كيف يستفيد المطور العقاري من الصناديق العقارية؟ أصبح هذا السؤال مهما جدا، وخصوصا بعد صدورها، كما للسؤال أن يُسأل بشكل عكسي أي، كيف للصناديق العقارية أن تستفيد من المطورين العقاريين؟
الإجابة عن هذين السؤالين تحددها أولا خطوط عريضة للعمل بين المطورين والشركات المالية، أو البنوك الاستثمارية التي تطلق الصناديق، وآلية التعاون، ونطاق عمل كل منهما، فمن المهم أن يكون المشروع العقاري المراد فتح الصندوق عليه واضح الأرباح، ومدة التنفيذ، ويمكن تلخيص الخطوط العريضة المهمة لاختيار المشروع العقاري بما يأتي: مدة الصندوق طويل الأجل أو قصير الأجل، دراسة جدوى من المشروع العقاري، العائد على الاستثمار (عائد المشروع السنوي) (IRR)، سمعة المطور (خبراته السابقة)، التقييم العادل لسعر الأرض التي تبنى على أساس العائد وقيمة المقارنة، نوعية المشروع العقاري (باختيار المشروع عبر دراسة جدوى واقعية)، نسبة مشاركة المطور في الصندوق، فهي تعطي نوعا من الصدقية للمشروع، وسرعة التخارج أو التصفية (باختيار المشروع بحجم يمكن تصفيته خلال فترة زمنية محددة).
كل ما سبق هي عناصر أساسية ومهمة لكلٍ من مطلق الصندوق والمستثمرين (المكتتبين) في الصندوق والمطور العقاري لمشروع الصندوق وللمستفيد النهائي من مشروع الصندوق، وجميعها متكاملة يصعب أن نترك واحدا أو نتجاهلها.
لا يطلق الصندوق العقاري إلا بموافقة الشركة المالية التي تحتاج إلى عناصر مهمة لأخذ موافقة هيئة سوق المال كما أنها بحاجة إلى متطلبات من دراسة الجدوى لإقناع المكتتبين في الصندوق الذين يحتاجون إلى مطور ذي سمعة وخبرة جيدتين، والمطور بحاجة إلى أن يكون المشروع منطقيا ومدروسا ليقوم بتصريفه على المستفيدين بشكل سريع، وهم يحتاجون إلى مشروع يفي باحتياجاتهم ومتطلباتهم ليتم إنجاح الصندوق أخيرا، وتصريف وحدات المشروع العقاري وتوزيع الأرباح على المكتتبين.
فلن يكون الهدف من أي صندوق المضاربة في العقارات؛ لأنها تعتبر مخاطرة كبيرة، كما أنها مرفوضة من قبل هيئة سوق المال وكذلك هي غير مفيدة (أي المضاربة) للسوق العقارية فهي ترفع من أقيام العقار بطريقة غير واقعية. وبالعودة إلى السؤال الرئيسي يجب على كل مطور عقاري أن يبدأ بخطوات علمية لكي يستفيد من الطفرة المقبلة، وذلك بتنظيم أوراقه الداخلية ويتسلح بالاحترافية في العمل ويضع أمام عينيه حاجة السوق والمستفيد النهائي لأي مشروع يرغب في تطويره، ويكون منطقيا في الأرباح التي يرغب في الحصول عليها، وسيجد أن كثيرا من المشاريع العقارية تحتاج إليها السوق اليوم بسبب قلة العرض وزيادة الطلب ولكن يجب أن يدرس بشكل كامل الشريحة التي يرغب في استهدافها، كما يجب أن يملك دراسة واقعية للجدوى الاقتصادية، وخطة عمل واضحة، ودراسة تسويقية للمشروع، وجميعها ستجعله مرحبا به كمطور وبمشروعه لدى جميع الشركات المالية والبنوك لفتح صندوق عقاري لها، كما أنها ستكون مرحبة أيضا من قبل المستثمرين في تلك الصناديق.
العدد 2470 - الأربعاء 10 يونيو 2009م الموافق 16 جمادى الآخرة 1430هـ