العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ

التدريب يخلق رؤية عملية للطالب ويطوِّر تجربته

ماذا قال المسئولون عن التدريب العملي للطلبة؟

الوسط - شيخة الشعلان ورضا عباس 

15 سبتمبر 2002

بعد أن قدمنا الأسبوع الماضي موضوع «التدريب العملي بجامعة البحرين» وطرحنا آراء وانطباعات الطلبة عن البرنامج التدريبي، وكذلك آمالهم وطموحاتهم إلى أن يمثل التدريب نقطة تحول مهمة في مسيرتهم التعليمية، ننتقل بدفة الحوار إلى مواقع العمل والتدريب والالتقاء مع مدير ومسئولي التدريب في الشركات والمؤسسات المختلفة التي تقوم بتدريب الطلبة، لمعرفة آرائهم وانطباعهم عن هذه التجربة.

تعدُّ شركة نفط البحرين «بابكو» أكثر الشركات التي تستقطب طلابا للتدريب خلال الصيف دونما منازع، إذ يفد إليها أكثر من 200 طالب سنويا لاستقاء الخبرة من ينابيعها، وتُحدد مسبقا أنواع التخصصات وأعداد الطلبة المطلوبين في كل تخصص كالمحاسبة والسكرتارية والهندسة بكل فروعها الكهربائية والميكانيكية والكيميائية. ويقول مدير التدريب والتطوير بالشركة، محمد مرادي: «يخضع الطلاب في البداية لدورات الأمن والسلامة قبل بدء العمل المباشر في الشركة، وأثناء التدريب يتابع المسئول كل طالب يقع ضمن دائرة إشرافه، ويتأكد من تعلمه مهارات وأساسيات العمل التقني أو المختبري أو المكتبي. كما يتابع أساتذة الجامعة والمعاهد أبناءهم الطلبة. ولكن لا يمكننا أن نمنح الطالب ثقة مطلقة للقيام بكل ما يريد القيام به، وذلك لخضوع الأمر لضوابط إدارية وأمنية معينة».

أعداد قليلة

استغربنا العدد القليل للطلبة المتدربين في شركة ألمنيوم البحرين «ألبا»، بينما هي مهيأة لاستقبال أعداد أكبر... حيث تستقطب حوالي 8 طلبة فقط من جامعة البحرين تحدد تخصصاتهم في الهندسة وعلوم الحاسوب. ويؤكد عيسى خليل من مكتب التدريب والتطوير التابع للشركة، أن الهدف هو تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة للطالب، ويشد على أيدي المدرسين الذين يتابعون الطلبة في مجال العمل ويقيمونهم بالتعاون مع الدائرة التي يتدربون بها.

تعاون مستمر

يقول مسئول في قسم التدريب بوزارة المالية والاقتصاد الوطني: «لايزال التعاون مستمرا بين القسم في الوزارة والجامعة في أمور كثيرة ومنها استضافة الطلبة في الدورات التدريبية المعدة من قبل القسم».

ويتابع قوله: «يستقبل القسم حوالي 30 متدربا في مختلف التخصصات على أساس حاجة كل قسم، وتمكنه من ترسيخ الممارسات التدريبية في ذهن المتدرب وعلى حسب التخصص الذي ينتمي اليه». ويشير إلى أن الوزارة ممثلة في قسم التدريب تقدم امتيازات إلى المتدرب، حيث يتسلم المتدرب مكافأة نقدية مع شهادة تدريبية بعد الانتهاء من البرنامج. ويقول عن تقييم أداء المتدربين: «تخضع هذه العملية لمعايير الانضباط في الحضور والجدية وإتقان وتنفيذ الأعمال المطلوبة من المتدرب طيلة فترة التدريب. بالاضافة الى تقديم كل طالب تقريرا الى قسم التدريب بالوزارة يصف مجال العمل الذي خاضه».

عقود سرية!

شركة آرنست أند يونغ، واحدة من اكبر خمس شركات تدقيق في العالم، ويقول مسئول في الشركة، يوسف تقي: « ندرب هذا العام 20 طالبا من مختلف التخصصات إلا أن غالبيتهم من طلبة المحاسبة في كلية إدارة الأعمال، وذلك بسبب طبيعة عمل الشركة في التدقيق المحاسبي، طبقا لشروط ومعايير معينة تحددها الشركة مسبقا بالاتفاق مع الجامعة. ويتم توقيع عقود سرية مع الطلبة أثناء فترة تدريبهم في الشركة، لكن بسبب خطورة وحساسية المعلومات المتعلقة بالمؤسسات والشركات التي تتعامل معها الشركة، لا يمكن للشركة أن تغامر بأناس يتمتعون بالفعل بالمقدرة الذهنية.. لكن تنقصهم الخبرة المهنية». وعبّر عن مدى إعجابه بمخرجات التعليم الجامعي التي تنتج أكثر الأحيان طلبة متميزين محبين للعمل ومتحمسين للتعلم، ويتمنى أن تحدد الجامعة فترة أخرى غير الصيف لتدريب الطلبة، وخصوصا في مواسم العمل المكثف خلال فترة التدقيق المرحلي والنهائي، لان فترة الصيف تعد فترة خاملة بالنسبة إلى العمل الأمر الذي قد يدفع لتسليم الشباب أعمالا لا تتناسب ومدى طموحهم وتلهفهم للعمل، مما يؤدي ذلك إلى إحباطه وتثبيط عزيمته.

فرصة للتخصصات التقنية

وأكد منسق التدريب بشركة الخليج لدرفلة الألمنيوم، عبدالعزيز الريس أن التدريب العملي يصقل الجانب التطبيقي، وكون الشركة بطبيعتها مصنعا لدرفلة الألمنيوم، فإن نسبة نجاح أصحاب التخصصات العملية التقنية «كالهندسة مثلا وعلوم الحاسوب» في الحصول على فرصة التدريب تزداد وبالتالي تزداد نسبة التوظيف لتصل إلى 70 من عمل الشركة مقارنة بالتخصصات المكتبية والإدارية الأخرى. ويقول الريس: « يتدرب حاليا في الشركة أربعة طلاب من الجامعة ثلاثة منهم طلبة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والكيميائية وعلوم الكمبيوتر والأخير طالب دبلوم محاسبة».

معاملة جادة

وتقول مسئولة التدريب في مركز كانو للتدريب بشركة يوسف بن أحمد كانو، هدى البنعلي: «يختار قسم التدريب ثمانية أشخاص سنويا خلال البرنامج الصيفي للجامعة، وأثناء التدريب يتعرفون على طبيعة العمل وجميع الأقسام الموجودة في الشركة. ونعتبر المتدرب موظفا كباقي الموظفين في الشركة، فيعطى جميع المهمات الوظيفية التي يتسلمها الموظف العادي ويمنح مرتبا شهريا.

كما تشير إلى أنَّ الاشراف المرن على الطلبة المتدربين يرسم حالا من التطوير الذاتي لدى المتدرب بحيث يجعله يبدع في أداء المسئوليات الملقاة على عاتقه.

ومن جهة أخرى تقول: «ان تقييم المتدرب يتم عن طريق ملء المشرف على التدريب استمارة معدة من قبل الجامعة والتي تصف أداء الطالب وتمكنه من البرنامج التدريبي الخاص بالشركة، بالاضافة الى زيارة من قبل المرشد الجامعي للمسئولين في قسم التدريب بالشركة ومتابعة أمور الطلبة».

كلمة أخيرة

البرامج التدريبية التي تنفذها الشركات والمؤسسات المهنية، هي البعد الآخر المكمل للعملية التعليمية وهي بحاجة دوما إلى إعادة تقييم ومراجعة، كي تكون بالمستوى الذي يطمح إليه الطلبة وتوفر الأجواء التدريبية المنتجة والمحفزة للإبداع والتميز

العدد 10 - الأحد 15 سبتمبر 2002م الموافق 08 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً