العدد 4655 - الجمعة 05 يونيو 2015م الموافق 18 شعبان 1436هـ

الأخصائي محمود الشواي: نمط الحياة الصحي يقيك من الإصابة بالسمنة

البحرين من بين الدول الأكثر سمنة في العالم

البحرين من أكثر الدول إصابة بالسمنة، وذلك لأسباب عديدة أهمها نمط الحياة غير الصحي وعدم مزاولة الرياضة إضافة إلى العامل الوراثي.

الأخصائي محمود الشواي، الحاصل على شهادة البكالوريوس في التعزيز الصحي من أستراليا، تحدث عن أسباب السمنة وتأثيرها، فيقول خلال لقاء معه: «إن من أسبابها عدم الموازنة بين كمية الطعام وحجم النشاط البدني المبذول بحيث تكون الطاقة المحصلة من كمية الطعام المتناول أكثر من نسبة الطاقة المبذولة في النشاط البدني، وعدم ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم، والبيئة المحيطة بالفرد لا تدعم النشاط البدني مثل عدم توافر المماشي المناسبة للجو الحار الرطب بالبحرين، وخصوصاً في فترة الصيف أو جدول العمل المزدحم أو الوجبات التي تقدم في المطاعم تكون كبيرة وعدم توافر الأطعمة الصحية بشكل كبير والإعلانات التي تعلن عن الأطعمة غير الصحية، الوراثة والتاريخ العائلي، كما أن الحالة المرضية فبعضهم يعاني من أمراض يمكن أن تزيد من وزنهم مثل اختلال الغدة الدرقية، تناول بعض الأدوية التي تسبب زيادة في الوزن مثل الكورتيزول، تقدم العمر، الحمل وعدم الحصول على نوم كافٍ».

معدل الإصابة بالسمنة

وبمقارنة بين معدل الإصابة، قال: «إن معدلات الإصابة بالسمنة لدى النساء ترتفع أكثر من الرجال، وذلك بسبب انشغال المرأة بالعناية بالبيت وإذا كانت امرأة عاملة فإنها لا تجد متسعاً من الوقت للقيام بالنشاط البدني»، مضيفاً «وجدت الدراسات أن نسبة الدهون في المرأة أكثر من الرجل، ما يصعب عليها فقدان الوزن، كما أن العمليات الأيضية في المرأة أقل من الرجل، ما يجعل حرق الدهون أقل، إضافة إلى الحالة العاطفية والنفسية للمرأة، إذ تؤثر بشكل كبير وذلك بسبب تأثر المرأة بالضغوط النفسية، ما يجعلها تكون قلقة ومكتئبة وبالتالي تلجأ لتناول الطعام الغني بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات الذي يسبب لها الشعور بالراحة».

وتابع أن «السمنة تشكل خطراً بالغاً على الأطفال، حيث إنهم سيكونون عرضة لأمراض القلب والشرايين عند البلوغ، كما لديهم القابلية بارتفاع نسبة السكر في الدم والذي يمكن أن يولد داء السكري النمط الثاني».

وبين الأخصائي الشواي أن «هنالك الكثير من الطرق لعلاج السمنة ومنها، اتباع نظام غذائي سليم وصحي مبني على أسس علمية، ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وفي الحالة المرضية يجب مراجعة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتوفير الأدوية المناسبة لذلك والعمليات الجراحية ولكنها ليست بسيطة ولها شروطها».

وبشأن العمليات الجراحية التي يجريها بعض المصابين مثل عمليات التكميم ومخاطرها، قال: «إن هذه العمليات مثلها مثل العمليات الأخرى، حيث إن أكثر الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يكون خطر عدم الإفاقة من التخدير وارد، وذلك بسبب الحالة الجسدية للشخص». وأضاف «هناك بعض المخاطر مثل النزيف المفرط، الالتهاب، عدم الاستجابة للتخدير، تجلط الدم وعدم انتظام التنفس والوفاة أثناء العمليات». كما «توجد مخاطر بعيدة المدى وهي واردة مثل انسداد الأمعاء، القيء والإسهال الشديدين، حصى المرارة، انخفاض نسبة السكر في الدم والقرحة وفي بعض الأحيان الوفاة».

وعن مضاعفات السمنة، قال: «تتسبب في ارتفاع ضغط الدم، الجلطات، داء السكري النمط الثاني، الدهون غير الطبيعية في الدم، المتلازمة الأيضية والتي تسبب داء السكري وارتفاع ضغط الدم، السرطان، هشاشة العظام، توقف النفس أثناء النوم، مشاكل الإنجاب والخصوبة، الانعزال الاجتماعي والأمراض النفسية».

وأشار الأخصائي محمود الشواي، إلى أنه «بالإمكان الوقاية من السمنة عبر اتباع أنماط حياة صحية سليمة مثل ممارسة الرياضة بانتظام لمدة خمسة أيام في الأسبوع على الأقل لمدة لا تقل عن نصف ساعة واتباع نظام غذائي سليم وصحي متوازن والحصول على نوم كافٍ».

وينصح «الأشخاص المصابين بأن يبدأوا بالعمل على التغيير بشكل سريع ولا ينتظروا أن تأتيهم الفرصة لرجلهم فإن الأمراض المزمنة تنتشر بشكل كبير وفي ازدياد، وأيضاً تقبل المجتمع للأشخاص الذين يعانون من السمنة غير محبوب». وتابع «اختر اليوم المناسب على أن يكون تاريخاً لا ينسى وابدأ حياة جديدة، وضع هدفاً أمامك مثل أن تحلم بأن تلبس الثياب التي قياسها متوسط بدل الكبيرة جداً، وحاول أن تدخل تحدياً مع أحد الأشخاص، واستشر المختصين في هذا المجال ليساعدوك على حل هذه المشكلة».

فيصل العلي (طالب وموظف)، يطمح بمحاربة السمنة، إذ يقول: «بدأت أعراض السمنة لدي منذ المرحلة الثانوية، بسبب قلة الرياضة والإكثار من الأطعمة الدسمة ذات السعرات الحرارية العالية».

وأضاف «تولد لدي الشعور بمحاربة السمنة حين بدأت أجد صعوبة في لعب كرة القدم وخصوصاً أنها كانت لعبتي المفضلة، وأيضاً عندما وجدت أن مظهري الخارجي لا يليق بطموحي في مجال الإعلام الذي أعمل فيه».

ويسرد فيصل قصة السمنة لديه، فيقول: «بدأ مشوار السمنة عندي عن طريق إشباع نفسي بالأطعمة المفضلة لدي حتى بدأت أشعر بالملل منها، كما واجهت الكثير من الصعوبات، أولها: عدم المقدرة على ممارسة الرياضة بالشكل المطلوب بسبب الآلام التي كنت أشعر بها، إضافة إلى النظام الغذائي في شهر رمضان المبارك، حيث تكثر الأطعمة والحلويات بمختلف أنواعها». ويقول: «كان كل يوم يمر علي فيه تحدٍّ لعزيمتي وإصراري لكنني بفضل من الله نجحت في الالتزام بالنظام والطعام الصحي».

وأضاف «لم ألجأ لعمليات شفط الدهون والتكميم، لأن بحسب ما فهمت أنها تشكل خطراً على حياة الإنسان، وخصوصاً أنها لا تعتمد على الرياضة التي هي أساس الصحة، فليس هناك أجمل من أن يحقق الإنسان نجاحه من دون أن يغش نفسه وصحته بعمليات كانت سبباً في تدمير حياة الكثيرين».

محاربة الوجبات السريعة

جاسم جعفر (طالب)، يقول: «عندما بدأت دراستي الجامعية كان وزني 120 كغم وقد استطعت تقليله إلى 74 خلال (8 إلى10 أشهر)».

وأضاف «بدأت أعراض السمنة تظهر عليَّ منذ كان عمري 8 سنوات بسبب العُزلة الاجتماعية، حيث كنت أعيش في أميركا، فكان الروتين الذي أعيشه بين المدرسة والبيت، وبقية الوقت أقضيه في مشاهدة التلفاز وأكل الوجبات السريعة، واستمر هذا الروتين حتى المرحلة الثانوية على رغم محاولة والدتي في تغيير نمط الحياة الصحي ولكن من دون جدوى حتى وصل وزني 120 كغم في سن 19 عاماً».

ويقول إنه لم يكن يهتم لمظهره الخارجي، «ولكن بعد أن وصلت لسن التاسعة عشرة فكرت في أن أحسن بعض العادات الصحية عندي، مثل الامتناع من المشروبات الغازية والابتعاد عن الوجبات السريعة». ويضيف «بعد شهر من محاولة إنقاص الوزن، نزل وزني 4 كيلوغرامات ما شجعني وحفزني».

وتابع «من أكثر الأشياء التي شكلت دافعاً لي هو متابعتي لاختصاصيي تغذية، إذ كان لهم الأثر الإيجابي على تشجيعي لإنقاص الوزن».

ويزيد جعفر بخصوص بدء مشواره في التخلص من السمنة: «بدأت بمقاطعة المشروبات الغازية والوجبات السريعة وبعد شهر ابتعدت عن السكريات نهائياً، وفي الأثناء نفسها كنت أمارس الرياضة في الممشى كل يوم إلى أن أصبحت أستمتع بالقيام بها، ولم أضطر إلى دفع مبالغ للصالات الرياضية، واتبعت نظاماً صحياً خالياً من السكريات والدهون».

ويضيف أنه لم يلجأ لعمليات التكميم وشفط الدهون لأنه لا يثق بهذه الطرق بل فضّل استخدام الطرق الطبيعية.

ويقول إن الخطأ الذي ارتكبه في تجربته لإنقاص وزنه أنه قلل من أكله كثيراً إلى أن قلت مناعته وبدأ شعره بالتساقط بسبب نقص الفيتامينات ولكن كل ذلك تحسن عندما اتبع نظاماً غذائياً صحياً».

تتحدث والدة الطفلة فاطمة علي (10 سنوات) عن تجربتها في محاربة السمنة فتقول: «بدأ وزنها بالزيادة بالتدريج من سن الخامسة، لكنه أصبح فوق المعدل الطبيعي من سن السابعة واستمر في الازدياد. السبب وراء ذلك كان وراثياً إضافة إلى أسباب نفسية».

وتضيف أن «الدافع لمحاربة السمنة لدى فاطمة كان ازدياد وزنها لدرجة صعب فيها الحصول على ملابس مناسبة، إضافة إلى وعيها بمضاعفات السمنة، وخصوصاً أن العديد من أفراد عائلة الأب مصابون بالسكر».

وأردفت «أؤمن أن أفضل طريق هو تعديل النظام الغذائي للمصاب بالسمنة بحيث يكون صحياً ويشمل أطعمة يحبها المصاب ولكن مطهية بطريقة صحية حتى يتمكن من المواصلة من دون أن يصل لمرحلة ملل أو يأس ويتوقف، وهذه الطريقة ناجحة عن تجربة شخصية كما يجب إضافة الرياضة للروتين اليومي».

تجربة طفول

طفول أحمد عيسى (32 سنة)، حاصلة على بكالوريوس علاج طبيعي، بدأت أعراض السمنة تظهر لديها أثناء دخولها مرحلة المراهقة.

وتحدثت طفول عن أسباب السمنة التي كانت تعاني منها فقالت: «عندما نتكلم عن أكثر من عشرين سنة مضت، أسلوب الحياة في العوائل البحرينية حينها لم يكن واعياً لأساليب الحياة الصحية وأساليب الطبخ البديلة المتوافرة حالياً». وتابعت «تناول 3 وجبات هي الأساسية (لم تكن فكرة السناك موجودة بحيث إن الشخص يحتاج من (5 إلى 6 وجبات) معتدلة موزعة على اليوم)».

وذكرت «الكثير من الأمور المتراكمة ولدت لدي الشعور بضرورة محاربة السمنة منها المظهر الخارجي، عدم توافر ملابس مناسبة، صعوبة الحركة والتنفس، مقارنتي داخلياً مع من هم في عمري كمظهر وجمال»، وأضافت «نكت الآخرين وتعليقاتهم، فعلى رغم أنني كنت ومازلت شخصية مرحة واجتماعية، لكن هذه الكلمات كانت في أعماقي تؤلمني من دون إظهاري لها».

ومن الصعوبات التي واجهتها «عدم وجود خطة مدروسة متكاملة غذائية، جسدية، صحية، نفسية وحركية ملائمة لميولها وقدراتها، عدم وجود الوعي، انعدام الإرادة، سخرية الناس المحيطين بالمحاولات، وأنها لن تؤول بالنجاح، الإحباط».

لدى طفول تجربة مختلفة فقد لجأت لعملية التكميم. وقالت: «العديد من الأشخاص يسألونني لماذا؟ في الحقيقة، لا أعلم». وأضافت «استيقظت يوماً ما وقررت فيه أنني سأغير مجرى حياتي. لِمَ؟ ربما لأنني وبعد سنين من المعاناة والتحاليل الطبية المريعة ودخولي مشارف الإصابة بالسكري».

وتابعت «الحمد لله أنا اليوم استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال تجربتي ورحلتي ومغامراتي مع الأكل والحركة لأكبر شريحة من البشر، وأشعر بشعور لا يوصف عندما أكون سبباً في تغيير وتحسين أسلوب حياة الأشخاص».

العدد 4655 - الجمعة 05 يونيو 2015م الموافق 18 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً