العدد 4630 - الإثنين 11 مايو 2015م الموافق 22 رجب 1436هـ

رغم معرفتهم بالمخاطر لايزال الكثير من الناس يرغبون بالهجرة إلى أوروبا

رغم ما يرونه ويسمعونه من مآسي الهجرة، يعرب شبان من الكاميرون عن استعدادهم للمجازفة بالهجرة غير الشرعية، رغم شهاداتهم الجامعية، نظراً لانسداد أفاق «المستقبل» أمامهم. فهم يريدون العمل لإعالة ذويهم، لكنهم يضطرون للعمل باعة متجولين خلسة في شوارع ياوندي.

وتزدحم جادة كينيدي في وسط ياوندي بالأنشطة المخالفة، ويعترض الباعة الشبان طريق المارة، فهم يعرضون على الأرض قطع غيار للحواسيب وهواتف نقالة وملبوسات رخيصة الثمن وصوراً للرئيس بول بيا.

وشعور الإحباط الذي يعتري الشبان عميق في بلد تنخره المحسوبية والفساد، وتناهز فيه نسبة الفقر 40 في المئة من عدد السكان، كما يفيد المعهد الوطني للإحصاء في الكاميرون.

ولا يخفي باسكال الذي توالت إخفاقاته في ايجاد وظيفة، أن الذهاب إلى أوروبا «يغريه»، ولا يحشو رأسه بأوهام بشأن جدوى إجازته الجامعية.

وقال إن «حلم الخروج من الكاميرون قد انطفأ. وفي عمري هذا كنت أظن أني سأكون في ميدان العمل، لكن الأمور تتراجع من سيء إلى أسوأ».

وأضاف أن «معظم الشبان الذين تراهم أمامك مستعدون للسفر والهجرة. وثمة من يغادر البلاد أسبوعياً إلى اوروبا بطريقة سرية. نحن جيل تمت التضحية به».

ويقول الطالب الآخر كارلوس إن الذهاب إلى الجامعة «مضيعة للوقت». وأضاف «نحن متروكون لمصيرنا. فبعد سنوات في الدرس والتحصيل، لا تتاح لك إمكانية الحصول على وظيفة ... كثيرون من الرفاق يريدون السفر».

وعلى مقربة منه، يدأب جان على طرح الأسئلة نفسها: «هل تحتاج إلى هاتف محمول؟ هل تريد إيصال خدمة الإنترنت إلى هاتفك؟» لكن الزبائن قلة. وقد اضطر إلى التوقف عن الذهاب إلى المدرسة بعد حصوله على الشهادة الثانوية، من أجل مساعدة عائلته، وفي الرابعة والثلاثين من عمره، لا تدور في رأسه سوى فكرة واحدة: مغادرة البلاد.

وقد حاول جان مرتين حتى الآن السفر إلى بلجيكا. ففي المرة الاولى في 2005، «ذهبت الى الجزائر»، كما قال. «وقبل ثلاث سنوات، ذهب إلى النيجر، لكني اضطررت إلى العودة لأن المجازفة باتت لا تطاق» ومحفوفة بالمخاطر.

لكن هذا الشاب لم يشعر بالإحباط رغم ذلك، ويستعد للسفر، لكن إلى أين؟ إلى نيجيريا ومنها إلى النيجر فمالي للوصول بعد ذلك إلى المغرب حيث يتعين عليه إيجاد سفينة متوجهة إلى أوروبا.

وبنبرة مشحونة بالتسليم بالقضاء والقدر، قال «حتى لو قضيت نحبي خلال هذه المجازفة، فسأقول هذا قدري»، ملمحاً بذلك إلى حوادث الغرق التي أسفرت عن مصرع مئات المهاجرين غير الشرعيين منذ بداية السنة في البحر المتوسط.

العدد 4630 - الإثنين 11 مايو 2015م الموافق 22 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً