العدد 4634 - الجمعة 15 مايو 2015م الموافق 26 رجب 1436هـ

تزويد الخليج بدرع صاروخية أميركية سيستغرق سنوات

ستستغرق إقامة درع صاروخية أميركية لحماية دول الخليج العربية من أي هجوم إيراني محتمل سنوات كما ستتطلب تعزيز الثقة بين دول المنطقة والمزيد من مبيعات الأسلحة الأميركية الحساسة وتدريبات أميركية مكثفة لتفادي أي حوادث عارضة في هذه المنطقة.

وكان تجديد الالتزام المشترك بإقامة نظام دفاعي إقليمي أحد النتائج الراسخة لقمة انعقدت أمس الأول الخميس (14 مايو/ أيار 2015) في كامب ديفيد بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفائه في الخليج الذين كانوا يسعون إلى تعهدات دفاعية أميركية جديدة قبل اتفاق نووي محتمل يخشون أن يؤدي إلى تمكين خصمهم اللدود إيران.

وتعثرت جهود سابقة بسبب التوتر وانعدام الثقة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست لكن مسئولين أميركيين وخليجيين يقولون إن الظروف الآن مواتية للمضي قدماً لأن الدول العربية تنفذ المزيد من المهام العسكرية المشتركة.

وجاء في بيان مشترك بعد القمة أن دول المجلس ملتزمة بتطوير قدرة دفاع صاروخية باليستية بما في ذلك نظام إنذار مبكر بمساعدة فنية أميركية. وتعهدت واشنطن بسرعة إمداد دول المجلس بالأسلحة وإرسال فريق إلى المنطقة خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة التفاصيل.

وسيسمح وجود نظام دفاعي متكامل لدول الخليج بصد أي هجوم إيراني على نحو أفضل إذ سيربط بين أجهزة الرادار والصواريخ الاعتراضية في تلك الدول لمواجهة أنواع شتى من الصواريخ.

وسيستخدم النظام الأقمار الصناعية الأميركية للإنذار المبكر وأجهزة رادار أميركية وخليجية لرصد انطلاق أي صاروخ معاد وإطلاق صاروخ من الجو أو البحر لتدميره على ارتفاع بعيد عن الأرض.

ستكون شركات «لوكهيد مارتن» و «ريثيون ونورثروب جرومان» كبرى المتنافسين على إقامة نظام مركزي للقيادة والتحكم للدرع لأنها تقوم بالفعل بعمل مماثل للجيش الأميركي وحلفاء مهمين. وقال المحلل الكبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أنتوني كوردزمان إن التحدي الأكبر لنجاح الدرع سيكون الوصول إلى توافق واسع بشأن قواعد التعامل مع أي تهديدات.

وأضاف «عليك الانتهاء من منظومة الاشتباك برمتها قبل إطلاق الصاروخ الأول».

وقال خبراء إن الوصول إلى هذه النقطة سيتطلب اتفاقيات لم يسبق لها مثيل بين الجيش الأميركي ومجلس التعاون الخليجي وبين الحلفاء الخليجيين فيما بينهم على تبادل البيانات الحساسة لتفادي خطر إسقاط طائرة صديقة بطريق الخطأ.

ويقول مسئولون أميركيون إن إجراء تدريبات مكثفة بقيادة الولايات المتحدة سيكون مهماً للوصول إلى الحد الأدنى من مخاطر الحوادث العارضة.

ويوجد للجيش الأميركي بالفعل عشر بطاريات صواريخ من طراز «باتريوت» للحماية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في منطقة الخليج والأردن كما يوجد له نظام رادار قوي من طراز «أيه.إن - تي.بي.واي - 2» لرصد إطلاق الصواريخ.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للصحافيين في واشنطن هذا الأسبوع إن دول الخليج ستحتاج إلى شبكات أرضية جديدة وشبكات كمبيوتر لإدارة هذه الأنظمة. وأضاف أن دول الخليج ترغب أيضاً في الحصول على صواريخ ذات مدى أطول مثل الصاروخ «إس.إم - 3» من إنتاج «ريثيون» والذي لم يعرض بعد تصديره للمنطقة.

وكان قرار اتخذته واشنطن في ديسمبر/ كانون الأول بالسماح ببيع الأسلحة الأميركية لمجلس التعاون الخليجي كمنظمة على غرار ما يحدث مع حلف شمال الأطلسي قد ساهم في تمهيد الطريق أمام إحراز تقدم في تكامل الدفاع الصاروخي وأنظمة الأمن البحري.

العدد 4634 - الجمعة 15 مايو 2015م الموافق 26 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:13 ص

      الخطر من الداخل

      كما قال أوباما الخطر من الداخل فلقد حان ان تستثمر المليارات التي تصرف على شراء الاسلحة والمشاركة في الخروب على التنمية في الداخل مع محاصرة بؤر التشدد وحواضنهم لكي ليتم صنع دواعش اكثر مما هو موجود فعليه الخطر من الداخل

اقرأ ايضاً