العدد 4629 - الأحد 10 مايو 2015م الموافق 21 رجب 1436هـ

أوّل بوادر الخير

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أفرجت السلطات الأمنية مساء أمس الأوّل (السبت 9 مايو/ أيار 2015)، عن المواطنة آيات الصفار، تزامناً مع العفو الملكي الذي أعلنه النائب العام مؤخراً، وقال نائب رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي إنه سيشمل مئات المحكومين من سياسيين وجنائيين. هذه أوّل بوادر الخير، وننتظر المزيد.

نعم ننتظر المزيد من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والد البحرينيين أجمع، فمهما زادت مشكلاتنا، ومهما عظمت مصائبنا، فالقائد يلملم الشتات ويدمل الجراح، وها نحن نستشف التعديلات المباركة مع أوّل بادرة خير بالإعفاء الملكي عن ابنة البحرين آيات الصفّار.

يكفينا ما حدث لنا لمدّة 4 سنوات عجاف، ويكفينا النخر في الوطن، ويكفينا الرقص على جراحات أهل البحرين، ونعلم بأنّ الجميع خسر، وننتظر إخراس من يُطأفن القضايا ومن يتصيّد في الماء العكر، ومن يحاول تقسيمنا وتشتيتنا، فنحن كنّا ومازلنا أمّة واحدة، لدينا هويّة واحدة، ووطن واحد، ولغة واحدة، ويخسأ من يشكّك في هويّتنا.

على مر 4 سنوات وجدنا البعض يحاول الاستفادة من جراح فئة من فئات المجتمع البحريني الأصيل، ووجدنا فساد البعض يطفح في تلك الفترة العصيبة التي مرّت علينا، ووجدنا المنافقين يصولون ويجولون من دون قيود، بعضهم لإبراز الاسم والبعض الآخر للحصول على مكاسب، ووجدنا البسطاء من عامّة الناس يصبرون ويوكّلون أمرهم للّه.

العقلاء فقط كانوا يعلمون بما يحدث حولهم، ويناشدون الجميع بالترابط والوحدة وعدم شق الصفوف، فمجريات الأحداث الإقليمية والدولية لم تكن أبداً مستقرّة، وبالتّالي يعلمون بأنّها ستؤثّر علينا جميعاً.

لا هويّة من دون وطن، والوطن ليس قطعة أرض نحصل عليها أو جاهاً أو مالاً يوضع في أيدينا، بل الوطن غالٍ جدّاً، ولا يشعر بهذه الكلمات إلاّ الذين ضاعت أوطانهم، وهؤلاء لو ترجع الدنيا إلى الوراء لنحتوا في الصخر حتى لا تضيع أوطانهم، فالوطن هو الهويّة وهو المعشوقة وهو تاريخ الآباء والأجداد.

في بيان وزارة الداخلية أمس الأوّل (السبت)، إن الوزارة وتنفيذاً للمرسوم الملكي الصادر من عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بالعفو الخاص عن بعض المحكوم عليهم لدواعٍ إنسانية، قامت فوراً باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذ مرسوم العفو للإفراج عن المستفيدين من المكرمة الملكية.

ننتظر بفارغ الصبر الإفراج عن المستفيدين من المكرمة الملكية، وننتظر المصالحة التي بدأها سمو ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة، ونعلم بأنّ هذه المصالحة سينبثق بعدها عهد جديد مشرق، ونحن نتفاءل بالخير ما دام الفاسدون والمطأفنون والمنافقون بعيدين عنها، فهم وأهل الخير والعقل لا يتساوون.

شكراً جلالة الملك على هذه العطيّة، التي جاءت من لدن قائد وأب، وشكراً لوزارة الداخلية التي اتّخذت الاجراءات فوراً من أجل العفو الملكي، وشكراً لوقفة أهل البحرين مع الوطن والمواطن والقيادة، فنحن جميعاً نسيجٌ واحدٌ مترابط، لا نريد أن تُفك إحدى حلقاته، حتى نمضي بمسيرة التقدّم.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4629 - الأحد 10 مايو 2015م الموافق 21 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 5:55 ص

      الله كريم

      بصراحه بوادر ناجحه واتمنى ترجع البحربن مثل قبل بأمنها وامانها
      محنا مستفيدين شي من عالخربطه
      ............

    • زائر 31 | 12:38 م

      بنت الشروقي المحترمة الكل يطالب بإصلاح ا...

      وإرجاع السرقات والمساوات والعدل للجميع والديمطراطية العريقة وبالتدرج لاكن كيف من يمثلون الشعب وعلى رؤوس الجمعيات السياسية لايمكن أن تجمعهم طريق واحده هذا مستحيل وغير ممكن فلماذا نبتعد عن هذه المعضلة وهي مفتاح الحل

    • زائر 30 | 9:45 ص

      الخوف

      هناك في بلدنا من اصبح يخاف على رزقه بأن يذهب في مهب الريح اذا أُصلح حال الوطن بين القياده والشعب بكل اطيافه فتراه يخطط ليلا ونهاراً ليبقى الوضع على ما هو عليه ليس هذا الكلام بخيال لكن المبالغ الطائله التي تُصرف من المشاكل الامنيه وتُأمن بعض الوظائف في بعض الوزارات تجعل بعض النفوس تواقه للفتنه مما يأمن له وله عياله في المستقبل العيش الكريم على حساب الوطن وتحت قبه الشرعيه هؤلاء من نخاف منهم ونحطاط ويجب ردعهم وإلا من يستفيد ماديا من كل هذا ومن الضحيه ولماذا الاستمرار ؟

    • زائر 27 | 4:58 ص

      بوادر الخير غير وغير

      في عام الفين كانت بادرة خير، وفي منتصف التسعينات كانت أيضا بادرة خير بالإفراج عن أصحاب المبادرة. لنستذكر ماذا بعد بادرة الخير حتى نعيد النظر في التسمية "بادرة خير". الانتهاكات تقودنا إلى فهم طبيعة الحل، وعلى رأس الحلول هو التغيير الجذري، بمعنى .. لا مجال للنفوذ المطلق، ولا مجال للاستضعاف المطلق. لا وألف لا للطبقية، ولا وألف لا للعبودية. هل فعل إن النفوذ المطلق قد انتهى!! هل العبودية انتهت!!؟ هل الطبقية انتهت!! والسؤال الأخير، هل هي فعلا بادرة خير بدأت!!؟

    • Shubat | 4:04 ص

      !!

      أظن الانفراج السياسي لازال بعيد المنال حتى مع هذه الخطوة ، لأن التوجهات متباعدة جدا بين الحكومة والمعارضة

    • زائر 25 | 3:49 ص

      اختنا مريم ( ترا الطائفيين المردة ) مو راضين عن الخطوة

      التي تعتبرينها في الأتجاه الصحيح يعتبرها ( عتاة الطائفية في البلد ) خطوة غيرة موفقة وبدأو مقالاتهم ولن تنتهي وسيتبعهم باقي الجوقة المحرضة على ابناء البلد الأصليين كما تقولين ةلن يهدأ لهم بال الا بصب الزيت على النار المشتعلة ( عتاة الطائفية ) لا يريدون احد غيرهم يجني ثمار الأستقرار ولا يريدو ن للبلد تهدأ لأنها بهدوئها يخسرون العطايا والعقارات ويختفون من المشهد وهم يأبون الا ان يكونوا على منبر الفتنة ورعاتها ، يا مريم انت في واد وهم في واد اخر ، انت تحبين الخير للجميع وهم يحرضون على الجميع .

    • زائر 23 | 3:02 ص

      هل حق ام منة

      حرية هؤلاء الابرياء حق لهم فلا جرم قاموا به يستوجب حبسهم طالبوا بادنى حقوق بني البشر في اوطانهم

    • زائر 22 | 2:57 ص

      نتمنى إخراج السجناء واحقاق العدل للجميع

      وتقوية النسيج الاجتماعي وإرجاع الأمان الي كنا نفتخر به ايام زمان وكذالك الثقة بين المكونات وهذا يتطلب شجاعة من الجمعيات الدينية أن تفتح باب الاشتراك لجميع الأطياف وعلى السلطة كذالك مسؤلية إصدار قانون على تقارب نسبة مكونات المجتمع في الجمعية اذا كان متقارب يصرح لها بالعمل السياسي وما يصح إلا الصحيح

    • زائر 17 | 1:22 ص

      قناص

      شكرا عزيزتنا واختنا العزيزة ام عيسى على هذا المقال الرائع والهادف وان جميع من عمل على شق الصف ووحدة ابناء هذا الوطن وحاولوا الاصطياد في المياه العكرة للوصول لمناصب والحصول على مكاسب جميعهم من الفاشلين في المجتمع وايضا ليسوا من اصول هذا الوطن او حتى من اصول عربية وكانت هذه فرصتهم لتقطيع اوصال هذا المجتمع وتفتيته ولا تربطهم اية علاقة حب او ولاء بهذا الوطن او سلطته وانما يتغنون بالوطنية للوصول لأهدافهم....ونرجو من حكومتنا الرشيدة أن تميز بين المواطن الصالح والصادق وبين المنافقين .

    • زائر 16 | 1:17 ص

      من الصعب الضحك علينا مرة اخرى

      لا بوادر خير ولا هم يحزنون ونحن واعين وعارفين البير وعطاه وما هي الاسباب
      ليس تشكيكا وسوء نيّة وسوء ظنّ بل هو الواقع ومن لديه عقل فلا يجوز دسّه في التراب

    • زائر 12 | 12:52 ص

      يا فرج الله

      نتمنا الفرج من ربالعالمين

    • زائر 10 | 12:44 ص

      ليست عطية.

      هذا واجب إنساني

    • زائر 9 | 12:16 ص

      الوطن

      الدين لله و الوطن للجميع هذا هو الشعار الصحيح الذي يمكن به ان تعود البحرين كما كانت و كذاك يجب إغلاق الجمعيات الطائفية السنية و الشيعية فهي أساس البلاء و كذلك منع اصحاب اللحى و العمائم من التدخل في الشأن السياسي او الاقتصادي

    • زائر 7 | 12:07 ص

      الجرح عميق

      نرحب باطلاق سراح الاحرار من السجون ولكن الجرح عميق ما لم يقدم القتله الى العدالة

    • زائر 20 زائر 7 | 2:17 ص

      انا معك

      نعم وبه تكتمل الصورة انا معك

    • زائر 5 | 11:48 م

      عطية ؟!!

      عطية لو عطيات ،؟؟؟ يا ست جمالات .. فين الگزمة ؟! ادوني گزمة

    • زائر 4 | 11:20 م

      العزيزه الشروقى.

      انها ليست بشائر خير. والا لو وضعتك ف السجن لأننى اريدك فى السجن لا لسبب حقيق وانما لاننى الريدك فى هذا المكان لأختار وقت اخرجك منه مرة ثانيه واقول تكرمت واخرجتك. !الاصل يا عزيزت هو لمذا وضعتك اصلا .وطبعا انت ادر ىبما يوحى وشكرا لك .

    • زائر 3 | 10:49 م

      عفيه على بنت الشروقي ( كلام في الصميم )

      وننتظر إخراس من يُطأفن القضايا ومن يتصيّد في الماء العكر، ومن يحاول تقسيمنا وتشتيتنا، فنحن كنّا ومازلنا أمّة واحدة، لدينا هويّة واحدة، ووطن واحد، ولغة واحدة، ويخسأ من يشكّك في هويّتنا.

    • زائر 1 | 9:48 م

      صح الله لسانج

      والله يكثر من امثالج

اقرأ ايضاً