في محافظة ظفار العمانية تتجلى الطبيعة بجمالها الأخاذ وتكتسي الجبال والسهول بالخضرة وتزداد بهاء وروعة ويلفها الضباب والسحب الماطرة وتنساب الينابيع وتتحول إلى شلالات مائية تنحدر في سيمفونية رائعة تعزفها الطبيعة.

في هذه المحافظة تبرز لنا صلالة وهي العاصمة المركزية لمحافظة ظفار والتي تبلغ مساحتها أكثر من (مئة ألف كيلومتر مربع)، وفي هذه المدينة يتحدث سكانها ثلاث لهجات محلية: المهرية، الجبالية، والعربية.

كما أن صلالة تعد عاصمة سلطنة عمان السياحية لما تتميز به من مقومات سياحية طبيعية حباها الله بها وتشتهر صلالة بالبخور واللبان وتكثر فيها أشجار النارجيل الاستوائية التي لها ثمرة تشبه جوز الهند وتباع هناك بكثرة والموز والفافاي.

تبرز فيها منطقة البليد كواحدة من أبرز المعالم الأثرية الشاهدة على المكانة التاريخية، حيث الحصن الشهير وبقايا أرصفة الميناء والمساجد والمباني والمقابر المنتشرة على مساحة واسعة منها. كما تتعدد مواقع الآثار القديمة في ولاية صلالة بصورة ملفتة، حيث توجد ثلاثة مواقع أثرية في (المغسيل) وآثار جدران قديمة ومقابر لما قبل الإسلام في (رزات) ودحقة ناقة صالح في (الحصيلة) وجدران وتقسيمات سواقي وبئر مياه في مدخل (وادي نحيز). كما توجد المساجد القديمة والتي تعتبر من أقدم المساجد بها وهي مسجد الشيخ أحمد بن عفيف ومسجد عفيف بن أحمد بن عفيف في الحافة إضافة إلى مساجد حديثة يعود أحدها لعبدالعزيز بن أحمد في (الدهاريز) والآخر مسجد الجامع أو جامع صلالة الوسطى ويقال له محلياً جامع الرواس، مسجد عقيل في (صلالة الشرقية) ومسجد عبدالله اليماني في (عوقد).

وهناك خمسة أضرحة دينية لكل من: النبي أيوب في نيابة (غدو) وسالم بن أحمد بن عربية في (ريسوت) وهود بن عامر في (قيرون حيرتي) وضريح النبي عمران في (القوف) وضريح جنيد في (الحصن).

وإلى جانب الآثار القديمة وسحرها الخاص تبقى للطبيعة مكانتها أيضاً في صلالة، حيث شواطئ ريسوت والدهاريز والمغسيل وصلالة، وعيون ماء (رزات وجرزيز وايشت وصحلنوت) وأودية (ارزات ونحيز وعربوت وجرزيز وعدونب وعشوق). وتكتمل عناصر اللوحة الطبيعية في العاصمة الإقليمية لمحافظة ظفار بعدد من الحدائق والمنتزهات الحديثة التي تزيد من روعة المكان ورونقه.