عواصم - وكالات
أعلن البيت الأبيض أمس أن بوش سيبلغ الأمم المتحدة هذا الأسبوع بأن بلاده ستضطر إلى نزع أسلحة العراق بنفسها إذا لم تتخذ الأمم المتحدة عملا سريعا وقويا ضد الرئيس العراقي صدام، في الوقت نفسه قالت مستشارة الأمن القومي الاميركي كوندليزا رايس ان توجيه ضربة إلى العراق لن يؤثر سلبا على الحملة التي تشنها واشنطن ضد الإرهاب، وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان بلاده على استعداد لتجنب العمل العسكري والتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة العراقية، وأكد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أن نظاما فعالا للتفتيش في العراق امر «اساسي».
فيما صرح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس بأنه «من الممكن جدا» ان تسمح بغداد بعودة مفتشي الاسلحة الى العراق، وذلك في ضوء المشاورات التي اجراها مع الحكومة العراقية.
وميدانيا هاجمت الطائرات المقاتلة الاميركية والبريطانية أمس مركزا عسكريا للقيادة والتحكم في جنوب العراق، و أعلنت السودان وجنوب افريقيا تضامنهما مع العراق ضد التهديدات الاميركية.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس ان بوش سيخطر الامم المتحدة الاسبوع المقبل بأن واشنطن ستتحرك وحدها لنزع سلاح العراق اذا لم تتدخل المجموعة الدولية.
واضافت الصحيفة ان الرأي السائد في الادارة الاميركية هو ان وقت عمليات التفتيش قد ولى وان من الضروري اطاحة صدام حسين. وسيعلن بوش هذه الرسالة في خطابه الذي سيلقيه في 12 سبتمبر/ أيلول في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
وقالت الصحيفة إن بوش يرغب في قرار من الكونغرس يساند استخدام القوة ضد العراق إذا قرر أن هناك حاجة إلى ذلك. يأتي ذلك في سياق ما واجهه بوش من تحفظات من نظرائه الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين والصيني جيانغ زيمين الذين يفضلون الحصول على تفويض من الأمم المتحدة بشأن اي عمل ضد العراق.
وذكرت الصحيفة ان خطاب بوش سيظهر تزحزحا في الموقف الاميركي، إدراكا منه أنه يتعين على واشنطن أن تأخذ في الاعتبار الرأي العام العالمي، ومحاولة الحصول على موافقة الأمم المتحدة.
من جانبها قالت مستشارة الأمن القومي الاميركي كوندليزا رايس ان الحرب الاميركية ضد الإرهاب ستنال كل الاهتمام اللازم بغض النظر عن أي عمل عسكري أميركي ضد العراق.
من جهته قال كولن باول ان بوش لم يتخذ قرارا بعد بشأن العمل العسكري وأنه سيبحث عن كثب جميع الخيارات «السياسية، والدبلوماسية والعسكرية».
وتعتبر تصريحات باول متناقضة بشكل صارخ مع تصريحات زميليه المتشددين نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
من جهة أخرى قال عمرو موسى أمس ان على بوش ورئيس وزراء بريطانيا طوني بلير الانتباه للقلق الدولي إزاء احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد العراق. وقال انه مازال يعتقد ان بالامكان التوصل إلى اتفاق بخصوص عودة مفتشي الأسلحة إلى العراق، وقال موسى «هناك احتمال كبير ان يعود المفتشون الى العراق»، موضحا انه «على اتصال مع الحكومة العراقية».
من جهة ثانية قال وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف إن هدف بوش الحقيقي هو السيطرة على النفط العراقي، فيما أكد الرئيس السوداني عمر البشير دعم بلاده للعراق حيال التهديدات الاميركية، وانضمت جنوب افريقيا الى الدول المعارضة للضربة وحذرت من قيام الولايات المتحدة بشن هجوم على العراق قائلة ان أي ضربة ستكون «مؤسفة».
وعلى الصعيد الميداني هاجمت الطائرات المقاتلة الاميركية والبريطانية أمس مركزا عسكريا للقيادة والتحكم قرب منطقة الكوت في جنوب العراق.
وقالت القيادة المركزية الاميركية في تامبا بولاية فلوريدا ان الهجوم كان ردا على «التصرفات العراقية العدائية الاخيرة» في منطقة حظر الطيران في جنوب العراق
العدد 2 - السبت 07 سبتمبر 2002م الموافق 29 جمادى الآخرة 1423هـ