أوضحت شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو)، أنها تناقش مع هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) الأسعار التي تفرضها على الهاتف الثابت في المملكة، بعد أن اشتكت «الهيئة» من أن أسعار الهاتف الثابت هي أقل من كلفة الخدمة، ولكن في الوقت نفسه فإن احتساب الشركة للمكالمات غير منصف.
وأبلغ سكرتير مجلس الإدارة والمتحدث باسم الشركة أحمد جناحي «مال وأعمال»، ردا على استفسار بشأن طلب الهيئة، المسئولة عن تنظيم قطاع الاتصالات في البحرين، أن الشركة «ترحب بطلب الهيئة وستكون هناك مشاورات معها للوصول إلى صيغة تكون في مصلحة المواطن والمشتركين وكذلك المملكة بشكل عام».
وأضاف «كانت (بتلكو) تدعم أسعار الهاتف الثابت على مدى السنوات الطويلة الماضية، وان الكلفة هي أعلى من الخدمة المقدمة، وحافظت الشركة على سعر الهاتف الثابت بهدف أن تكون البحرين وجهة لأصحاب الأعمال، واستقطاب الشركات التي تساهم في دعم وتنشيط الاقتصاد المحلي».
ولم يفصح جناحي عن الخطوات التي ستتخذها الشركة، وهي المزود الرئيسي لخدمة الهاتف الثابت في البحرين، لكنه قال «لا يمكن التحدث عن هذه الإجراءات قبل الوصول إلى اتفاق مع الهيئة».
وتتركز شكوى «الهيئة» على انخفاض سعر إيجار خط الهاتف الثابت الذي تقدمه «بتلكو» والبالغ زهاء 1,160 دينار بحريني، وهو سعر أقل من الكلفة التي تتحملها الشركة لتوفير الخدمة إلى المشتركين، لكنها في الوقت نفسه تحتسب المكالمات بالدقائق مثلها مثل بقية شركات الاتصالات في المنطقة، وليس بالثواني كما تفعل دول الاتحاد الأوروبي.
ورأى محللون، أن الهيئة تريد من «بتلكو» زيادة سعر إيجار خدمة الهاتف الثابت، لكن عليها احتساب المكالمات بالثواني بدلا من الدقائق، الأمر الذي سيساهم في توفير المنافسة لبقية الشركات في هذا المجال.
وأضافوا أن «بتلكو»، وهي المزود الرئيسي لخدمات الاتصالات، لاتزال تسيطر على السوق في هذه الجزيرة الصغيرة على رغم دخول شركات في منافسة، إذ إنها تسيطر على نحو 90 في المئة من خدمات الانترنت، وأكثر من ذلك في الهاتف الثابت، ونحو 50 في المئة من خدمات الهاتف المتنقل، بينما تتقاسم شركات الاتصالات الأخرى النسبة الباقية.
ومعظم شركات الاتصالات العاملة في البحرين والبالغ عددها نحو 17 شركة تعتمد في نشاطها بشكل رئيسي على «بتلكو» في تقديم خدماتها.
وتشترط «الهيئة» في الوقت الحاضر على «بتلكو» الحصول على الموافقة بشأن أسعار التجزئة التي تعرضها قبل طرحها في السوق.
وأصدرت مسودة ورقة «لإعادة موازنة خدمات الخطوط الثابتة، وتدعو الهيئة شركة (بتلكو) إلى تقديم مقترحها في كيفية عزمها التعامل مع إعادة موازنة خدمات الخطوط الثابتة لموافقة الهيئة عليها. إن السعر الذي تفرضه الشركة لإيجار الخطوط الثابتة لم يتغير منذ أكثر من 17 عاما وهو على الأرجح لا يعكس التكاليف المحتملة».
ونسب البيان إلى مدير عام «الهيئة» ألن هورن، قوله «إن النفاذ عبر الخطوط الثابتة إلى منازل الزبائن والشركات بأسعار مدعومة لا يشجع الاستثمار في بناء بنية تحتية جديدة، مثل الألياف الضوئية وخدمات البرودباند اللازمة لتحقيق هذا الهدف».
وأضاف «يؤدي الإخلال بأسعار التجزئة إلى مؤشرات سعرية غير صحيحة لدخول السوق والاستثمار وتنمية المنافسة فيها، وهذا يضر في نهاية المطاف بمصلحة المستخدمين على المدى البعيد، ولذلك تسعى الهيئة إلى الحصول على مقترحات من شركة (بتلكو) لتعديل أسعار إيجار الخطوط الثابتة والمكالمات المحلية تدريجيا لتتوافق مع كلفة توفير هذه الخدمات».
وبيَّن هورن أن «البحرين تظل واحدة من البلدان القلائل التي لاتزال تفرض أسعارا مقابل إجراء المكالمات التي تستغرق ثلاث دقائق، على رغم أن هذه المكالمة قد تستغرق ثواني معدودة».
وقال البيان «من المهم أن يكون لدى (بتلكو) ما يكفي من المرونة لتطوير المزيد من العروض المبتكرة وإجراء التعديلات المناسبة على الأسعار مع توفير المنافسة المناسبة وحماية المستهلك».
والجدل الذي أثارته «الهيئة» مع «بتلكو» هو الأخير في سلسلة طويلة من النزاعات بين الجانبين والتي بدأت منذ أن فتحت البحرين قطاع الاتصالات للمنافسة في نهاية العام 2003، منهية بذلك احتكار «بتلكو» للخدمة دام زهاء عقدين، ودخول شركات كبيرة في السوق أهمها «زين البحرين».
ومع اقتراب دخول مشغل ثالث للهاتف المتنقل، وهي شركة الاتصالات السعودية، ينتظر أن تزيد الهيئة الضغوط على «بتلكو»، المملوكة بنسبة 75 في المئة إلى حكومة البحرين، بهدف السماح للشركات الأخرى الاستثمار في البنية التحتية لهذا القطاع المهم.
وتعمل شركة الاتصالات السعودية بجد على التجهيزات من ضمنها الموقع وشبكة الاتصالات وطلبات الأجهزة، وكذلك المقر الرئيسي بهدف بدء نشاطها في سوق المملكة قبل نهاية العام الجاري.
وكانت الشركة قد تسلمت من «الهيئة» رخصة المشغل الثالث للهاتف النقال بعد فوزها في مزاد طرحته الأخيرة وقدمت فيه الشركة السعودية عرضا ماليا بلغ 86,7 مليون دينار (230 مليون دولار)، منهية بذلك الإجراءات الرسمية لتصبح ثالث شركة ستقدم خدمة الهاتف بعد «بتلكو» و «زين البحرين».
وكان مسئول في «بتلكو» قد بيَّن أن دخل الشركة من الهاتف المتنقل يبلغ 65 في المئة، لكن من بطاقات سمسم 51 في المئة. أما خدمات الانترنت فتبلغ حصة الشركة نحو 81 في المئة في حين لا يوجد منافس لها في الخطوط الثابتة والتي يبلغ عددها 204 آلاف مشترك. ودخلت «بتلكو» في شراكة مع «Millennium Private Equity»، إحدى هيئات الخدمات المالية في دبي، لتشكيل شركة «Batelco Millennium India» المحدودة لشراء أسهم شركة S Tel.
وتعد السوق الهندية ثالث أكبر سوق لخدمات الهاتف النقال في العالم، إذ تنمو نسبة انتشار الخدمة بنحو 10 ملايين مشترك شهريا. وبحسب الرئيس التنفيذي لمجموعة «بتلكو» بيتر كالياروبولوس، فإن نحو 15 مليون مشترك دخل سوق الهاتف النقال هذا العام.
العدد 2470 - الأربعاء 10 يونيو 2009م الموافق 16 جمادى الآخرة 1430هـ