون بالرخاء

    • زائر 19 | 9:18 ص

      حقيقة مؤلمة

      الحقيقة مؤلمة يادكتور عبر التاريخ نحن الامة والشعوب الوحيدة في العالم التي تصفي نفسها بنفسها من خلال حروبها وتقاتلها مع بعضها البعض، فبالرغم من وجود حروب في مختلف بقاع العالم ولكن الشعوب والامم الاخرى تحارب شعوب وأمم ودول مختلفة عنها وليست من نفس جنسها ودينها (مع احترامنا لجميع الامم والديانات)، فلا داعي أن نغضب إذا احتقرتنا باقي الشعوب والامم الاخرى، (فنحن نستحق ذلك) لانه لايوجد مثلنا أمة تتقاتل فيما بينها ويقتل الأخ أخيه فتصفي نفسها بنفسها

    • زائر 20 زائر 19 | 10:19 ص

      عدس وباگلله

      اليوم عشانا عدس وباگلله حياكم

    • زائر 21 زائر 19 | 10:30 ص

      لأن الأمم الأخرى ابعدوا مذاهبهم المكفرة لبعض عن السياسة

      بس احنا لإنزال نعتبر رجال الدين صمام الأمان ولا نتعض من هذه الفتنة والدماء ولا نعير أي اهتمام لفكر الآخر المخالف

    • زائر 16 | 5:01 ص

      دكتورنا.

      كل هذه الاصوات النشااز نعرفها ونعرف من هو ورائا ولكن نقول لهم : ستعجزون ولن نعجز والسلام.

    • زائر 11 | 3:21 ص

      المشكلة يا دكتور لا رادع

      قانونيا وشعبيا وانسانيا واخلاقيا مازال خطيب جامع ... كل جمعة يسب ويشتم علني وهناك بجانب الجامعة فئة ليس بقليلة المقصودة من كلامه تراهم يحترقون ويقولون لا من راادع الى هذا الشخص لقد تمادى كثيرا وكانه هناك ايدي متنفذه خفيه بلى علنية تؤيد امتداد الى هذا الشخص يتجرا غيره وكل يوم يظهر لنا شخص يسب ويشتم ويكفر ويتهمنا بمواطنيتنا وبولائنا والحبل على الجرار بالاتهامات المشكلة تكمن ان لا رادع لهم

    • زائر 10 | 3:10 ص

      الأغرب يا دكتور من أسس الطائفية. وأتباعهم يتبرؤن من هذا

      وهم يعرفوا كل المصائب والتحارب بسببهم ويعتقدون هذا جهاد وهو الإسلام الصحيح وهم من فرق الأمة العربية

    • زائر 9 | 1:29 ص

      قد اصبح الدين يشتكي سقما (مع الاعتذار للشاعر)

      هذا شطر بيت لأحد شعراء الرثاء الحسيني مع تصرف بسيط ورحم الله الشاعر الذي وصّف فأجاد الوصف.
      نعم الدين يشتكي منا نحن المسلمين يشكي ويشكو علّة بل علل وامراض جلبناه للدين وشوهناه فاصبح قتل الابرياء ونحر الناس كله باسم الدين

    • زائر 7 | 12:43 ص

      عبد علي البصري

      انا ابي اعرف ليش هذه المفارقه ؟! موسى جاء الى فرعون وهو يستضعف طائفه على اخرى , فلما جاء الاسلام كانت النتيجه عكسيه , ظهرت العنصريه الطائفيه , فكانت هناك طائفه تذبح ابنائهم وتسبى نسائهم , ولا اريد ان افصل اكثر .! . وليس في عصر دون آخر ظاهره تتكرر كل عصر ؟؟؟؟! .

    • زائر 4 | 12:12 ص

      الخطاب الطائفي تغذيه الأنظمة ولاغير

      تغذيه ماليا وسياسيا ولوجستيا ، والا هؤلاء إمعه مستحيل يرفع صوته بدون دعم ومساندة ومباركة

    • زائر 14 زائر 4 | 4:30 ص

      الأنظمة نفسها لا توجد طائفية من قبل

      بس النظام الطارئ من 79

    • زائر 3 | 11:28 م

      االسبب بيننا

      انها ثقافة الكراهية المدعومة من قبل اجهزة رسمية ماليا اعلاميا والكثير لها مناهجها ومدازسها وجامعاتها وخريجيها على مدى عقود اصبحوا الحواضن الرسمي لها واقصد نشر ثقافة التكفير ولها فروعها على مستوى العالم بدعم يزيد على العشرات من المليارات من بناء القدرات والمساجد وحلقات الذكر تراهم يبيعون اروحهم برخص التراب عندما تبحث عنهم سترى موقعهم فيهذا الخليج ومحيطه الذي نشر الإسلام طوعا وهم في قلب تلك المنطقة يتصفون بالشدة وحب قطع الرقاب وعلاجهم عندما يقتنع العالم بانه وقت التغيير

    • زائر 2 | 10:31 م

      المشكله

      مشكله يادكتور قله العلماء وكثرة السفهاء ما سلككم في سقر قالوا لم نكن من المصلين ولم نطعم المسكين ونخوض مع الخايضين

    • زائر 1 | 9:52 م

      والأخطر

      والأخطر من الخطاب الطائفي الرعاية الرسمية له وتغطيته والانتقائية في تطبيق القانون على استخدامه حسب الولاء السياسي والطائفي

اقرأ ايضاً