العدد 60 - الإثنين 04 نوفمبر 2002م الموافق 28 شعبان 1423هـ

نطالب بفتح التحقيق الفوري لمنع اندثار قلعة البحرين

عضو المجلس البلدي وخبراء الآثار:

طالب عضو المجلس البلدي جمعة الأسود الذي تقع قلعة البحرين في نطاق دائرته الثانية للمحافظة الشمالية بـ «فتح التحقيق في الادعاءات الواردة من الجهات الدولية المهتمة بشئون الآثار عن تخريب قلعة البحرين وتحويل محيطها إلى أملاك خاصة بصورة فورية». وقال معلقا على ذلك إنه اعلن في برنامجه الانتخابي ان «الحفاظ على الآثار هدف اساسي»، ولذلك فانه يعتبر مساندة الفريق الدولي الذي حافظ على آثار البحرين في السبعينات والثمانينات جزءا من عمله الوطني من خلال «المجلس البلدي».

واستغرب عضو المجلس البلدي كيف «ان هناك مبالغ كبيرة رُصدت سابقا لترميم القلعة لم تكمل المشروع، بينما تضرر أهالي قرية القلعة من الحظر المفروض على قيامهم بأية أعمال إنشائية أو إقامة ساتر يحمي بيوتهم من الرمال التي تهب عليهم من عمليات الدفن ووصل ارتفاعها الى ما يقارب المتر وأدت الى تآكل جدران المنازل والإضرار بالأهالي».

ومن جانب آخر قال المسئول الاقليمي لبيت الأمم المتحدة في المنامة خالد علوش: «إن موقف الأمم المتحدة ثابت إزاء القضايا المتعلقة بالحفاظ على المواقع التاريخية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التراث الإنساني وهو مبدأ تطبقه اليونسكو بشكل خاص وأضاف «إننا لم نتلقَ أي اخطار كتابي بشأن تعرض قلعة البحرين والموقع المحاذي للخطر أو التشويه، وإذا كانت هناك جهة حكومية أو أهلية أو بلدية ترغب في الحصول على دعم الأمم المتحدة في هذا الشأن فعليها إطلاعنا بما يثبت ذلك».

أما عالم الآثار البحريني علي أكبر بوشهري فقد طالب بتشكيل «هيئة مستقلة أهلية لحماية قلعة البحرين ومواقع تاريخية أخرى في البلاد نظرا إلى تعرض كثير منها لعمليات تخريب مماثلة»، موضحا «ان هناك وثائق وتقارير بحوزة عدد من علماء الآثار ممن شاركوا في عمليات التنقيب في مراحل مختلفة تشير إلى ان المساحة الأمامية مثلا لقلعة البحرين كان من المفترض ألا يتم دفنها نظرا لوجود أولى المدن الدلمونية هناك بحسب ما أثبتته الاكتشافات والدراسات التي قام بها عدد من الخبراء».


«بيبي» مات بعدما رأى «زهرة خلوده» يسحقها الإسمنت ويغطيها الردم

تقرير دولي: قلعة البحرين تتعرض للإغتيال

قرية القلعة - الوسط

في شأن ليس بالجديد على بيئتنا العربية، تتعرض آثار قلعة البحرين إلى طمس وتشويه، لا يتناغمان مع التوجهات العامة الرسمية منها والخاصة في المملكة في شأن الحفاظ على الآثار الإنسانية القديمة للبلاد لأنها واحدة من واجهات عطاء هذه الأرض في الشأن الإنساني، من حيث العادات والطقوس والعلوم والفنون.

ولا تقاس الحضارات التي استقرت في البحرين بحضارات أخرى من حيث الحجم والشهرة والعطاء وما خلفته من آثار، ولكنها جزء من التراث الإنساني العام، ووجه يتكشف ليري العالم كيف كان يحيا أهل هذه المنطقة قبل آلاف السنين، وكيف كان عطاؤهم يتجدد ويتمدد إلى خارج حدوده.

آثارنا اليوم تقاتل من أجل البقاء، تقاتل من أجل وقف الزحف العمراني واستقطاعها، قطعة بعد قطعة في سبيل المصالح الشخصية أو تجارة قصيرة الأجل في مقابل تراث ضخم لا يمكن تعويضه إن ضاع.

فلا تزال الآثار تنبئنا عن جديد في قديمنا، لا تزال تشكل كتابا يحتاج إلى المزيد من البحث والتقصي والقراءة المتمعنة للأنماط التي عاش عليها الأقدمون في حياتهم اليومية، وكيف كانوا يسيّرون هذه الحياة، وكيف أمكنهم التغلب على قسوة الحياة وشظف العيش، وكيف أرسوا القواعد، الواحدة تلو الأخرى حتى نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم.

ولم تكن البحرين بعيدة - أبدا - عن التراث الإنساني القديم، إذ حلت فيها حضارات متعاقبة، وكانت دلمون واحدة من أكثر الحضارات ثباتا ورسوخا في هذه الجزيرة، إذ كانت موازية لحضارات السومريين في وادي الرافدين، والهارابا في وادي السند.

قبل نصف قرن مضى - على وجه التحديد - اكتشف العالم حضارة دلمون في مملكة البحرين، الحضارة التي تميزت بمعتقداتها الخاصة وطقوسها الاجتماعية، مستثمرة موقع البحرين الفريد في بحر الخليج، فكانت التجارة الرابط الرئيسي بين دلمون والحضارات الأخرى المجاورة.

وكما أن التجارة كانت سبيل نشر الإسلام في دول لم تصلها جيوش الفتح، فقد كانت من ذي قبل وسيلة لانتشار وانتقال طقوس حضارة دلمون إلى أماكن أخرى وإن كانت قريبة جغرافيا منها، إذ استقرت هذه الطقوس في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وكذلك جزيرة فيلكا الكويتية.

بعد 4500 سنة، تُكتشف حضارة دلمون على يد البعثة الدنماركية، التي أدى إعلانها عن هذا الاكتشاف إلى إحداث صدى بين المهتمين بعلم الآثار والتاريخ، حينما وقعت البعثة على آثار باربار، وكذلك قلعة البحرين، ومن ثم تسلسلت الاكتشافات والتنقيبات في الدراز وسار، مما أدى إلى تسليط الضوء مجددا على البحرين من زاويتها التاريخية والآثارية، واحتفت بها مؤسسات البحث العلمي من اليابان شرقا، إلى أوروبا وأميركا غربا، ووضعت عن هذه الحضارة جملة من رسائل الدكتوراه والماجستير، وسلسلة من الأبحاث والمقالات التي اختصت بموضوع حضارة دلمون.

وبجانب ما يدرس في المنهج المحلي البحريني للطلبة في المدارس عن الحضارات التي استوطنت هذا الأرخبيل، يدخل تدريس حضارة دلمون في كثير من الجامعات والمعاهد المتخصصة وفي أقسام العلوم الإنسانية.

من حقنا أن نفاخر إنسانيا

وربما أول من كتب عن حضارة دلمون هو جفري بيبي، بكتابه «البحث عن دلمون»، بيبي الذي كان في البحرين قبل حوالي خمسين سنة، وشارك في أول بعثة للتنقيب عن الآثار، اكتحلت عيناه مرة أخرى برؤية البحرين، واعتمر غترة كالتي كان يلبسها أثناء التنقيب، وثبتها بعقال، وصافح أصدقاءه البحرينيين الذين عملوا معه في تلك الفترة، في تلك الفترة التي دخل البحرين شابا، وعاد إليها في أرذل العمر ليتوفى بعدها بأقل من عامين وكأنه على موعد لأن يرى هذا الجزء من العالم الذي تمنى أن يمنحه الخلود، كما في الأساطير القديمة، ولكن - ربما - ما رآه من تشويه لمعالم الآثار الجميلة، بعدما نخرها جشع بني البشر، إذ لم تكفهم الأرض بما رحبت، فامتدوا زاحفين إلى معالم تربطنا بما لنا من ماض.

يقول بيبي ان البحرينيين افتخروا أيما افتخار عندما علموا أنهم ـ أيضا - ككثير من شعوب العالم، لهم حضارة عريقة، تربطهم بالإنسانية كلها، فلم تكن هذه الجزر مجرد معبر بين البرين، بل كانت أيضا مستقرا للمدنية والحضارة.

علماء التأريخ والآثار، كمن يحفر في الرمال الناعم، إذ لا قرار إلى التاريخ، وكلما أمعنوا فيه أكثر، كلما كانت دهشتهم أكبر جراء ما يقعون عليه من اكتشافات ومسارب أخرى تقودهم إلى تفكيك الألغاز والتوصل إلى حل لأسئلة كانت تراودهم.

فمع اكتشاف دلمون، الحضارة، تكشفت ثقافات أخرى في البحرين، في ذات موقع قلعة البحرين، فإذا كانت بداية حضارة دلمون مع بداية حضارة وادي الرافدين، فيرجح التأريخيون أن النهايتين كانت أيضا متلازمتين شمالا، وكذلك متلازمة (حضارة دلمون) وحضارة وادي السند (1800 قبل الميلاد)، غير أن الأمر لم يتوقف مع انهيار الحضارة، إذ ظلت البحرين مستقطبة للحضارات الأخرى، تؤثر فيها وتتأثر بها، فلقد كشفت التنقيبات في القلعة عن علاقات حضارية تعود إلى ما بين عامي 1450 و1350 قبل الميلاد، ومنها الحضارة الكاشية، التي يشهد قصر أوبيري وأرشيفه الخاص المكتشف حديثا منذ عدة سنوات على وجودها.

بعد الوجود الكاشي، كان هناك أيضا وجود آخر في الألف الأولى قبل ميلاد المسيح عليه السلام، حين أسميت مملكة البحرين بـ «تايلوس»، كما في المصادر اليونانية، ويبقى جدار المدينة التابع لتلك الفترة، ليشهد مجددا على فترة حيوية ميّزت تلك اللقى (المكتشفات) بالدقة والرقة في الصناعة والارتقاء في ذائقة صانعيها وطالبيها من التجار والمشترين، وتلك التي كانت ترافق الأموات في قبورهم، هذه القبور التي اكتشفت في مناطق متفرقة من البحرين ربما أهمها مقابر عالي العائدة إلى الفترة ذاتها، فترة تايلوس.

وبعد انهيار حضارة تايلوس (300-500 للميلاد)، لم تجد ما تخبرنا به عن وجودها غير قلعة أثرية جميلة شيدت في الواجهة البحرية لقلعة البحرين ذاتها.

مدخل المتاجرين والمغامرين

ويبدو أن المكان الذي شيدت عليه قلعة البحرين كان الحصن الحصين لهذه الجزر، ومدخلها الذي منه تأتي سفن التجارة، وسفن الغزو والطامعين، فبعد سلسلة القلاع التي تم بناؤها بشكل متقارب مع بعضها في المكان ذاته، قام أهل البحرين ببناء قلعة بحرية لهم أيضا دمجت مع القلعة السابقة، وكان ذلك في القرن الثالث عشر للميلاد.

تحول هذا الجزء من القلعة إلى مخازن للغلال ومخازن تجارية تحتوي صادرات الصين وممالك الإسلام بعد الفتح الإسلامي، وأكدت التنقيبات والمكتشفات هذا الموقع الذي تميزت به البحرين تجاريا بصفتها قنطرة بين الشرق والغرب، فبقايا الخزف الصيني والعملات الإسلامية التي تم العثور عليها تشير بوضوح إلى الحركة التجارية النشطة التي شهدتها هذه الجزر، كما أن انفتاح الناس - منذ الماضي إلى اليوم - يقود إلى ألا يمكن لتجارة أن تنشط في مجتمعات منغلقة وغير ودودة أو متعاطية بتفهم مع الآخرين.

في الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر، بنى البرتغاليون - الذين كانت لهم سطوة عالمية آنذاك على بحار العالم - قلعة أخرى في الموقع نفسه، وفي الجهة الجنوبية لموقع قلعة تايلوس، ولكن التطور العمراني قد انعكس بشكل واضح على هذا الجزء هذه المرة، فكانت التحصينات الكبيرة التي أدخلت واستخدام المدافع التي أدخلها البرتغاليون على القلعة لدى احتلالهم البحرين في القرن السادس عشر، فكان المهندس أنوفري دي كارفلهو هو المسئول عن إعادة بناء وتصميم وتحصين قلعة البحرين لتقوم بخدمة الأغراض البرتغالية في تلك الفترة، والتي كان من أهمها السيطرة العسكرية هذه المرة وليس المد الحضاري كما كان الأمر بالنسبة إلى الحضارات السابقة التي استوطنت البحرين... كان ذلك وقت انفتاح شهوة الإنسان الأوروبي للأطماع الكبيرة، واللهاث وراء حلم السيطرة على العالم ونقل خيراته وثرواته إلى بلدانه.

بحرين وبحر وقلعة

قلعة البحرين ارتبطت في حالي السلم والحرب بالبحر بشكل أساسي، فكانت المنفذ التجاري واليد التي تصافح القادمين إلى البحرين عن طريق البحر الذي هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هذه الجزر طوال آلاف السنوات قبل أن يكتشف الطيران ويشيد في منتصف الثمانينينات من القرن الماضي جسر الملك فهد.

فالأسس التي شيدت عليها قلعة البحرين هي أسس تجارية ودفاعية في المقام الأول، والوصول إلى القلعة لا يتم إلا عن طريق ممر مائي محدد نظرا لضحالة المياه المحيطة بالبحرين بشكل عام، إذ تحيط بهذا الممر المائي الصخور المرجانية، ويحمي القلعة برج تم تشييده لمراقبة المدخل، وإرسال إشارات الإنذار في حال تعرض القلعة، ومن خلفها البلاد والعباد لأي هجوم بحري.

هذا البرج المبني في البحر، تم تناوله من قبل عدد من المصادر التاريخية، وكان قد بُني من الصخور الكبيرة التي لا تزال أجزاء منها تظهر في حال الجزر.

عود على بدء

تحلم بعض من دول العالم - كالولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول التي لم تخلف فيها الثقافات والحضارات شواهد عمرانية أو فكرية واضحة - بأي شيء تتمسك به لتقول للعالم: إننا أيضا مسهمون في صنع الحضارة الإنسانية.

فمتجر من مثل «ساكس فيفث إيفينيو»، أحد المتاجر العريقة في مدينة نيويورك والمطل على ناطحة السحاب الأكثر شهرة في العالم «إمباير ستيت»، والذي أسس في مطلع هذا القرن ربما، ممنوع على مالكه - أيا كان هذا المالك - أن يبدل أي شيء في مظهره الخارجي، لا بالطلاء أو تغيير النوافذ أو بأي شكل يغير مظهره الخارجي إلا بموافقة بلدية المدينة، على اعتبار أن هذا المتجر له خصوصية تاريخية ويعد رمزا للمدينة التجارية، كما على نهر المدينة مجموعة بيوت عمرها حوالي 200 سنة، يحرم على ملاكها إزالتها أو تغيير شكلها الخارجي.

في حين أن قلعة البحرين اليوم التي لها من التاريخ ما يعود إلى بضعة آلاف من السنين، تنتهك بشكل صارخ، فهل العيب فينا؟ في إحساسنا بالتاريخ وأهميته؟

عودا إلى البيوت المطلة على نهر مدينة نيويورك، فقد كانت هذه البيوت التاريخية آمنة وادعة، تعارف الناس على أنها جزء من أرض بلا حضارة كالتالي تعارف عليها البشر، فإذا بثري عربي يشتري منزلا فخما في المنطقة ذاتها، ولأنه أراد أن يطل على النهر، قام بشراء أحد هذه البيوت وازاله بلمح البصر، حتى يتمتع بصره برؤية النهر من بيته.

الحال عندنا تتكرر أيضا في قلعة البحرين، إذ بدأت أعمال الردم وشراء الأراضي تمتد إلى الأجزاء المحاذية للقلعة حتى أنها تستعد لتصبح جزءا داخليا في منطقة سكنية. فقد بدأ مشروع الردم واستقطاع الأراضي والزحف العمراني يؤثر على المحيط التاريخي للقلعة ذاتها، فالردم لن يترك للقلعة إلا ممرا مائيا ضيقا كواجهة بحرية للقلعة، ما يؤدي إلى انقطاعها عن مميزها التاريخي.

إن انقطاع القلعة عن مبررات وجودها تاريخيا يعني تناقصا مخيفا في قيمتها، وانقطاعا عن التتابع الحضاري الذي من أجله أسست، إذ أن هذه القلعة بكل ما روي عنها تعد الأهم - من وجهة نظر الباحثين الآثاريين والمؤرخين - في منطقة الخليج العربي من ناحية كونها «موقعا أثريا».

تقول التقارير الصادرة عن الجهات الدولية المختصة بعلم الآثار التي أولت قلعة البحرين أهمية كبيرة، وتولي الآن أهمية أكبر لما يجري لها من عزل إجباري عن تاريخها أن ما يحدث للقلعة يعد «تعديا على آثار البحرين وتاريخها ومخالفة صريحة لقانون المحافظة على الآثار والتراث».

حل الوضع

الجهات العالمية تقترح أن يتم - وعلى وجه السرعة - وقف الردم البحري في الجوانب والواجهات البحرية للقلعة، ولا بد من إزالة الردم المواجه لقلعة تايلوس لكي يعاد إليها موقعها الطبيعي وعلاقتها العمرانية بالبحر.

هذه التقارير التي تعكس قلق المهتمين العالميين - ما عدا اهتمام المحليين بالموضوع وكأن الأمر لا يعني أكثرهم - تقول: «إن تحويل القلعة من موقع بحري إلى موقع بري تحيط به الأتربة والمساكن، هو في الحقيقة اغتيال لتراث وثروة وطنية من الممكن أن تكون مصدرا مهما للدخل الوطني إذا ما استخدمت بصورة حضارية، وجعلت جزءا من مشروعات السياحة الحضارية أو ما يمكن أن يطلق عليها سياحة الآثار».

ويختم تقرير حصلت «الوسط» على ترجمة غير رسمية له بأن «إنقاذ أرض الخلود مشروع وطني مهم قبل أن تتحول إلى أرض هلكت تحت أساسات المشروعات التجارية»

العدد 60 - الإثنين 04 نوفمبر 2002م الموافق 28 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً