شهد الاقتصاد البريطاني انكماشا خلال فترة الصيف بحيث أدت الاحتفالات اليوبيلية في شهر يونيو/ حزيران إلى هبوط حاد في الإنتاج الصناعي، هذا ما صرحت به إحدى لجان الخبراء المتخصصين. فقد هبط الناتج المحلي الكلي بواقع 0,1 خلال ثلاثة الأشهر حتى أغسطس/ آب بسبب هبوط في التصنيع قدره 1,1، حسب مؤسسة البحوث الاجتماعية والاقتصادية القومية. ولكنها كانت سريعة في التأكيد بأن ذلك يجب ألا يؤخذ على أنه دليل على الضعف الكامن للاقتصاد.
إن الهبوط الناشئ ربما يعود إلى الاحتفالات اليوبيلية التي غيّرت من نمط العمل، وربما أدت إلى زيادة الإنتاج في شهر مايو/ أيار وتقليله في يونيو/حزيران بحسب مؤسسة البحوث الاجتماعية والاقتصادية القومية (NIESR).
وبسبب حال عدم اليقين بخصوص الأرقام، فإن لجنة السياسة النقدية كانت محقة في عدم إحداث تغيير في أسعار الفائدة.
ولكن الأرقام أصبحت أقل أهمية بسبب الأرقام التي أظهرت أن صناعة الأدوات المصنعة قد انتعشت في يوليو/ تموز، مسجلة أكبر زيادة منذ 23 عاما. إن زيادة 4,9 قد غطّت على تأثير نسبة الهبوط التي بلغت 5,5 في يونيو، وهو أسوأ شهر منذ العام 1979. ويُعزى هذا الهبوط بشكل كبير إلى عطلات المصارف الإضافية بمناسبة الاحتفالات اليوبيلية. ويقول مكتب الإحصاءات القومية إن الانتعاش يُعيد الإنتاج ثانية إلى مستويات ما قبل شهر مايو في لندن2,4 .
وقد أظهرت الأرقام أن بريطانيا قد عادت إلى العمل بعد فترة من الراحة للاحتفالات اليوبيلية ومشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم.
إن الهبوط الذي حدث في يونيو - والذي ولّد مخاوف من العودة إلى الكساد في قطاع التصنيع - نجم عن إغلاق مصانع السيارات لمدة عشرة أيام. ولكن الأرقام اللاحقة تبين أن الشركات قد عملت لتعويض النقص تلبية للطلبات المستمرة على السيارات، بحيث ارتفعت المبيعات بنسبة 7 في أغسطس/ آب، طبقا للأرقام التي نشرت حديثا.
وقد قاد عملية الانتعاش القطاع الهندسي الذي شهد زيادة في الإنتاج قدرها 8 بين شهري يونيو ويوليو معوضا بذلك الهبوط الشهري المماثل في شهر يونيو.
وقد شهدت جميع القطاعات الفرعية للتصنيع زيادة في الإنتاج باستثناء صناعة مكونات الوقود والتي تشمل صناعة الطاقة النووية البريطانية التي تواجه الكثير من المصاعب والانتقادات. لقد كانت الزيادة أكبر مما كان يتوقع اقتصاديو المدينة، ولكنها أبقت على الإنتاج أقل بنسبة 2,6 في العام. ويقول «اودري فريمان» وهو اقتصادي في سي. آي. بي. سي وود چندي «إننا نمر بانتعاش بعد الأرقام غير الصحيحة بشكل كبير في يونيو. ولكن على أساس فترة شهرين فإن الأرقام مازالت سلبية».
ويتفق اقتصاديون آخرون في المدينة على أن دمج عطلتين إضافيتين للمصارف في شهر يونيو بسبب الاحتفالات اليوبيلية لربما شجع الشركات لتقديم موعد الإغلاق، ما أدى بدوره إلى تحريف الأرقام.
وينصب الاهتمام الآن على احتمال خفض أسعار الفائدة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، حيث سيكون لدى بنك انجلترا فكرة أوضح عن أداء الاقتصاد خلال شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول. وسيتزامن ذلك أيضا مع تقرير المصرف المركزي عن التضخم.
خدمة الإندبندنت - خاص بـ «الوسط
العدد 28 - الخميس 03 أكتوبر 2002م الموافق 26 رجب 1423هـ