مازالت طوابير الانتظار الطويلة السمة البارزة للعابرين على جسر الملك فهد سواء بالنسبة لأولئك المتوجهين إلى المملكة العربية السعودية او أولئك العابرين إلى مملكة البحرين، ويشكل طابور انتظار شاحنات النقل على جسر الملك فهد مأساة حقيقية.
وقد نشرت صحيفة «الرياض» السعودية أمس (الجمعة) مطالبات لمستثمرين في مجال النقل البري بإنشاء منطقة خارج نطاق جسر الملك فهد لإنهاء المعاملات الجمركية بدلا من تكدس الشاحنات على الطريق والتي تمتد الى أكثر من 10 كيلومترات, إذ تذمر سائقو الشاحنات العابرة جسر الملك فهد من تكدس وازدحام الشاحنات المحملة بالبضائع والسلع المختلفة عند الطريق المؤدي الى الجسر لمدة تزيد عن خمسة أيام بسبب البطء الشديد في إنهاء الإجراءات الجمركية على الجسر.
ويلحظ الكثير من العابرين لجسر الملك فهد باتجاه البحرين الطوابير الطويلة من المسافرين، وقد يعتبر ذلك من الظواهر المعتادة كل يوم فيما لم تكن هناك أية حلول مطروحة لتلافي هذه المشكلة.
وأشار أحد سائقي الشاحنات إلى أنه يضطر إلى المكوث فترة تصل في بعض الأحيان لخمسة أيام متواصلة حتى يتمكن من عبور جسر الملك فهد ويضيف أنه يقطع الوقت في الطبخ وممارسة بعض الرياضات وكذلك الحراسة الليلية حتى لا يتعرض للسرقة وقد يشترك مع بعض رفاقه في تأدية المهمات نفسها.
وبينما يشير قائد شاحنة آخر يعمل في مجال نقل الرمل والحديد والأسمنت إلى أن التأخير الذي يحدث له لن يتضرر منه شخصيا طالما أن أصحاب تلك الحمولة يدركون تماما أن التأخير ليس بسببه وإنما بسبب أطراف أخرى، تشير المصادر إلى أن مشكلة تكدس الشاحنات على الجانب السعودي مرتبطة ببطء في إنهاء الإجراءات التفتيشية من قبل إدارات الجمارك في البلدين كما أن وقت دوام العاملين في الجمارك لا يتناسب أبدا مع الأعداد الكبيرة من الشاحنات التي تحتاج إلى تفتيش وإنهاء إجراءات عبورها إلى البحرين, مطالبين باتخاذ خطوات عملية وجادة لإنهاء المعاناة الإنسانية للسائقين المتضررين من هذه الظاهرة.
فيما دعا عدد من المستثمرين إلى ضرورة التنسيق بين الجانب السعودي والبحريني لزيادة أوقات الدوام لموظفي إدارة التفتيش الجمركي في الجانبين حتى يساعد ذلك على انسيابية حركة الشاحنات على الجسر، كما دعت إلى أن تكون عملية التفتيش الجمركي وفق نهج محدد تقع مسئولية تفتيش الشاحنات المغادرة للمملكة على الجانب البحريني، في حين تتولى الجمارك السعودية عملية التفتيش للشاحنات القادمة من البحرين، مشيرا إلى أن إجراءات التفتيش المعمول بها الآن يقوم بها مفتشو الجمارك في البلدين للشاحنات المغادرة والقادمة وهذا ما يسبب ربكة وازدحاما على الجسر.
من جهته، أشار مدير عام جسر الملك فهد يوسف الزاكان إلى أن تكدس الشاحنات المغادرة إلى مملكة البحرين خارج بوابات الرسوم للجسر يعود لسبب وجود تعليمات تحدد كميات الأسمنت المصرح بتصديرها أسبوعيا لمملكة البحرين وعند انتهاء تلك الكميات يتم وقوف تلك الشاحنات بناء على رغبتهم وعليه تم تشكيل لجنه بمشاركة كل من إدارة مرور محافظة الخبر وجمرك جسر الملك فهد والمؤسسة العامة لجسر الملك فهد لمعالجة مشكلة تكدس الشاحنات المغادرة إلى مملكة البحرين وخاصة المحملة بالاسمنت ووضع آلية مناسبة لتفادي تراكمها وسيتم العمل بها قريبا.
وأشار الزاكان إلى أن المعدل اليومي للشاحنات ما يقارب 1600 شاحنة يوميا - والمعدل اليومي للمعاملات الجمركية ما يقارب (1000) معاملة جمركية.
ووقعت المؤسسة العامة لجسر الملك فهد مؤخرا عقد تشغيل وصيانة وفحص شامل للجسر ومرافقه بجانبيه السعودي والبحريني لمدة (54) شهرا، ويشمل العقد أعمال الصيانة وفحص الجسور بالاستعانة بخبراء مختصين إضافة إلى المسح الجيولوجي لقاع البحر ومعالجة وصلات التمدد للجسور.
العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ