العدد 4632 - الأربعاء 13 مايو 2015م الموافق 24 رجب 1436هـ

«العمال» البريطاني يسعى لرسم توجه جديد بعد نكسته الانتخابية

يواجه حزب العمال البريطاني المعارض معركة لتحديد توجهه المستقبلي بعد هزيمته الموجعة في الانتخابات العامة، حيث التقى أعضاء الحزب الذين نجوا من الهزيمة وحصلوا على مقاعد في البرلمان، للمرة الأولى بعد الانتخابات لتقييم الأضرار.

وتسعى التيارات المتنافسة داخل حزب العمال للسيطرة على قيادته، مع بدء عملية اختيار زعيم جديد له بدلاً من إيد ميليباند الذي استقال عقب هزيمة حزبه. وفيما يعمل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على استكمال تشكيل حكومته الجديدة بعد الفوز الكبير لحزبه في الانتخابات، يعكف المرشحون لزعامة حزب العمال على تحري الأسباب التي دفعت الناخبين الرئيسيين للحزب إلى التخلي عنه.

وصرحت زعيمة الحزب المؤقتة هارييت هارمان لإذاعة الـ «بي بي سي» أن على الحزب دراسة أسباب هزيمته. وقالت «الحقيقة هي أنه لا توجد إجابة سريعة. علينا أن نفكر بجدية».

وصرح أستاذ العلوم السياسية في كلية لندن للاقتصاد، طوني ترافيرز لوكالة «فرانس برس» أن حزب العمال «لم يتمكن من إقناع الناخبين برؤيته البديلة».

وقال «السؤال الكبير بالنسبة لليسار في بريطانيا هو ما الذي يتوجب عليه أن يفعله... لكي يحظى بالصدقية والخروج باقتراح بديل». ويتعين على حزب العمال تحديد اتجاهه بعد أن مني بخسائر كارثية في اسكتلندا لحساب القوميين الاسكتلنديين اليساريين، فيما احتشد الناخبون من الطبقة المتوسطة وراء حزب المحافظين بأعداد أكبر.

كما عانى الحزب من نزيف الأصوات في معقله في مناطق إنجلترا التي كانت صناعية في السابق، حيث اختار الناخبون التصويت لحزب الاستقلال البريطاني الشعبوي. وانتقد المعتدلون في حزب العمال خلال اليومين الماضيين نهج ميليباند وقالوا إنه تحدث عن ما سيفعله حزب العمال بالنسبة للأغنياء وبالنسبة للفقراء ولكن ليس بالنسبة للغالبية التي بين الطبقتين.

أما رئيس الوزراء السابق طوني بلير الذي قاد حزب العمال لثلاثة انتصارات متتالية في الانتخابات العامة في 1997 و2001 و2005، فقد دعا الحزب إلى استعادة منطقة الوسط التي احتلها بنجاح لفترة طويلة.

وكتب في صحيفة «أوبزرفر»: «يجب أن يكون حزب العمال رمزاً للطموح والتطلعات إلى جانب كونه رمزاً للتعاطف والرعاية». وأضاف أن «العائلات التي تعمل بكد لا تريد منا فقط أن نحتفي بالعمل الجاد، بل إنها تريد أن تعرف أنه من خلال العمل الجاد والجهد فإنها تستطيع أن ترتقي وتحقق أهدافها».

أما وزير المالية العمالي السابق، اليستار دارلينغ فقال لإذاعة «بي بي سي»: «نحن لم نكن مقنعين... ولم تكن لدينا سياسة اقتصادية». وأعلن قطب الأعمال الان شوغار عن استقالته من عضوية الحزب.

وقال «لقد وجدت أنني أفقد الثقة في الحزب بسبب سياساته السلبية المتعلقة بالأعمال والمفاهيم العامة المعادية للمؤسسات التي يفكر فيها الحزب في حال انتخابه».

وليز كيندال، المتحدثة باسم الحزب لشئون الرعاية والمسنين، هي الوحيدة التي أعلنت ترشيحها لزعامة الحزب.

ودعت ليز إضافة إلى المنافسين المحتملين تشوكا أومونا المتحدث لشئون الأعمال، وتريسترام هانت المتحدث لشئون التعليم، إلى اتباع نهج أكثر طموحاً.

ويرجح أن يكون من بين المرشحين كذلك اندي بورنهام والمتحدثة للشئون الداخلية ايفيت كوبر. من ناحية أخرى لم يعثر بعد على نصب «ايدستون» البالغ طوله 2.6 متراً والذي ناله نصيب كبير من السخرية، والذي حفرت عليه وعود حزب العمال الانتخابية. وكان ميليباند كشف عن النصب في موقف للسيارات في 3 مايو/ أيار ووعد بنصبه في حديقة 10 داوننغ ستريت في حال فوز حزبه في الانتخابات. إلا أن النصب اختفى على رغم بحث الإعلام الحثيث عنه. وقالت هارمان «لا أعلم أين هو، ولا أعرف ما الذي سيحل به، وفي الحقيقة هذا لم يعد يهم».

العدد 4632 - الأربعاء 13 مايو 2015م الموافق 24 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً