أبوي وتاج راسي، لم تكن يوماً مجرد أبي، أنت كنت شرياني، ودمي، كنت تجري في جسدي. أنت يا من تستقبل الجميع بالابتسامة والترحاب، اليوم أريد أن أٌقبل رأسك وألمس كفيك، وأضعهما على خدي لأنعش قلبي وروحي بحبك. لكنني لا أجدك، أين أنت، لا أريد شيئاً إلا أن أخبرك بما نسيت أن أعلمك به، أريد فقط أن أخبرك أنك أغلى من الروح ويصعب عليّ أن أكون حيث أنت لا تكون.
أريد أن أعوض كل اللحظات التي فاتتني من دون أن أكون قربك، على رغم أنني لم أبتعد عنك أبداً وكنت توأم روحك في مرضك، إلا أن الدقائق التي غبت فيها عن ناظري أريدها أن تحضر لأبحث عنك وأجدك وأقبل يديك وقدميك واحضن تفاصيل جسدك، الذي على رغم التعب إلا أنه كان وفياً وكريماً مع البعيد والقريب.
ودعتك يا والدي، وسكنت روحك السماء - رحمك الله - وبقيت أنا هنا أرى الأشياء رمادية، غابت الألوان عن كل شيء، لم تعد التفاصيل كما كانت، وكأن النور الذي كان يضيء حياتي انطفأ. نتأمل الكرسي كل ليله في شهر رمضان حيث تجلس بابتسامتك الرائعة التي تستقبلنا فيها وترحب فيها بمن يدخل البيت.
أنت كنت تضيء المكان بهيبتك، ملأته حباً وكرماً وحكمة، فعاشت قلوب من حولك تتنفس هذا الحب.
كنت يا والدي - رحمك الله - كريماً سخياً لا يغلق لك باب، وفياً للقريب والبعيد، حتى من لا تعرفه، لا تعني لك الدنيا شيئاً، كنت ترى الأمور بحكمة، وروية، كنت قوياً بعزة نفسك شامخاً تحمل قلباً رقيقاً شفافاً لا يعرف معنى الكره، ولا يرى سوى الحب والوفاء.
أبي... سعيد أبووليد. كنت تعرفني جيداً كنت أنا توأم روحك كنت تقرأ ملامحي جيداً. لا أستطيع أن أخفي عنك شيئاً، ترى كل شيء على وجهي وتبادرني بالسؤال، تتفقدني لو غبت عنك كنت أسافر للعمل من حين لآخر، ومؤخراً. أصبحت تقول لي إنك تفتقدني وإنك تضيع من دوني فقلت تحركاتي من أجل ألا أكون بعيدة عنك، حبيبي أبي. كنت، تريدناً أن نكون مبتسمين دائماً، نفرح بكل شيء، ولا يعكر صفو حياتنا أي أمر، هكذا تعودت لا تبخل بشيء...
يحمل يا والدي قلبك البياض، لا يعكره شيء، حتى الإساءة تقابلها بالإحسان، علمتنا السير على درب المحبة والكرم والتسامح وعزة النفس، أصبحنا نشبهك، تتقدم الناس في كل خير، تقف عوناً لهم، ولا تنتظر شيئاً من أحد، تعودت على العطاء بلا حدود.
يا أبي الغالي، أقول لك إني أفتقدُكَ كما لم أفتقد شيئاً من قبل... أفتقدُ النظرَ إلى عينيك... وأفتقدُ صوتَكَ الحنون وأنت تناديني افتقد حديثك الذي كان يُدغدُغ مسامعي...
كم اشتقت إليك يا أبي، أصبحت أراكَ في كل الوجوه... وأرى كلَّ الوجوه أنت... ترتسمُ ابتسامة على شفاهي بمجرد التفكير بكَ و ذكرياتنا معا... أفتقدُك بكلِّ المعاني... بكل جوارحي ونبضات قلبي التي كانت تدقُّ بفضلِ وجودك معي...
فقدناك يا والدي - رحمك الله - جسداً لكنك تسكن القلوب، حتى من لا يعرفك سكنت قلبه وملأت حياته.
قد تكون بعدك الأماكن خالية، لكن طيبتك وكرمك يعطرانها، ستظل حاضراً وإن غبت، رحمك الله يا أبي يا أبا وليد وأسكنك فسيح الجنان، وغمرك بالنعيم وجعلك في أعلى جناته.
نضال السلمان
العدد 5032 - الخميس 16 يونيو 2016م الموافق 11 رمضان 1437هـ
عمي الغالي
رحمه الله لك يا صاحب القلب الابيض
كم يؤلمنا فراقك ولكن يصبرنا ما نسمع الناس يتكلمون عنك فيه فانت كنت نعم الرجال تساعد القريب و الغريب
رحمه تلله لك يا اطيب الناس و افضلهم
الله يرحمه
كان رجل معروف بالشهامة فقدته المنامة و البحرين
الله يصبركم جميعا
نعم هذه هي الحياة كل إنسان مهما عاش فمصيره الموت وكل من نحب لا بد من فراقه يوما ما .. كان خبر مرضك عمي الغالي صدمة اعتصر القلب الما بها ولهج اللسان بالدعاء لك عمي الغالي الكريم في أخلاقه وتسامحه مع الجميع وصبره وتحمله. .. حبيبي عمي ملك قلوب الجميع بحسن تعامله ورقي أخلاقه
كم هو مؤلم رحيلك.... رحم الله ضحكة لا تنسى وبسمة لا تغيب عن البال
نجلاء