العدد 4647 - الخميس 28 مايو 2015م الموافق 10 شعبان 1436هـ

العالم يستهلك بمعدل 11 إلى 45 % من دخله الشهري في تكنولوجيا الهواتف النقالة

كشفت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، أن مستهلكي تكنولوجيا الهواتف النقالة حول العالم تقدر بمعدل 11 إلى 45 في المئة من دخلهم الشهري، وهي نسبة تتخطى بشكل كبير معدل التكاليف التي يدفعونها لقاء الخدمات.

وكشفت الدراسة التي تحمل عنوان «ثورة الهاتف النقال: كيف تقود تكنولوجيا الهواتف المتحركة تأثيراً قيمته مليارات الدولارات»، أن طرق استخدام المستهلكين لتكنولوجيا الهواتف المتحركة تختلف إلى حد كبير بين الأسواق المتطورة والناشئة. وخلُصت الدراسة أن «الاتصال الدائم يسهّل حياة المستهلكين في الأسواق المتطورة من خلال خدمات مثل إجراء الخدمات البنكية عبر الهاتف المتحرك، والخرائط التي تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتطبيقات توصيات التعهيد الجماعي. ومما يثير الاهتمام أن المستهلكين في الأسواق المتطورة يقدّرون قيمة تكنولوجيا الهواتف المتحركة بما يصل إلى 6,000 دولار أميركي سنوياً، أو نحو 12 في المئة من دخلهم».

أما في الأسواق الناشئة، تشير الأرقام التي كشفتها الدراسة إلى ان «الهواتف المتحركة هي الجهاز الوحيد «المتصل بالشبكة» بالنسبة إلى العديد من المستهلكين. وهو يزوّدهم بفرصة عيش حياة أكثر صحة، والوصول إلى الموارد التعليمية، والحصول على دخل شهري أفضل، وخلق ظروف معيشية أفضل».

في هذه الدراسة، بحثت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب استخدامات تكنولوجيا الهواتف المتحركة وفوائدها في ست دول هي الولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، والبرازيل، والصين، والهند. واستطلعت الدراسة آراء نحو 7,500 مستهلك في أرجاء تلك الدول الست بغية تحديد معدلات القيمة التي يحصل عليها المستهلكون من الهاتف المتحرك.

وحول ذلك قال هيرمان ريدل، الشريك والمدير الإداري في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط: «اعتماداً على نتائج الدراسة، فإن النجاح هو حليف الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتولى الريادة في قطاع الهواتف المتحركة، حيث أن 25 في المئة من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تستخدم خدمات الهواتف المتحركة على نطاقٍ واسع تحقق نمواً في الدخل بسرعةٍ مضاعفة، كما أنها تفتتح أبواب فرص عمل جديدة أسرع بنحو ثمان مرات من أقرانها. وموازاةً ذلك، يتخلّف المتقاعسون في تبني تكنولوجيا الهواتف المتحركة عن الروّاد بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بنمو الدخل وخلق فرص عمل جديدة. وفي ظل ما لديها من مخططات خجولة للاستثمار في قطاع الهواتف المتحركة، تضع هذه الشركات نفسها في خطر التراجع أكثر فأكثر».

وأضاف ريدل: «الشركات الصغيرة والمتوسطة الرائدة في تكنولوجيا الهواتف المتحركة بالأسواق الناشئة تحقق قفزات نوعية متجاوزة الأجيال السابقة من التكنولوجيا التي لاتزال مستخدمة على نطاقٍ واسع في الأسواق المتطورة».

وبحسب دراسة مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب فإن «فجوة تكنولوجيا الهواتف المتحركة» هذه- اختلاف النمو بين روّاد هذه التكنولوجيا والمتقاعسين عن تبنّيها- على وشك الاتساع بشكل أكبر. وفي المقابل، فإن من شأن إغلاق فجوة تكنولوجيا الهواتف المتحركة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدول الست أن يستحدث 7 ملايين فرصة عمل إضافية خلال السنوات الثلاث المقبلة، ويؤمن زيادة نمو الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 0.5 في المئة نقطة في أرجاء الدول التي شملتها الدراسة.

الهاتف المتحرك: أسرع تكنولوجيا

معتمدة على مر التاريخ

إن تبني المستهلكين لمعايير الجيل الثالث والرابع تجاوز جميع أنواع التكنولوجيا الأخرى بنموٍ وصل إلى نحو 3 مليارات اتصال في غضون أقل من 15 عاماً، ومع توقعات بأن يصل إلى أكثر من 8 مليار اتصال بحلول العام 2020.

وأوضح ريدل: «لنأخذ دول مجلس التعاون الخليجي على سبيل المثال، حيث تبنى الجميع تكنولوجيا الجيل الرابع. واليوم، تسجل المنطقة أعلى المعدلات من حيث كثافة الهواتف الذكية المدعومة بتكنولوجيا LTE (أكثر من 70 في المئة) في العالم. ولا يُظهر هذا التوجه أية علامات تراجع، بل هناك صخب كبير حول الوصول المرتقب لتكنولوجيا الجيل الخامس».

والحقيقة هي أن التطور النوعي لأداء معايير اتصالات الهواتف المتحركة والتكاليف ذات الانخفاض المستمر هما ما دعم الهاتف المتحرك ليصبح أسرع تكنولوجيا معتمدة على مر التاريخ. وفي حين أن سرعات نقل البيانات عبر الهاتف المتحرك- تكنولوجيا الجيل الرابع تقدم سرعات نقل بيانات أسرع بـ 12,000 مرة مقارنة بالجيل الثاني- إلا أن تكاليف المستخدمين تراجعت.

ويقدم تقرير مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب دليلاً واضحاً على أن المستهلكين يطمحون بتطور يتجاوز التكنولوجيا المتوفرة حالياً: 90 في المئة من مستخدمي الجيل الثالث والرابع أبدوا رغبتهم بالحصول على سرعات بيانات أكبر، وتغطية أوسع، وعمر بطارية أطول، وغير ذلك من التطويرات الأخرى. وبالطبع، فإن العديد من هذه الإنجازات يتطلب مواصلة الاستثمار في الأبحاث والتطوير من قبل القطاع.

والأهم من ذلك، كشفت الدراسة أنه على أصحاب القرار في قطاع الهواتف المتحركة تسخير استثمارات بقيمة 4 تريليون دولار أميركي في مجال الأبحاث والتطوير ونفقات رأس المال بحلول العام 2020، بهدف اغتنام الفوائد الاقتصادية لشبكات الجيل الخامس وما بعدها.

العدد 4647 - الخميس 28 مايو 2015م الموافق 10 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً