ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الخميس، في رفح مجزرة جديدة راح ضحيتها خمسة شهداء وأصيب العشرات بجراح خطيرة في ذات المجزرة، في وقت استمر فيه الأجرام الإسرائيلي في الضفة وغزة. وقال علي موسى مدير «مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار»: إن الشهداء الخمسة لم تعرف هويتهم حتى الآن، مرجعا ارتفاع عدد الشهداء بسبب خطورة الإصابات.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال قصفت بشكل عشوائي بقذائف الدبابات بلوك «د» في مدينة رفح من المواقع العسكرية المقامة عند بوابة صلاح الدين جنوبي المحافظة، وأعلنت «مستشفى أبو يوسف النجار» حالة الطوارئ القصوى. وفي دير البلح توغلت تلك القوات داخل الأراضي الخاضعة للسيادة الوطنية، في منطقة البركة لمسافة 300متر، جنوب غرب مدينة دير البلح.
وذكر شهود عيان ان جرافة إسرائيلية معززة بثلاث دبابات، توغلت في أراضي المواطنين وبدأت بعمليات تجريف واسعة النطاق، وسط إطلاق ناركثيف، وشرعت باقتلاع أشجار النخيل والزيتون المثمرة من أراضي عائلتي السلقاوي وأبو مغيصيب. وفي طوباس، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حظر التجول على قرى الأغوار الشمالية، وأحكمت الحصار عليها، في أوسع عملية عسكرية في مناطق الأغوار الشمالية.
وذكر شهود عيان، أن عدة آليات عسكرية، وقوات راجلة، دخلت القرى الزراعية تحت غطاء جوي كثيف، من عدة طائرات مروحية، حلقت على ارتفاع منخفض في سماء المنطقة.
وأضاف الشهود، أن منع التجول شمل كلا من قرى: بردلة، وكردلة، وعين البيضاء، والتجمعات السكانية الزراعية في قرى الحمة والمالح، والمناطق الزراعية المنتشرة من منطقة المالح كافة وحتى حدود «الخط الأخضر».
وفي طولكرم، هدمت قوات الاحتلال، خزان المياه الذي يزود بالمياه أراضي المواطن سميح ساق الله، الواقعة جنوب قرية فرعون. وأقدمت قوات الاحتلال على تدمير وتكسير أشجار الزيتون والنخيل المزروعة في الأراضي، التي تعمل بها قوات الاحتلال منذ ما يزيد عن شهر بحجة إقامة السياج الحدودي الفاصل. وفي جنين اقتحمت قوات الاحتلال، المدينة وفرضت عليها حظر التجول.
وتوغلت عدة دبابات وناقلات جند مدرعة في المدينة ومحيط المخيم من عدة محاور وأعلنت عبر مكبرات الصوت عن حظر التجول حتى اشعار آخر، وانتشرت الاليات الاحتلالية في الشوارع وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة بشكل عشوائي ومكثف.
وفي بيت لحم، فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي حظر التجوال على قريتي حوسان وبتيرغرب بيت لحم، وفرضت على الريف الغربي حصارا مغلقا
وافاد شهود عيان ان تعزيزات عسكرية كبيرة يشهدها محيط القريتين إذ تتمركز أعداد كبيرة من الجنود والاليات على المداخل عامة وعلى طول الشارع الالتفافي المؤدي الى مستوطنة «بيتار» بوجه خاص. كما فرضت، حصارا وإغلاقا على أنحاء المحافظة كافة، وفرضت المزيد من الإجراءات والتدابير العسكرية على مختلف مداخل القرى ومناطق التماس، وحرم الإجراء التعسفي المواطنين من الوصول ألى أعمالهم، والطلبة إلى مدارسهم، والمزارعين إلى أراضيهم. وفي قلقيلية، اندلعت مواجهات عنيفة، في بلدة جيوس بالمحافظة، بعد إقدام قوات الاحتلال على تجريف مساحات واسعة من أراضي البلدة لصالح إقامة ما يسمى بالجدار الآمن.
وأفاد شهود عيان، أن أهالي البلدة تصدوا بأجسادهم لجرافات الاحتلال التي تستمر في اقتلاع مساحات واسعة مزروعة بأشجار الزيتون، منوهين إلى أن مكبرات صوت مسجد البلدة، وجهت نداءات لأهالي جيوس كافة للتوجه إلى مواقع التجريف.
العدلية - ندى الوادي
أكد الطبيب المشرف على صحة الرئيس الفلسطيني المحاصر ياسرعرفات - أشرف الكردي - أن صحته بخير وتتحسن باستمرار. وقد تحدث معه هاتفيا منذ 4 أيام ووجده بحال جيدة ومعنوياته عالية.
وقال الكردي - الذي يزور البحرين حاليا للمشاركة في مؤتمر الأمراض العصبية الثالث - إن تلك المحادثة الهاتفية الأخيرة كانت قبل زيارته للبحرين بيومين، وجد فيها الرئيس على ما يرام إلا أن ظروف الحصار وقسوته قد تؤثر عليه في أي وقت كان. غير أنه لايزال يحتمل الآلام والضغط والتوتر.
وأكد الكردي على أن الرئيس عرفات لا يعاني من مرض الرعاش (الباركنسون) وإنما هو مصاب بمرض الرجفان الحميد الذي يتميز بأنه ليست له أية مضاعفات كما أن تطوره بطيء. وأضاف أن الرئيس يتجاوب جيدا مع العلاج لذلك تخف رجفته وغالبا ما تختفي كما ظهر في مقابلاته التلفزيونية الأخيرة.
وكانت آخر مرة كشف فيها عليه طبيا منذ 4 شهور لمس فيها تحسن وضعه كثيرا وكادت تختفي الرجفة من يديه وشفتيه. لكنه لم يتمكن من زيارته منذ ذلك الحين نظرا لظروف الحصار. ويتم الاتصال بينهما بواسطة الهاتف إذ يعطيه الوصفات والاستشارات الطبية. ولحسن الحظ ما زال لديه مخزون من الأدوية في الوقت الحاضر. ولكن اقترب الوقت الذي يجب أن يفحصه فيه بشكل مباشر كمتابعة لحاله، وهذا ما يجب أن ترتب له الحكومة الأردنية في أسرع وقت.
أما عن الحصار على رام الله فقد وصفه الكردي «بالمأسوي». فقد كانت زيارته الأخيرة هناك منذ 3 شهور إلا أنه يتوقع أن الوضع قد ازداد شدة الآن. فقد تم تفجير الكثير من المباني في المقاطعة، وقطعوا الماء والطعام وكل الإمدادات عن الرئيس. كما أن البيئة في المقاطعة غير صحية على الإطلاق
العدد 42 - الخميس 17 أكتوبر 2002م الموافق 10 شعبان 1423هـ