قال أستاذ القانون المدني في جامعة البحرين صبري خاطر إن تقرير موت الدماغ مرتبط بالاستفادة من الأعضاء البشرية للمرضى وإنقاذ حياتهم واقترح تشريع نص يتم من خلاله تقرير موت الإنسان من خلال تقرير تقدمه لجنة طبية يُشهد لها بالكفاءة والنزاهة والتقوى والعلم والبعد عن تجارة الأعضاء.
وأوضح خاطر خلال الأمسية التي نظمها الملتقى الأهلي الثقافي مؤخرا عن «الموت الدماغي» والتي تغيب عنها المتحدثون الآخرون من التخصصات الأخرى «المسألة دقيقة ولكنني كقانوني لست مع القول إن الإنسان يموت بمجرد تلف المخ، ويعد الإنسان ميتا بناء على تقرير طبي من لجنة يؤكد أن الإنسان ميتا ولن يعود إلى الحياة، وقد يكون هناك تساؤل بأن التقدم الطبي قد يساعده على العودة إلى الحياة وأنا لا أضع الحقيقة مع الاحتمال في كفين متوازيين، والأفضل أن نأخذ بالحقيقة على الاحتمال».
وواصل خاطر «هذه اللجنة إذا نظمت بصورة قانونية صحيحة ممكن بعد ذلك أن نقرر ولكن هناك مشكلة قانونية عويصة؟ وهي لمن هذا الميت؟ ملك من؟ هل الأعضاء البشرية تعتبر ملكا أم لا؟ هذا أثار جدلا والجواب من القانونيين والأطباء أن الأعضاء لا يمكن أن نقول إنها ملك ولكن نقول الملك لله فهو تعالى يملك كل شيء، ويجب أن نضع الهدف من اللجنة نصب أعيننا وهو أن نحيي نفسا بشرية».
وبين أستاذ القانون المدني في جامعة البحرين «إذا كان التوجه نحو إحياء نفس بشرية فيجب أن نأخذ مع قرار اللجنة الطبية بموافقة الورثة ولا يمكن أن نتجاوزهم في كل الأحوال، وقد تكون هناك جرأة في طرحي لهذا الرأي وقد يهاجمني أحد، فأنا أوافق على أخذ ثمن مقابل البيع، الكثير من القوانين توافق على التبرع ولا توافق على البيع، الآن الكثير من القوانين توافق حتى على التبرع ولا توافق على البيع، التبرع تصرف ونقل ملكية والتبرع والبيع نفسه فلماذا لا تتم الموافقة عليه؟، وإذا قلنا بيع فهل يعني ذلك أن نكفر؟ وهذا ليس تجارة، إذا كان مبلغ من المال لورثته، قد لا يقبل الكثيرون ذلك ولكنني لا أجد مبررا بين التفرقة بين التبرع والبيع، والفكرة أن البيع قد تدفع للمراهنة على جسم الإنسان وإدخاله في التجارة وجسم الإنسان من القدسية وأكرمه الله ولا تجوز التجارة به ولكن في القانون نفرق بين البيع التجاري والبيع المدني، المسألة القانونية ترتبط بالفقه الإسلامي ولا يخرج عنه ومسألة الموت والحياة مستحيل أن نخرج بها عن الفقه الإسلامي».
وأشار إلى أنه لا يجب الاستعجال في تقرير الموت وفي الوقت نفسه الالتفات إلى أن هناك من المرضى من يحتاجون إلى الأعضاء البشرية التي تنقذهم من الموت.
كما تناول بإسهاب خلال الأمسية علامات الموت وبداية نشوء فكرة الموت الدماغي في فرنسا وموقف بعض الدول منها، كما تطرق إلى دماغ الإنسان ومكوناته.
العدد 2471 - الخميس 11 يونيو 2009م الموافق 17 جمادى الآخرة 1430هـ