بدأت رحلتها في عالم الابتكار والاختراع عندما كانت في السابعة من عمرها، حيث حوّلت الوقت المقرر للألعاب والدمى، إلى وقت للاختراع والابتكار، فبدأت بمساعدة والديها باختراع أجهزة مختلفة، الواحد تلو الآخر، حتى وصلت إلى 10 اختراعات، أتمتها بنجاح، وحازت في العام الماضي (2015) على وسام أصغر مخترعة إماراتية منحه إياها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
تلك هي فاطمة الكعبي، التي تُعد أصغر مخترعة في الإمارات، وكان لها حضورها في فعالية المنصات الاجتماعية بالمنتدى الدولي للاتصال الحكومي بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث نقلت تجربتها في الابتكار لعدد من الحاضرين في المنتدى.
الكعبي تحدثت لـ «الوسط» عن حصولها على لقب أصغر مخترعة في الإمارات، وقالت إنه جاء من خلال مبادرة أوائل الإمارات، التي أقيمت العام الماضي، وكرمها سمو الشيخ محمد بن راشد. وتطمح الكعبي إلى أن تصبح وزيرة للشباب أو للابتكار في المستقبل.
وأوضحت أنها قدمت 10 اختراعات منذ أن كانت في السابعة من عمرها وحتى الآن، فيما تعمل الآن على إنجاز اختراعين جديدين.
وعن أبرز اختراعاتها العشرة، بيّنت أن «الأبرز هو اختراعان يفيدان فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهما طابعة المكفوفين، والحزام الأصم، الأول طابعة تشبه الطابعات المتوافرة في الأسواق، ولكنها تعمل بنظام برايل، وحجمها أصغر واستعمالها أسهل، وسعرها أقل، وأعمل على جعلها أول طابعة في العالم». وأضافت «من خلال هذه الطابعة لا يضطر الكفيف إلى الكتابة، بل يقول الكلام الذي يريده وهي تكتب الكلام». وأفادت بأن حجمها لا يتجاوز حجم كف اليد، وسعرها قليل مقارنة بالطابعات الأخرى.
وفيما يتعلق بالاختراع الثاني، أشارت إلى أنه «الحزام الأصم» عبارة عن حزام يشبه الحزام العادي الذي يرتديه أي شخص، إلا أن فيه جهاز يجعل الشخص الأصم يشعر بوجود أحد يتحدث على أحد جانبيه الأيمن أو الأيسر، إذ يهتز الحزام ليشعر الأصم بوجود من يتحدث إليه.
ولفتت إلى أنها تعمل على اختراعين جديدين، «الأول يوفر مصدراً جديداً للطاقة في الإمارات، والآخر قطعة توضع على مقود السيارة وتمنع السائق من استخدام الهاتف أثناء القيادة».
وأوضحت أن هذه القطعة تصدر صوتاً مزعجاً عندما لا تكون يد السائق على المقود، ويستمر الصوت إلى أن يعيد السائق يده.
ونبّهت إلى أن هذه الاختراعات مازالت في مرحلة التصنيع البدائية، وقد تأخذ شكلاً أفضل عندما تتبناها إحدى الشركات المختصة.
وبسؤالها عمّن يشجعها على الابتكار، أجابت بالقول: «أمي وأبي هما من يشجعاني على ذلك، ويوفران أية قطعة أحتاجها، وأية دورات تدريبية أود التسجيل فيها أو زيارة أية مصانع، إلى جانب دعم حرم حاكم الشارقة صاحبة السمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، فأنا أتواصل معها دائماً، وهي تحفزني على الاستمرار لأكون فخراً للإمارات».
ورداً على سؤال عن طموحها لتصبح وزيرة شباب أو ابتكار، قالت: «الإمارات علمتنا ألا نقبل إلا بالمراكز الأولى، ولذلك أريد أن أكون جزءاً كبيراً في تطوير الإمارات، وتطوير الشباب وجيلي في المستقبل، وأحاول الاستعداد لهذا المنصب من الآن، وسأكون جاهزة له عندما يصل عمري إلى نفس عمر وزير الشباب الإماراتية شما المزروعي، وهو 22 عاماً».
وأشارت إلى أن من بين الصعوبات التي واجهتها مع بداية رحلتها في الاختراع والابتكار، هو عدم توافر دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال، وهي التي أصبحت متوافرة في الإمارات.
الكعبي التي تطمح للوصول باختراعاتها إلى العالمية، وترى أن حكومتها هي من ستوصلها إلى ذلك، أشارت إلى أنها عرضت اختراعاتها في إندونيسيا، وتحديداً في «أولمبياد الروبوت العالمي»، وأيضاً في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، وفي الكويت، ودول أخرى، مؤكدة أن «الهدف من ذلك هو نشر المعرفة والخبرة التي أمتلكها حتى لو كانت بسيطة، وكذلك أستفيد من خبرات الآخرين».
ولم تخفِ الكعبي أن اختراعاتها تؤثر على دراستها، غير أنها تسعى إلى التعويض من خلال الحصول على الكتب والمواد الدراسية من الإنترنت. وأكدت «أسعى لأن أجعل دراستي أهم من اختراعاتي».
ونصحت من في عمرها بأن يطلقوا أحلامهم من الآن، ولا يؤجلونها أكثر، قائلة: «نصيحة لمن في عمري بأن يطْلِقوا أحلامهم من الآن، ويعملون على تحقيقها لتصبح حقيقة في المستقبل، ومن الخطأ تأجيل هذه الطموحات الآن حتى يكبروا».
العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ