في اليوم الثاني من زيارتنا للأردن سنتجه إلى البتراء. يجب أن نغادر مدينة عمان عبر طريق الملوك متجهين للكرك، سنزور أولا قلعة الربض. إنها القلعة التي شادها القائد عزالدين أسامة سنة 1184م، واتخذها القائد صلاح الدين الأيوبي قاعدة له في حملته العسكرية لطرد الغزاة الصليبيين. سنتجه بعدها إلى قلعة الكرك وقلعة الشوبك اللتين تدلان على طراز الفنون الحربية في العصور الوسطى. ثم سنواصل رحلتنا عبر مؤتة ومزار وطفيلة والشوبك، وأخيرا نصل إلى البتراء. وهي عاصمة الأنباط الذين استوطنوها وجعلوا منها قلعة حصينة لدولتهم. يمكنك أن تصل إلى قلب المدينة، مشيا على قدميك، أو على ظهر جواد، أو في عربة تجرها الخيول عبر السيق الذي هو شق في الجبل طوله ألف متر وارتفاعه 300 متر وعند نهايته ينحني في استدارة جانبية، ولا تلبث أن تشاهد منظرا لن تنساه أبدا... إنها الخزنة المحفورة في الصخر على واجهة الجبل بارتفاع 140 مترا وعرض 90 مترا.
بعد أن تذهب عنك مفاجأة هذا المنظر، يمكنك أن تتقدم في وسط المدينة، وتشاهد على جانبيك مئات المعالم التي حفرها الإنسان، من هياكل وأضرحة ملكية إلى المدرج الكبير الذي يتسع لـ 7000 متفرج، إلى الردهات، وقاعات الإحتفالات، إلى قنوات الماء والصهاريج والحمامات، إلى صفوف الدرج المزخرفة، والأسواق، والبوابات ذات الأقواس والشوارع والأبنية. معالم كثيرة ومثيرة.
لا تقتصر البتراء على آثار الأنباط وحدهم، إذ يمكنك أن تشاهد على مقربة منها موقع البيضاء وموقع البسطة اللذين يعودان إلى عهد الادوميين قبل 8000 سنة. كما يمكنك أن تزور موقع أذرح الذي اشتهر بحادثة التحكيم بعد معركة صفين التاريخية الشهيرة. وفي نهاية زيارتك يمكنك أن تركب الخيل، أو العربات، وتصور إلى جانبها. كما يمكنك أن تشتري بعض العقود والإكسسوارات الجميلة جدا والمتوفرة بالقرب من الموقع. أو يمكنك أن تقتني إحدى الجرار الرملية الصغيرة والأنيقة التي يكتب عليها اسمك أو أسماء من تحب
العدد 22 - الجمعة 27 سبتمبر 2002م الموافق 20 رجب 1423هـ