العدد 4657 - الأحد 07 يونيو 2015م الموافق 20 شعبان 1436هـ

بنك الأقمشة: «نساء يُعِدْنَ الحياة».. مشروع أطلقته 15 امرأة سورية

الوسط – محرر منوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

أطلقت قبل أشهر قليلة مجموعة من نساء محافظة السويداء السورية جنوب العاصمة دمشق في جبل العرب مشروعًا يدويًا تحت عنوان «نساء يعدن الحياة من خلال بنك الأقمشة»، في محاولة منهن للتخفيف من آثار الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي يعشنه حيث تقوم النسوة باستلام مخلفات الأقمشة من متبرعين وتحويلها لمنتجات يدوية كالستائر والوسائد والأغطية وغيرها وبيعها للمستهلكين، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط يوم أمس الأحد (7 يونيو/ حزيران 2015).

وتوضح كارملين رسلان إحدى العاملات في المشروع لـ«الشرق الأوسط»: «أُسِّسَ المشروع في البداية بشكل شخصي من قبل خمس نساء (أصبح العدد حاليًا وبعد عشرة أشهر من انطلاقته 15 امرأة) وأطلقن عليه (نساء يعدن الحياة) تماشيا مع الظروف التي نعيشها والبحث عن مشروع اقتصادي منزلي بسيط وبتكلفة قليلة من خلال قماش مدوّر ودون دفع ثمن هذا القماش الذي يمرّ بمرحلتين: الأولى حيث أسسنا بنك القماش ومن خلاله أي امرأة لديها فستان أو مفرش قديم أو بنطلون جينز أو ستارة أو قميص تريد رميهم بالحاوية فنحن نأخذهم منها. وفي المرحلة الثانية نقوم بقصقصتهم ونغسلهم ونكويهم ومن ثم نضعهم بعد فرزهم في سلال كبيرة لتأتي نساء المشروع ويخترن منه ما يرغبن لتحويله إلى نماذج مختلفة من المنسوجات وبشكل يدوي ومتقن.

كذلك لدى المرأة التي تعمل المفرش أو أي نموذج آخر كالجلابيات والستائر وغيرها فرصة لتطوير نفسها، ففي المرحلة الأولى تعمل على المربعات كونها الأسهل ولكن بعد ممارستها للعمل يمكنها أن تعمله من مستطيلات وهو أصعب وفي المرحلة الثالثة والأصعب هناك المعينات، حيث تكون المرأة قد أتقنت عملها بشكل جيد».

وتوضح كارملين: «كل امرأة تعمل في منزلها بعد أن تحصل على القماش من البنك وتنفذ كل مراحل العمل حتى يصبح المفرش مثلاً جاهزًا يستغرق منها نحو الشهر من العمل المتواصل (أحد المفارش زينته امرأة ثمانينية من العاملات بالمشروع بمفردات زخرفية من تراث السويداء كرسمة عنقود العنب الذي تشتهر السويداء بزراعته والمنسف العربي رمز الكرم والضيافة في مضافات السويداء ودقاقات الهيل لتحضير القهوة العربية والفانوس) بحيث تحوّل المفرش للوحة فنية جميلة». وعادة تقوم مديرة المشروع جنان كمال الدين بزيارة النساء في منازلهن وتشرح لهن فكرة العمل وكيفية تنفيذه، وتقدّم لهن مقترحات للتنفيذ غير المفارش مثل أغطية طاولات السفرة من خلال العمل بالصنارة (الكروشيه) والخرز مع لمسات خاصة للمرأة.

وبالنسبة لتطوير العمل والنماذج أوضحت كارملين: «بالتأكيد نتطور.. ففي الأسابيع الأخيرة توفر لدينا في بنك الأقمشة ألياف (أشرطة قماشية) من بقايا الأقمشة المدورة قمنا بنسجها على النول اليدوي وحوّلت إلى نماذج بسيطة كي لا نخسر حتى هذه الألياف ونتلفها وهي قطع صغيرة أي أعدنا تدوير المدور من الأقمشة. ومن هذه النماذج علاقات للمطابخ، كذلك طورنا العمل من خلال تحويل المخلفات إلى لوحات تراثية للعرض تستلهم تراث محافظة السويداء كلوحات الراعي العائد من رعي غنمه ولوحة المدفأة والبيت التقليدي الريفي في السويداء الشبيه ببيوت ضيعة (خربة) المسلسل التلفزيوني الكوميدي المعروف الذي عرض قبل ثلاث سنوات»

«يبقى الهدف من مشروعنا هذا» - تتابع كارملين - «هو استثمار الوقت بشكل منتج حتى لا يضيع هدرًا وثانيًا الاستفادة من مخلفات الأقمشة التي يمكن كانت أن تذهب إلى القمامة ففي بنك الأقمشة ستشاهد سلال كبيرة وفي كل واحدة منها قماش مختلف: هناك الجينز والحرير والكتان بحيث تختار المرأة القماش الذي تراه يناسب ما تود إنجازه كذلك نستفيد من جزئيات بقايا الأقمشة في البنك».

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً