العدد 36 - الجمعة 11 أكتوبر 2002م الموافق 04 شعبان 1423هـ

الحكومة والمعارضة متحاورون لا يسمع بعضهم بعضا

تُفضل الحكومة حوار المقاطعين بالفعل لا بالكلام، وفي مجالات ليست على جدول أعمال المقاطعين، أو على الأقل ليس في أولوياتهم.

وباستثناء الاستجابة لمطلب رفع حظر النشاط السياسي عن الجمعيات السياسية، فإن الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الحكومة، مثل إعلان تحسين الوضع السكني في المحافظة الشمالية والمحرق، لم تكن تشكل بنودا في برنامج المقاطعين الحالي.

ويبدو أن الحكومة مستعدة لتقديم الكثير، في مجالات مختلفة، إلا في المجال الذي تركز عليه المعارضة.

إن حال الإرباك والحيرة هو الجامع المشترك بين المتنافسين: الحكومة، المشاركون في الانتخابات، والمقاطعون...، فكل منهم لن يحقق أهدافه في ظل الوضع الراهن، فلا الحكومة يمكن لها ضمان ما تريد، ولا المشاركون في مأمن من الانعكاسات السلبية من حال التجاذب السياسي التي تعيشها البلاد، ويشتكي بعضهم من عدم القدرة على مخاطبة الناخبين وخصوصا في المناطق التي يسود فيها وهج الجمعيات المقاطعة...، ولا المقاطعون في وارد الركون إلى أن آلية المقاطعة يمكن أن تحقق لهم كل أمنياتهم، بل إن بعضهم لا يخفي قلقه من مآلات المستقبل، والتي يمكن للإعلام «المضاد» أن يحملهم تبعاتها.

عمليا خيارات الحوار، بالكلام والفعل، هي الأجدى، أما التسابق في كسب الناس كما تفعل الحكومة حاليا، فلن يحقق كل الأهداف...، والمعارضة لن تنتقد أيا من الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها وتتخذها الحكومة، وإنما سترحب بها.

وعلى رغم كل ما يقال عن الإرباك، يبدو التجاذب بين أطراف اللعبة مستمرا، فلم توقف الحكومة مبادراتها، بل زادتها كمّا ونوعا، كما دخلت على خط المعارضة في أحيان كثيرة آخرها الدعم الرسمي الذي لاقاه مهرجان إحياء الذكرى الـ 48 لذكرى تأسيس «هيئة الاتحاد الوطني»، لأهداف مختلفة من بينها الحفز الانتخابي، أما المقاطعون فمازالوا يردون على أفعال الحكومة ببيانات تدعو إلى حلحلة الأوضاع.

ولعل المطلوب هو الوصول إلى قناعة بأن الثقة هي الأساس في بناء علاقة إيجابية بين الحاكم والمحكوم

العدد 36 - الجمعة 11 أكتوبر 2002م الموافق 04 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً