العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ

ساركوزي: أي هجوم لـ«إسرائيل» على إيران سيكون كارثة

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحافي عقده على هامش قمة مجموعة الثماني في لاكويلا الإيطالية، أن قيام «إسرائيل بشن هجوم من جانب واحد» على إيران «سيكون كارثة كبيرة». وقال: «على إسرائيل أن تعرف أنها ليست وحدها وأن تنظر إلى كل هذه الأمور بهدوء». من جانبه قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إن القوى الكبرى في مجموعة الثماني مجمعة على أنها لن تنتظر إلى ما لا نهاية رد إيران بشأن ملفها النووي. على الصعيد الداخلي استخدم إمام جمعة طهران المؤقت آية الله محمد إمامي كاشاني لغة تصالحية أمس إذ دعا السلطة التشريعية بأن تعمل من خلال الاستفادة من الخبرات المتوفرة على إصلاح قانون انتخابات رئاسة الجمهورية لأي حالة ترى فيها وجود إشكالية والمصادقة على قانون جديد في هذا المجال. وقال كاشاني إن الاحتجاجات على مزاعم تزوير نتيجة الانتخابات الرئاسية كانت مريرة ومؤلمة بالنسبة لإيران.



أوتاوا تستدعي القائم بالأعمال الإيراني... وخطيب طهران يستخدم لغة تصالحية ويدعو لإصلاح قانون الانتخابات

«الثماني» لن تنتظر طويلا رد إيران وساركوزي يحذر «إسرائيل» من مهاجمتها

لاكويلا، طهران - أ ف ب، د ب أ

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الجمعة)، إن القوى الكبرى في مجموعة الثماني مجمعة على أنها لن تنتظر إلى ما لا نهاية رد إيران بشأن ملفها النووي. من جهته حذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «إسرائيل» من مهاجمة طهران.

جاء ذلك في وقت استدعت فيه كندا القائم بالأعمال الإيراني على خلفية اعتقال صحافي في إيران.

وفي الداخل، أشاد إمام جمعة طهران المؤقت الشيخ إمامي كاشاني، بالمشاركة الشعبية المكثفة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، معتبرا أن المشاركة ستكون أروع في الانتخابات المقبلة.

وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني بإيطاليا «لن ننتظر إلى ما لا نهاية ونسمح بتطوير أسلحة نووية وانتهاك المعاهدات الدولية، ثم نستيقظ يوما لنجد أنفسنا في وضع أسوأ من دون التمكن من التحرك».

وأضاف «آمل أن يطلع القادة الإيرانيون على البيان النهائي لمجموعة الثماني ويلاحظوا أن موقف العالم واضح». وشدد الرئيس الأميركي أيضا على أن قمة لاكويلا ليست المنبر الذي سيفرض عقوبات جديدة على إيران، وقال «سنعاود تقويم الموقف الإيراني» خلال القمة المقبلة لمجموعة العشرين في سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة. وتابع أن «المجتمع الدولي قال إن ثمة بابا» يتيح إجراء حوار، وأن إيران «تستطيع عبوره بهدف خفض التوتر والانضمام في شكل كامل» إلى المجتمع الدولي. وقال أوباما أيضا «إذا اختارت إيران عدم عبور هذا الباب»، فإن هذا الأمر سيثير قلق دول مجموعة الثماني ورأى أن «دولا أخرى عدة ستقول (أيضا) إننا نحتاج إلى تجاوز مراحل إضافية».

من جانب آخر، قال الرئيس الأميركي، إن قادة مجموعة الثماني قلقون للغاية بشأن «الأحداث المريعة» التي تلت الانتخابات الإيرانية والخطر الذي تمثله إيران بالنسبة إلى الانتشار النووي.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، أن بلاده يمكن أن تخفض ترسانتها النووية في إطار نزع أسلحة عالمي من اجل إقناع إيران وكوريا الشمالية بالتخلي عن طموحاتهما النووية، بحسب ما ذكرت الصحف البريطانية أمس.

إلى ذلك، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمسكها بالخيار الدبلوماسي في التعامل مع الملف النووي الإيراني، على رغم ردود الفعل الرافضة من قبل طهران لعرض مجموعة الثماني بشأن التفاوض حول برنامج إيران النووي. على صعيد متصل، حذر الرئيس الفرنسي «إسرائيل» من شن هجوم عسكري ضد إيران. وقال ساركوزي في وقت متأخر من مساء الخميس، على هامش قمة الثماني، إن القيام بمثل هذا العمل العسكري ضد إيران سيكون «كارثة مطلقة».

وشدد ساركوزي على أهمية أن تتعامل «إسرائيل» مع الوضع بهدوء، مؤكدا في الوقت نفسه أن المجتمع الدولي سيواصل مساعيه الرامية إلى إيجاد حل للخلاف النووي مع طهران عبر المفاوضات.

وكان الرئيس الأميركي نفى التكهنات التي ذكرت أن واشنطن أعطت «إسرائيل» الضوء الأخضر لتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الكندي لورانس كنون الخميس، أن كندا استدعت القائم بالأعمال الإيراني في أوتاوا لمطالبته بإطلاق سراح الصحافي الإيراني - الكندي، نزيار بحري، المعتقل في إيران وتقديم إيضاحات بشأن مصيره. وقال الوزير في بيان «لقد استدعيت الأسبوع الجاري القائم بالأعمال (الايراني) في أوتاوا وطلبت منه حث السلطات الإيرانية على إطلاق سراح بحري وكررت الطلب الكندي لحصوله على زيارة قنصلية» وأن تحترم حقوقه.

وأضاف أن كندا طلبت «إيضاحات بشأن المزاعم ضد» بحري، موضحا أن اوتاوا ستواصل ممارسة ضغط على إيران في هذه القضية. وأوضح أن «بحري هو صحافي محترف وله خبرة وكان يقوم بعمله».

يشار إلى أن بحري، الذي يعمل لحساب مجلة «نيوزويك» معتقل في طهران منذ 21 يونيو/ حزيران «ولم يسمح له بتوكيل محامٍ»، بحسب المجلة. وفي السياق ذاته، جدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس في بيروت مطالبة إيران بالإفراج الفوري عن الفرنسية كلوتيلد ريس، معتبرا أن تهمة التجسس الموجهة إليها «واهية».

على الصعيد الداخلي، دعا إمام جمعة طهران المؤقت آية الله محمد إمامي كاشاني بلغة تصالحية، السلطة التشريعية بان تعمل من خلال الاستفادة من الخبرات المتوفرة على إصلاح قانون انتخابات رئاسة الجمهورية لأي حالة ترى فيها وجود إشكالية والمصادقة على قانون جديد في هذا المجال. وأشاد الشيخ كاشاني بالمشاركة الشعبية المكثفة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، معتبرا أن المشاركة ستكون أروع في الانتخابات المقبلة.

وأفاد مراسل وكالة «مهر» أن كاشاني أوضح في خطبته، أن العدو متربص بالشعب الإيراني ويحاول رصد عيوبه، مؤكدا أن التفتيش عن عيوب الآخرين سيؤدي في نهاية المطاف إلى السقوط الأخلاقي وتفكك المجتمع.

وتابع قائلا: «إن مشاركة 40 مليون مواطن في انتخابات رئاسة الجمهورية هي إحدى البركات المهمة جدا للثورة الإسلامية في إيران، لكن للأسف فقد وقعت أحداث بعد الانتخابات أدت إلى إدخال السرور على الأعداء».

وأكد كاشاني «ضرورة توخي الشعب لليقظة حيال مؤامرات العدو والمنافقين للإيقاع بين أبناء الشعب». وتطرق كاشاني في الختام إلى استشهاد السيدة المصرية المحجبة مروة الشربيني في احدى المحاكم بألمانيا من قبل احد العنصريين، موضحا أن «هذه القضية تبين أنهم يشعرون بالخطر من المسلمين، وبالنسبة لنا فهو تحذير بأن نولي الأهمية للإسلام وندرك أن الكفر عدونا». يذكر أن إيران استدعت السفير الألماني في طهران وسلمته مذكرة احتجاج على هذا «العمل غير الإنساني».

العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً