العدد 4643 - الأحد 24 مايو 2015م الموافق 06 شعبان 1436هـ

قبل وأثناء وبعد السفر... دير بالك على صحتك

ولكن، ما الفائدة من زيارة الطبيب إذا كان المسافر قادراً على رعاية نفسه ويعرف الاحتياطات جيداً؟ يجيب الشرف بالقول: «زيارة الطبيب جيدة لأنه سيعاين حالة المسافر وهذا يلزم أن تكون بوقت كافٍ قبل موعد السفر، فبعض المرضى يواجهون مشاكل صحية أثناء السفر بشكل مفاجئ ومنها على سبيل المثال، عدم إجراء فحص مستوى الضغط بدقة أو مستوى السكر، وكذلك جداول تناول الأدوية لبعض آخر.

وماذا عن التطعيم؟

لاشك أن التطعيم هو جانب مهم للوقاية من الأمراض ولكنها تعتمد بالدرجة الأولى على الوجهة التي يقصدها المسافر ومدة إقامته فيها وكذلك الأنظمة المتعلقة بالتطعيم في تلك الدول، ولكن ليست هناك تطعيمات محددة يأخذها المسافر الذي سيتوجه إلى بلد لا يعاني من أوبئة، وبالتأكيد، فإن المسافر البحريني والخليجي له من الوعي والثقافة ما يجعله يختار وجهته بدقة، فلن يسافر إطلاقاً إلى بلد يواجه وباءً حتى لو كانت عروض السفر المقدمة مغرية».

لكن بعض المسافرين ربما يسألون عن التطعيم ضد الحمى الصفراء؟

ذلك صحيح، ويعتمد أيضاً على الوجهة، فالبلد التي ينتشر فيها داء الحمى الصفراء مثل بعض دول قارتي إفريقيا وأميركا الجنوبية التي ينتشر فيها المرض بسبب البعوض، بلد بعض البلدان تعتبر من المناطق التي يستوطن فيها المرض، ولا أعتقد أن المسافرين سيذهبون إلى بلد دون أن يجمعوا المعلومات المهمة كهذه المعلومات.

السفر إلى وجهات بعيدة ينهك الجسد، وكمتخصص في مجال العظام والعمود الفقري، هل من طرق تقلل من هذا الإنهاك؟

من المهم أن لتنشيط الدورة الدموية في الأطراف السفلية من الجسم أثناء الرحلة، وبطريقة سهلة للغاية، وهي تحريك القدمين إلى الأسفل والأعلى عدة مرات وهذا يسهم في تجنيب الجلطات في الساق، وفي الحالة التي يسمح فيها خط الرحلة بالحركة، من الممكن المشي أو الوقوف، وبودِّي ألفت النظر إلى نقطة مهمة أيضاً، فبعض المسافرين يخلد إلى النوم على جانب واحد وأحياناً متقرفصاً أي يضغط نفسه كالمحشور ما يؤدي إلى التأثير على الدورة الدموية وبالتالي التسبب في مشاكل صحية، وعلى العموم، أصبح الكثير من المسافرين يتنبهون لمثل هذه النقاط فالبعض يرتدي الجوارب الطبية المخصصة لمنع تورم الساقين ويتم ارتداؤهما في منطقة الكاحلين فالجلطات الوريدية لا يمكن الاستهانة بها أبداً.

وكيف يمكن التعامل مع دوار السفر والصداع والغثيان وما شابه؟

هذه حالات تتكرر بكثرة، ويمكن أن يقوم المسافر بإراحة نفسه في مقعد الطائرة بوضع الاسترخاء ويجعل ميلان الرأس في حالة الاسترخاء إلى جهة الخلف، ثم إن بعض المسافرين يتأثر أثناء القراءة في الرحلة أو النظر إلى الأشياء المتحركة وهذا ما يجب تجنبه، وعلى أي حال، دائماً ينفع التفكير الإيجابي بعد غلق العينين في إحداث حالة مريحة للمسافر، ولا ننسى الحوامل، فاستشارة الطبيب قبل السفر أمر مهم لأنها تحتاج إلى بعض الاحتياطات اللازمة في الشهور الأولى أو الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل كون بعض المخاطر على الحامل تظهر في هذه الفترة.

وباختصار، أثناء السفر على المسافر أن يحتاط وينتبه لصحته جيداً، وأكثر ما يتوجب التنبيه له، لا سيما بالنسبة لفئة الشباب، هو عدم الوقوع في مغبة الممارسات المنافية للدين والأخلاق والتي قد تصيب الإنسان بأمراض ينتكس بسببها وتتدمر حياته كالإيدز وسائر الأمراض الجنسية الخطرة.

بعد العودة، هل يلزم إجراء فحص طبي؟

كما قلنا في البداية، المرضى المصابون بأمراض مزمنة من الجيد إجراء الفحص قبل وبعد السفر من باب الاحتياط والاطمئنان، لكن من الضروري مراجعة الطبيب بعد العودة إذا كان المسافر يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة أو الإسهال والقيء، ونعلم أن بعض الأمراض لا تظهر بعد العودة من السفر مباشرة وتحتاج بعض الوقت، ومنها الأمراض التناسلية مثلاً، فاطلاع الطبيب المعالج على تفاصيل الرحلة يمكن أن يسهم في التشخيص الدقيق ووصف العلاج المناسب... ونتمنى لجميع المسافرين عوداً حميداً بعد رحلة موفقة سعيدة.

العدد 4643 - الأحد 24 مايو 2015م الموافق 06 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً