قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن وقف الاستيطان في الضفة الغربية سيجعل منها منطقة «مطهرة من اليهود» وفق تعبير نازي، على ما أفادت رئاسة الحكومة أمس (الجمعة).
وقال نتنياهو الاثنين لشتاينماير «ليس من المشروع جعل يهودا والسامرة (الضفة الغربية) منطقة مطهرة من اليهود»، فيما اكتفى وزير الخارجية بهز رأسه، بحسب المصدر.
وهي المرة الأول التي يستخدم فيها رئيس وزراء إسرائيلي هذا التعبير الذي يشبه به المطالبة بتفكيك المستوطنات بالحملة النازية ضد اليهود. وكان مستوطنون متطرفون ومجموعات يهودية قومية متطرفة اتهمت الحكومة خلال حملة لتفكيك مستوطنات غزة فشلت في صيف 2005 بالسعي إلى جعل غزة «منطقة مطهرة من اليهود».
واعتبر السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا، افي بريمور، متحدثا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن «استخدام هذه العبارة غير مقبول وعلى قدر خاص من الظلم لدى التوجه إلى وزير خارجية ألمانيا، البلد الذي يعارض أكثر من سواه الماضي النازي».
وأضاف الدبلوماسي السابق «لا أحد ولا حتى الفلسطينيين يطالب بجعل الضفة الغربية منطقة (مطهرة من اليهود). ومن المحتمل تماما أن يتمكن بعض اليهود من العيش فيها في المستقبل، ولكن ألا تبقى هذه المنطقة تحت السيطرة الإسرائيلية»، معتبرا أن كلام نتنياهو «يجعل محرقة اليهود مسألة متداولة بشكل عادي».
وكان شتاينماير اعتبر أن رفض «إسرائيل» وقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة سيسيء إلى آمال إحياء عملية السلام، بعد لقاء مع نتنياهو في القدس.
وفي بيروت، دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس، إلى استئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط ووقف عمليات الاستيطان الإسرائيلية، من اجل التوصل إلى إقامة «دولة فلسطينية مستقلة».
وقال كوشنير، إثر اجتماعه مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان «في المنطقة، هناك أمور تتحرك، هناك (...) دول مثل سورية والسعودية تتقارب... إنما في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، لا يوجد تقدم».
وأضاف «لدينا آمال كثيرة بحصول تقدم، أي الوصول إلى دولة فلسطينية تعيش بسلام، دولة فلسطينية قابلة للاستمرار، مستقلة تعيش بسلام إلى جانب الدولة الإسرائيلية».
وتابع «لذلك، لابد من وقف الاستيطان، وهو ما تطالب به فرنسا منذ زمن، واستئناف مفاوضات السلام والمفاوضات السياسية».
من جهة أخرى، قال مساعد بارز لرئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو، إن «إسرائيل» على استعداد للانسحاب من مناطق في هضبة الجولان، لكنها لن تتنازل عن أجزاء كبيرة من الهضبة في أي اتفاق للسلام مع سورية.
وقال مستشار الأمن القومي عوزي أراد، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» نشرت أمس الجمعة، «يجب أن تحصل (إسرائيل) على عضوية حلف شمال الأطلسي كجزء من اتفاق لإقامة دولة لتسوية الصراع مع الفلسطينيين».
وقال أراد، إن هناك توافقا للآراء في «إسرائيل» على ضرورة احتفاظها بوجود قوي في مرتفعات الجولان التي احتلتها في حرب 1967 وترغب سورية في استعادتها في إطار اتفاق سلام، وذلك لدواع استراتيجية وعسكرية ومتعلقة بتسوية الأراضي.
وأضاف أنه إذا كانت هناك أي حلول وسط بشأن الأرض فسيكون ذلك بأن تبقى «إسرائيل» في مرتفعات الجولان، بل وفي عمق الجولان، مشيرا أيضا إلى المصادر المائية في الهضبة.
فلسطينيا، قال المسئول البارز في حركة حماس محمود الزهار أمس، إن الوفد الأمني المصري الذي يجري مشاورات في رام الله يحمل مقترحات جديدة بشأن إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي.
وأضاف الزهار «تقول الإشارات إننا سنصل إلى اتفاق»، مشيرا في هذا السياق إلى أن الوفد المصري يحمل مقترحات جديدة لجسر الهوة بين موقف «فتح» و «حماس» ويناقشها في الداخل والخارج للوصول إلى إجابات محددة بشأن الحوار.
وأمنيا، استخدم الجيش الإسرائيلي الجمعة سائلا له رائحة كريهة جدا ضد مئات المتظاهرين الفلسطينيين والأجانب ونشطاء سلام إسرائيليين انطلقوا في مسيرة من وسط قرية بلعين باتجاه الجدار الذي يقول السكان إنه يصادر ما يزيد على نصف أراضيهم.
العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ