شيّع نحو 500 ألف شخص، أمس الاثنين (25 مايو/ أيار 2015)، ضحايا العملية الإرهابية التي وقعت يوم الجمعة الماضي في مسجد الإمام علي وسط بلدة القديح، بحسب ما أوردت صحيفة «الرياض» السعودية على موقعها الإلكتروني.

وانطلقت الجنائز الـ 21 بعد الصلاة عليها من قبل الشيخ عباس العنكي في ساحة سوق الخميس تحت شمس حارقة في مشهد يُعد الأول من نوعه في محافظة القطيف والمنطقة الشرقية. وحملت نسمات خفيفة رائحة العود الذي طُيبت به السجادات التي جثيت عليها الجثامين.

وحُملت الجثامين بعد ذلك على محامل زينت بالأزهار وشيعت إلى مقبرة القديح حيث وقع الهجوم، بالقرب من مدينة القطيف. ورفعت أعلام سوداء في شوارع القطيف، فيما أقامت الشرطة نقاط تفتيش وقام متطوعون مدنيون يلبسون ثياباً صفراء وبرتقالية بتفتيش السيارات.

القطيف تكتسي بالأعلام السوداء حداداً على أرواح الضحايا

حشود غفيرة تشيّع ضحايا هجوم القديح

القطيف - أ ف ب

شارك عشرات الآلاف، أمس الاثنين (25 مايو/ أيار 2015)، في تشييع ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجداً في شرق السعودية واعتبرته السلطات في المملكة محاولة من قبل المتطرفين لإشعال الفتنة.

وسار المشيعون في شوارع مدينة القطيف لتشييع الضحايا الـ 21 الذين سقطوا في الهجوم الذي نفذ خلال صلاة الجمعة، وبينهم طفلان. وأقيمت صلاة الجنازة في سوق المدينة تحت شمس حارقة، فيما حملت نسمات خفيفة رائحة العود الذي طيبت به السجادات التي جثيت عليها الجثامين.

وحملت الجثامين بعد ذلك على محامل زينت بالأزهار وشيعت إلى مقبرة القديح حيث وقع الهجوم، بالقرب من مدينة القطيف.

وقال أحد المشاركين مفضلاً عدم عن الكشف عن اسمه إن «الجميع يريد المشاركة في التشييع تعبيراً عن الدعم والمواساة».

وكان الهجوم الإرهابي الذي تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في القديح ثاني هجوم يستهدف شرق المملكة في غضون أشهر.

ففي نوفمبر/ تشرين الثاني، قام مسلحون بقتل سبعة مواطنين في بلدة الدالوة بشرق المملكة. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يخاف من وقوع هجوم جديد خلال التشييع، قال أحد منظمي التجمع: «لا أحد يمكنه أن يتوقع ماذا يمكن أن يحصل. لقد اتخذنا كل التدابير الوقائية بالتنسيق مع السلطات المحلية». كما ذكر أن عدداً كبيراً من المواطنين تطوعوا للمشاركة في تنظيم التشييع.

وأشار هذا الرجل أيضاً إلى أنه طلب من النساء عدم المشاركة في التشييع بسبب المخاوف الأمنية، فيما تمت إقامة منطقة خاصة للنساء من أجل تقبل التعازي.

ورفعت أعلام سوداء في شوارع القطيف، فيما أقامت الشرطة نقاط تفتيش وقام متطوعون مدنيون يلبسون ثياباً صفراء وبرتقالية بتفتيش السيارات. وقال أيمن علوي أبوراعي، أحد سكان القديح: «ما حصل أمر مؤسف إلا أنه يساهم في تقوية وحدتنا».

وأضاف، بينما كان المشيعون يرددون هتافات لتكريم الإمام الحسين «نحن الشيعة لسنا خائفين من الانفجارات. نحن ندين الإرهابيين» وليس السنة. وفجر الانتحاري حزامه الناسف يوم الجمعة الماضي داخل مسجد في القديح المتاخمة للقطيف، مخلفاً 21 قتيلاً ونحو مئة جريح.

وأعلنت وزارة الداخلية السعودية يوم السبت الماضي أن منفذ الهجوم هو السعودي صالح بن عبدالرحمن الصالح القشعمي، مؤكدة ارتباطه بتنظيم «داعش» وأن المادة المستخدمة في التفجير هي من نوع «آر دي اكس» الشديدة التفجير.

ونفذ الهجوم على مسجد فيما تشارك المملكة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» الذي يسيطر على أراضٍ واسعة من العراق وسورية.

وأثار هجوم القديح الذي يعد الأكثر دموية في المملكة منذ موجة تفجيرات تبناها تنظيم «القاعدة» بين العامين 2003 و2006. وشهدت المملكة تعاطفاً شعبياً ملحوظا مع ضحاياً القديح، على رغم ارتفاع منسوب التوتر الطائفي الذي ينعكس على مواقع التواصل الاجتماعي وفي خطابات عدد من رجال الدين المعادين.

ووقع التفجير على رغم الإجراءات الأمنية الوقائية المتخذة على خلفية مشاركة الرياض في العمليات ضد «داعش» وضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

وكثفت السلطات السعودية في الأشهر الماضية حملات الاعتقال في صفوف متشددين يشتبه في تخطيطهم لهجمات من أجل «إشعال التوتر الطائفي».