العدد 5080 - الأربعاء 03 أغسطس 2016م الموافق 29 شوال 1437هـ

ازدهار في الطلب على بناء «السرداب» في المنازل

منافع عديدة لا يقدرها الكثيرون... وتخوف مبالغ فيه من الكلفة

استخدامات عديدة للسراديب في الدول المجاورة ومن بينها كمجالس وقاعات مناسبات وأغراض الترفيه
استخدامات عديدة للسراديب في الدول المجاورة ومن بينها كمجالس وقاعات مناسبات وأغراض الترفيه

على رغم أن بناء السراديب في المنازل ليس ظاهرة منتشرة كما في بعض الدول المجاورة، إلا أن البحرين تشهد زيادة مطردة في التوجه إلى هذه الحلول المعمارية والتي توفر مساحات إضافية للأراضي وتخصص لمختلف الأغراض.

والسراديب كفكرة قديمة، انتشرت في المنطقة العربية خصوصاً في العصر العباسي، إلا أنه في العصر الراهن فإن الحاجة لذلك للسراديب تختلف من عائلة إلى أخرى أو من مبنى أو لآخر، فمثلاً بعض المباني الصغيرة تحتاج إلى مواقف سيارات وخصوصاً إذا مساحته صغيرة أو بعض المنازل الصغيرة من الصعب أن تتسع المساحة لقاعة مناسبات.

وقال صاحب مؤسسة المقاولات، عبدالعزيز الشملان إن البحرين تشهد نمواً في الطلب في السنوات الأخيرة على بناء السراديب تحت المنازل.

وأوضح الشملان أن الكثير من الخرائط التي تصله من الزبائن تحتوي على غرفة مصعد أو طابق تحت الأرض (سرداب)، وقال: « قبل أعوام لم يكن هناك تقبل لفكرة أن تكون هناك غرفة مصعد وكانت الفكرة تقابل بالسخرية بوجود المصاعد في المنازل، الآن أصبحت ذلك اعتيادياً».

وأوضح أنه في فترة التسعينيات وبداية حقبة الألفين لم تكن تجد في البحرين سراديب كثيرة في المنازل، لكن الآن يبدو أن التوجه ينتشر بشدة وحتى وصل الأمر إلى المآتم والمنشآت الدينية التي تستفيد من الأرض ببناء سراديب لاستخدامات مختلفة.

وقدر الشملان كلفة السرداب بنحو 15 ألف دينار مع استخدام الطابوق بأعراض كبيرة لتطوير السرداب واستخدام الخرسانة المسلحة في الأرضية، لكن عند اعتماد خيار صب الخرسانة كجدران للسرداب فإن الكلفة سترتفع إلى نحو 20 ألف دينار.

ويبلغ عمق السراديب في منازل البحرين نحو 3 إلى 3.5 أمتار في وقت يتم التعامل مع أنواع من التربة على اختلاف أنواعها في البحرين.

ويقول الشملان إنه قام بتشييد سرداب لأحد الزبائن وكانت المياه تتدفق بعد الحفر بمسافة قليلة فتم اللجوء إلى المضخات وصب الخرسانة بعد وضع «طرابيل» من نوعية جيدة لعزل الماء عن الحفرة وبالتالي مواصلة تشييد السرداب.

ووجه المقاول نصيحة للبحرينيين «أنصح جميع المقتدرين ممن ينوون بناء منزل جديد أن يقوموا ببناء سرداب فهو مفيد جداً، وليس من الضروري أن يكون على مساحة المنزل بالكامل ويكفي أن يكون جزءاً منه ويستخدم كمساحة للضيوف أو المناسبات إذ يمتاز السرداب بقدرة أفضل على عزل الصوت».

ومن بين العوائق التي قد تصاحب عملية تشييد السراديب هي تصريف مياه المجاري عند تشييد حمام داخل السرداب إذ يكون منفذ تصريف المجاري في الأعلى وليس الأسفل؛ ما يمنع تصريف المياه.

ويقول الشملان عن ذلك: «هناك مضخات مخصصة تقوم بسحب مياه المجاري في الحمام الذي يقع في السرداب إلى الأسفل لكن هذه المضخات تكون مكلفة». ونصح الشباب في مقتبل العمر عموماً أن يبنوا المنازل على قدر إمكانياتهم وحجم الأسرة والاحتياجات عموماً.

تأثير بيئي

أما المهندس المعماري مهدي الجلاوي، فيشير إلى أن المجتمع بحاجة لمزيد من التوعية فيما يتعلق بمميزات السراديب وأثرها الكبيرة على المستويات المعمارية والبيئية والاجتماعية.

وفي الجانب المعماري، أوضح الجلاوي أن اشتراطات البناء في البحرين للمساكن تقتصر عادة على تشييد ثلاثة أدوار لكن مع وجود سرداب فإنه سيكون خارج هذه الاشتراطات؛ مما يوفر مساحة إضافية في الوقت الذي يشتكي البحرينيون من صغر مساحات الأراضي.

من جانب آخر، أوضح الجلاوي أن نزول أو صعود طابق واحد لا يعد كبيراً، فبالتالي قد يكون بناء سرداب أفضل من بناء طابق ثانٍ أو أكثر والذي قد يستدعي وجود مصعد وتكاليف إضافية.

الكلفة ليست كبيرة بقدر المنافع

ويرى المهندس المعماري أن البعض يبالغ، حين يتخوف من سعر تشييد السرداب داخل المنزل، وبحسبه بسيطة، يقول الجلاوي إن السعر هو عادة مرة ونصف المرة إلى سعر الطابق، بمعنى لو أن الطابق يكلف 10 آلاف فإن السرداب سيكلف 15 ألف.

وشدد على أهمية السرداب من الناحية البيئية، إذ يعد السرداب أبرد في الصيف وأدفأ في الشتاء؛ ما يعني توفيراً في الطاقة، كما أن بناء سرداب لا يتطلب عوازل كما هو الحال في الطوابق العلوية.

ولم يغفل الجلاوي الفوائد الاجتماعية التي تعد من أهم الأشياء ومن بينها استخدام السراديب في الاستخدامات الوظيفية الاجتماعية إذ تستخدم كمساحة للتنفيس والهوايات أو كمجالس عامة وللاجتماعات العائلية بل حتى استخدامها كمساحة للعب الأطفال، لافتاً إلى أن السراديب المنتشرة بكثرة في المنطقة الشرقية تستخدم في كثير من هذه الأهداف التي تفيد المجتمع.

وعلى رغم الصعوبات الهندسية التي تتعلق بالمنسوب المائي عند عملية الحفر أو تركيبات المجاري، إلا أنه الجلاوي رأى أنها صعوبات بسيطة ويمكن التغلب عليها.

وأوضح أنه في الفترة الأخيرة شهد طلباً أكثر على تشييد السراديب، إذ ينتظر الناس عادة ليروا تجارب الآخرين، لكنه شدد إلى أهمية التوجه لإنشاء السراديب في البحرين.

العدد 5080 - الأربعاء 03 أغسطس 2016م الموافق 29 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً