العدد 36 - الجمعة 11 أكتوبر 2002م الموافق 04 شعبان 1423هـ

المرفأ الجديد بالفرضة

قبل نحو تسعين سنة وتحديدا في العام 1330هـ/1912م أمر حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة (حكم بين 1869-1932)، أمر ببناء مرفأ في ميناء المنامة الشمالي (الفرضة) يمتد إلى وسط البحر لتطابقه السفن ولو كان البحر جزرا؛ لتسهيل عملية شحن وتفريغ البضائع، كما أصدر الحاكم أوامره ببناء مستودع للبضائع عند المرفأ يحتوي على مخزن عظيم لحفظ الأموال الواردة (لم يكن في البحرين مصرف حتى سنة 1920م) وبعد أوامر الحاكم بدأ ردم البحر لمدّ ذلك الرصيف أو المرفأ في فرضة المنامة

وبسبب بناء ذلك المرفأ أو الرصيف المخصص لرسو السفن الشراعية وكذلك بناء مستودعات البضائع تقدمت التجارة في البحرين إلى حد كبير وأصبحت بالنظر إلى محيطها الجغرافي سوقا مهما لا سيما لتجارة اللؤلؤ، فهي من الموانئ القليلة جدا في كل الخليج التي لها اتصال ملاحي مباشر بالهند، ومن ثم إلى أسواق العالم في شرق وجنوب شرق آسيا وكذلك أوروبا ومنها الاميركتين، وعليه اصبح تجار اللؤلؤ في الخليج العربي من الكويت وقطر والقطيف وسائر السواحل الخليجية يفدون إلى البحرين يبيعون فيها ما تجمع لديهم من لؤلؤ ليصدّر بعد ذلك من البحرين الى الهند واوروبا، كما ان البضائع القادمة إلى البحرين والتي يمكن تخزينها في مستودعات خاصة بها في الفرضة يعاد تصدير جزء كبير منه إلى قطر والقطيف والعجير ومنها الى الإحساء ونجد وغيرها من بلاد العرب.

وبسبب ذلك المرفأ الحر وتلك الحركة المنظمة والدائمة فيه صارت البحرين وقتها أعظم مركز للتبادل التجاري في منطقة الخليج العربي أو كما كانت تسمى (تجارة الترانزيت) أي تجارة العبور، وصارت الجملة الإنجليزية (بحرين إن ترانزيت) جملة شهيرة تغلّف معظم ما يرد ميناء البحرين من بضائع والمخصصة للتصدير للأقطار المجاورة للبحرين

العدد 36 - الجمعة 11 أكتوبر 2002م الموافق 04 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً