العدد 22 - الجمعة 27 سبتمبر 2002م الموافق 20 رجب 1423هـ

هل قتلت أماليا ارهارت بحادث سقوط طائرتها أم عاشت باسم مستعار؟

يؤمن إلغن لونغ ان اماليا ارهارت ما تزال داخل طائرتها في قاع المحيط الهادئ حيث استقرت بعد ان نفذ منها الوقود.

ويعتقد ريك غيلسبي ان اماليا هبطت بطائرتها في إحدى الجزر حيث توفيت كإنسانة معزولة عن العالم.

وتود سويندل لديه نظرية ان اماليا نجت من الموت في حادث سقوط طائرتها في جزر المارشال فاعتقلها اليابانيون واعادوها الى بلدها سرا حيث عاشت سنوات كربة منزل باسم مستعار في نيوجرسي.

بعد مضي 65 سنة على اختفائها وهي في التاسعة والثلاثين من العمر ما تزال قائدة الطائرات المفقودة واحدا من اكبر الغاز الولايات المتحدة وهدفا لعمليات بحث متواصلة وموضوعا للابحاث والمناقشة.

وكانت هذه المرأة المسترجلة التي اصبحت ايقونة شهيرة بشعرها القصير الاشعث والجاكيتة الجلدية والشال الحريري قد سجلت مئات الارقام القياسية في الطيران قبل رحلتها الجوية النهائية بإقلاعها من اوكلاند بكاليفورنيا في العشرين من شهر مايو/ ايار سنة 1937.

ووصلت اماليا الى ابعد نقطة معروفة في هذه الرحلة في غينيا الجديدة. وفي الثاني من شهر يوليو/ تموز اقلعت مجددا من هناك في اتجاه جزيرة هولاند في رحلة طولها 2,556 ميلا ومتوقع ان تكون اطول رحلاتها الجوية واكثرها خطورة.

ولم تصل اماليا ارهارت وملاح طائرتها فرد نونان الى هولاند، الجزيرة الحلقية الصغيرة الواقعة جنوب غربي هاواي. وقد بعثت برسالة لاسلكية تقول فيها ان وقود الطائرة اخذ ينضب.

وهرعت سفن سلاح البحرية الاميركية للبحث عن طائرة ارهارت إلا انها لم تعثر على اي اثر لها.

والموقف الرسمي للحكومة الاميركية كان على الدوام ان اماليا ونونان استقرا في قاع البحر مع طائرتهما.

وحتى مستشار شركة خفُِّّىكَُّ في هانوفر بماريلاند، الغن، يؤيد الاستنساخ الحكومي، وقد ترأس في وقت سابق من هذه السنة عمليات بحث استغرقت 27 يوما وكلفت 1,7 مليون دولار في مياه المحيط بجزيرة هولاند الى مسافة 100 ميل في كل الاتجاهات. وقد انتهت محاولة البحث مبكرا بسبب خلل في المعدات. وتعتزم شركة نويتكوس استئناف المحاولة بعد تأمين الاموال واجراء التصليحات اللازمة.

وقد سبقت المحاولة التي تقوم بها نوتيكوس محاولة مماثلة قامت بها مجموعة دانا تيمر في العام 1999. وقد انفق صاحب شركة هولاند لاندينغ المحدودة في رينو بنيفادا تيمر مليون دولار للبحث عن الطائرة، وهو ما يزال مصمما على القيام بمحاولة اخرى إلا انه ينتظر التمويل.

وقد حصل تيمر من ورثة اماليا ارهارت على حقوق الطائرات الـ لوكيهد اليكترا، وهو ينوي إعادة ترميم الطائرة اذا عثر عليها وعرضها في متحف خاص.

ومن ناحية اخرى يعتقد غيل غيلسبي ان الطائرة هبطت في جزيرة غاردنر التي تدعى الآن نيكومارورو ضمن مجموعة جزر فينيكس.

ويرأس غيلسبي، الذي كان في السابق يعمل محققا في حوادث الطائرات ما يسمى « المجموعة الدولية لاسترجاع الطائرات التاريخية (ةابءز)، وهي مجموعة غير معنية بالربح، وقد قامت بست رحلات الى جزيرة غاردنر خلال السنوات الاربع عشرة الماضية.

وفي رحلة قامت بها المجموعة الى هناك في شهر سبتمبر/ ايلول الماضي عثرت على مؤشرات شخص استطاع الوصول الى الشاطئ بعد حادث غرق ما. ويقول غيلسبي ان الاغراض التي تم العثور عليها ما تزال قيد التحليل.

ويعتقد باحثون آخرون ان جزر مارشال هي المكان الذي هبطت فيه اماليا ونونان. وانطلاقا من هذه النقطة نشأت بعض النظريات الغامضة.

ففي مقابلة صحافية في العام 1949 قالت والدة اماليا، آمي اوتيس ارهارت، انها مقتنعة ان ابنتها كانت تقوم ببعثة حكومية، وان زورق صيد يابانيا انتشلها ونقلها الى جزر مارشال التي كانت تحت السيطرة اليابانية.

ويقول فرد غورنر في كتابه «بحثا عن اماليا ارهارت» الذي نشر سنة 1966 ان القائد السابق للاسطول الاميركي في المحيط الهادئ الاميرال تشستر نيميتز ابلغه ان اليابانيين التقطوا ارهارت ونونان.

ويعتقد معظم الذين يصدقون هذه النظرية ان نونان اعدم وان آماليا إما اعدمت او توفيت بسبب الزحار (الدزنطاريا).

إلا ان الابحاث التي اجراها جو جيرفي اقنعته ان ارهارت بقيت على قيد الحياة واعيدت سرا الى الولايات المتحدة حيث عاشت في نيوجرسي باسمها المستعار ايرين كريغمايل بولام.

وعندما نشر كتاب مقتبس من الابحاث التي قام بها جيرفي في العام 1970 بعنوان «اماليا ارهارت على قيد الحياة»، ومن تأليف جو كلاس اقامت بولام دعوى على ناشر الكتاب. وبعد خمس سنوات عرض المدعى عليهم دفع المبلغ المطلوب وقدره مليونا دولار، اذ قدمت بولام بصمة اصابعها امام القاضي، وعلى الاثر سحبت بولام الدعوى، كما قال جيرفي في مقابلة صحافية اجراها معه كاتب السيناريو السينمائي تود سوينديل في العام 1996.

وقبل وفاتها في 7 يوليو/تموز سنة 1982، اوصت بولام بجثتها لجامعة راتغرز لاجراء الابحاث. وقالت ناطقة في المعهد الطبي في الجامعة ان الجثة احرقت لاحقا.. وقيد والدا بولام «مجهولين» في شهادة الوفاة.

وقد توسع سوينديل، وهو كاتب سيناريو محترف، في ابحاث جيرفي محاولا اكتشاف ما اذا كانت بولام هي اماليا ارهارت حقا. وفي مؤتمر عقده مهتمون بقصة ارهارت مؤخرا، صور لوجه اماليا ويديها المتطابقة تماما مع وجه ويدي بولام.

وقال سوينديل، الذي استعان باثنين من اخصائيي الطب الجنائي: «انه تطابق تام».

وحتى بعض المشككين اعتبروا هذا الدليل مثيرا للاهتمام. وقال مهندس الطيران المتقاعد في فلوريدا، جون بولام، والاخ غير الشقيق لغاي بولام زوج ايرين: «كنا نميل الى الاعتقاد بأن ايرين ربما ليست هي اماليا ارهارت. ولكن ادلة التحقيق الجنائي مقنعة جدا».

وفي حين نفت ايرين بولام ان تكون اماليا ارهارت، إلا انها لم تكن ربة بيت تقليدية كما كانت تدعي، حيث قال جون بولام انها كانت صاحبة نفوذ كبير وكانت تعرف العديد من المسئولين الكبار وتقوم بأسفار كثيرة».

خاص بـ الوسط -خدمة (اب

العدد 22 - الجمعة 27 سبتمبر 2002م الموافق 20 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً