أصبحت الهوة بين الحكومة البريطانية وصقور الولايات المتحدة أوسع من أي وقت مضى فيما يتعلق بالعمل العسكري المتوقع ضد العراق بعد ان جزم وزير الخارجية البريطاني جاك استرو انه يمكن امهال صدام حسين فترة أكثر.

وأصر استرو الذي كان متوافقا اكثر مع رفقائه في بريطانيا والاتحاد الأوروبي القلقين من الحرب المحتملة قائلا: «العمل العسكري ليس وشيكا، ويمكن ان تقل احتمالاته كثيرا من ان يكون حتميا اذا امتثل صدام للمطالب الواضحة من قبل مجلس الامن».

وقال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير: «يعتبر موضوع اسلحة الدمار الشامل من الموضوعات التي لا يستطيع العالم ان يسمح للعراق بأن يكون في انتهاك فاضح لكل قرارات الأمم المتحدة بشأنها».

ويمكن البحث عن حلٍ لقبول العراق بعودة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة، مع نشر تقرير عن اسلحة العراق النووية والبيولوجية والكيماوية، وسيوضح التقرير ان الادعاءات المحيطة بقدرات صدام العسكرية كانت مبالغا فيها. وسينشر التقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يوم الاثنين الموافق الثامن من سبتمبر/ أيلول. ويقول مصدر في الحكومة البريطانية ان التقرير سيصعب من مهمة الحكومة في الضغط للعمل العسكري. ويتخوف الوزراء من ان يكون التقرير قد تأثر بالحملة المناهضة للحرب في ان يكون بينة على ان صدام حسين لا يمتلك القدرات التي يدعيها البعض. وتظهر الاشارات ان الاستعدادات لحرب الخليج الجديدة قائمة على قدم وساق، حيث صعدت الادارة الاميركية من حركة الشحن العسكري الى المنطقة. وقد تبين ان الجيش الاميركي حجز ناقلة تجارية ضخمة لنقل الدبابات والمدافع والذخيرة ومعدات الإمداد الاخرى المرسلة إلى المنطقة. وهذه ثالث شحنة من العتاد الحربي ترسل خلال شهر باستخدام وسائل النقل التجارية.

ويقول المحللون العسكريون ان الجيش الاميركي ربما استنفد قدرته على النقل فلجأ الى السوق المفتوحة. ويأتي هذا الاجراء آخر تطور في العملية التي تجرى وراء ستار بينما يستمر النقاش العام حول الهجوم على العراق. ويقف القادة العسكريون في بريطانيا والولايات المتحدة موقف الشك تجاه ما يطرحه الصقور في ادارة بوش عن الصراع الجديد في المنطقة. ولكنهم يدركون أيضا ان جورج بوش يدفع بقوة باتجاه التصعيد وأن عليهم أن يضعوا خطة تضمن الفوز بأقل عدد من الاصابات في صفوف الحلفاء.

وتأتي هذه الحملة وسط موقف عربي مناهض على خلاف ما حصلت عليه الولايات المتحدة من تحالف دولي ضد صدام حسين قبل عشر سنوات