توصل العلماء في دراسة نشرتها مجلة «نيتشر غينيتكس» إلى اكتشاف أسباب حصول الصداع النصفي أو داء الشقيقة وإصابة أشخاص به دون غيرهم، وشكلت الدراسة علامة فارقة لفهم هذا المرض المنتشر بشكل كبير، ولا تعد أسبابه مفهومة بشكل جيد.
الصداع النصفي أو داء الشقيقة هو مرض منتشر بشكل كبير في أنحاء العالم، وأسبابه ليست معروفة تمامًا. لكن أحد العوامل المعروفة هو أن الشرايين الصدغية تنقبض في البداية ثم تتمدد فجأة، ما يسبب آلامًا في الرأس تتفاوت شدتها من شخص إلى آخر.
ووفقا لصحيفة «دي فيلت» الألمانية فإن العلماء استطاعوا بعد دراسات مطولة شملت 375 ألف شخص من أوروبا وأميركا وأستراليا أن يكشفوا سر الإصابة بهذا المرض، والذي يعاني منه حوالي 1 من كل سبعة أشخاص على سطح الأرض بحسب الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر غينيتكس» العالمية، والتي أشرف عليها فريق دولي متخصص بالبحث الجيني حول الصداع النصفي.
أسباب المرض
وفقاً لصحيفة «ميركور» الألمانية فإن العلماء استطاعوا التوصل إلى إجابة للسؤال المتكرر وهو أسباب حصول هذا المرض وانتقائه لأشخاص دون غيرهم، ووفقا للصحيفة الألمانية فإن الجينات كانت العامل المؤثر الأبرز للإصابة بهذا المرض، حيث حدد العلماء 38 جيناً لهم دور في الإصابة بهذا المرض، وشدة الألم المصاحب. ويأمل البروفيسور هارتموت غوبل، من مركز معالجة الآلام في مدينة كيل الألمانية والباحث المشارك في الدراسة الدولية أن توفر معرفة هذه الجينات على علاج فعال مستقبلي لداء الشقيقة. واستنادا إلى نتائج جديدة يأمل العلماء الآن تطوير علاجات وعقاقير مصممة خصيصًا لمن يعانون من الصداع النصفي.
علامة فارقة لفهم المرض
يقول الباحث الألماني: إن هناك اضطراباً في الدورة الدموية الدماغية وبالتالي مسئولة عن ظهور الصداع النصفي. ويضيف «الشرايين تزود الخلايا العصبية في الدماغ بالأكسجين والطاقة. وهذه الوظيفة مهمة جدا للعصب، إذ إن أي تعطيل مؤقت لهذا الأمر، يسبب نوبات الصداع النصفي».
ويرى العلماء أن هذه الدراسة الجديدة هي علامة فارقة لفهم الصداع النصفي، إذ إنه كلما استطاع العلم معرفة الآلية المصاحبة لهذا المرض كانت معالجته أسهل. وكانت هناك العديد من النظريات والنماذج القديمة التي حاول الأطباء فيها شرح أسباب حصول الصداع النصفي. حيث كان يعتقد أن التهاب الأنسجة العصبية في الدماغ هو سبب هذا المرض الذي يصيب النساء أكثر من الرجال، حيث يصيب امرأة من كل ست نساء، ورجلاً من كل ثمانية، ويشكل سبباً رئيسيًّا للتغيب عن العمل. والجينات الجديدة التي حددت في الدراسة تعزز فرضية أن ثمة خللاً في عمل الجزيئات المكلفة بنقل الإشارات بين الخلايا العصبية للدماغ، يساهم في الإصابة بنوبة صداع نصفي على ما أكد الباحثون، ويضاف إلى ذلك أن معرفة اثنين من هذه الجينات تعزز أيضاً فرضية أي دور محتمل للأوردة في الإصابة بالصداع النصفي، وبالتالي الكشف عن اضطراب محتمل في تدفق الدم.
العدد 5060 - الخميس 14 يوليو 2016م الموافق 09 شوال 1437هـ