قال العضو حسن جمعة المنتدب لبنك البحرين الوطني وهو أكبر مصرف تجاري في البحرين ان الحرب المحتملة ضد العراق ستؤثر سلبيا على اقتصاديات دول الخليج العربية غير أن آثارها ستكون مدمرة إذا اجبرت هذا الدول على المشاركة في تمويل الحرب كما فعلت أثناء حرب الخليج الماضية.
وقال جمعة أي حرب تقوم في أي مكان في العالم لا شك أن لها آثارا سلبية لأن الحرب هدر للموارد بدلا من توظيف الموارد في خدمة التنمية الاقتصادية واستثمارات إنتاجية. لا شك أن الحرب كلفتها هدر للموارد وبالتالي تكون لها نتائج سلبية جدا على أي اقتصاد.
وقال جمعة أما بالنسبة الى دول الخليج تحديدا وخصوصا في الظروف الحالية لا شك أن تأثيراتها ستكون سلبية بشكل كبير بالأخص إذا انهارت الأسعار لأن ذلك سيؤثر بشكل كبير على الموارد المالية لدول الخليج... على موازناتها وعلى ومشروعاتها التنموية.
وأضاف جمعة يقول أما إذا اجبرت دول الخليج على تمويل الحرب ستكون كارثة أكبر من حيث أن دول الخليج تعاني من عجز في موازناتها فإذا أجبرت بشكل أو بآخر على المشاركة في هذه الحرب فلا شك أن الآثار السلبية ستتفاقم على موازناتها وبالتالي على الأداء الاقتصادي لهذه الدول.
وقال جمعة ان «الحرب عامل عدم استقرار والمنطقة في حاجة الى استثمارات خارجية مباشرة وان يتواصل تدفقها الى المنطقة لتساعد في عملية التنمية الاقتصادية وان نشوب الحرب عامل عدم استقرار وهذا بدوره سيدفع المستثمر الخارجي في أحسن الأحوال ان يؤجل أية خطط لديه للاستثمار في المنطقة وربما الى أجل طويل ما سينعكس سلبا على الأداء الاقتصادي».
ومضى يقول ان دول الخليج وهي البحرين وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت في حاجة الى استثمارات خارجية بسبب أن دول الخليج لديها مشاريع تنموية كبيرة ومتشعبة وضخمة بالاضافة إلى ان كل دول المنطقة تعاني من البطالة «وقاعدة اقتصادياتنا ضيقة جدا وتعتمد بشكل رئيسي على سلعة واحدة وهي النفط ونحن دائما تحت رحمة هذه السلعة وأسعارها».
وأضاف «أن دول المنطقة في حاجة إلى أكبر قدر ممكن من الاستثمارات الخارجية لمساعدتها على توسيع القاعدة الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل ووضع حلول ناجحة لمشكلاتها الاقتصادية سواء المشكلات الآنية أو بعيدة المدى».
وعن الجانب السياسي قال العضو المنتدب «نحن كدول خليجية كيف نقف في صف أي دولة تهاجم دولة عربية وإسلامية مثل العراق؟. هذا لا يجوز، ومهما تكن الاسباب والذرائع هناك وسائل كثيرة لمعالجة أي مشكلة والحرب يجب أن تكون آخر الحلول وآخر الخيارات المعالجة لهذه المشكلات خصوصا في ظروف نرى أن الدول التي تتزعم الحملة على العراق اليوم تغض النظر عن ممارسات إجرامية أكبر بكثير من أي شيء ربما العراق ارتكبه والعراق لم يرتكب أية مخالفات... العراق ملتزم بقرارات الأمم المتحدة وأنهى عملية نزع سلاحه. العراق الآن متهم حتى تثبت براءته وليس العكس».
وتحدث جمعة عن بنك البحرين الوطني يحاول أن يقرأ السوق قراءة صحيحة لتحديد المطلوب في الوقت الراهن ومستقر ويحاول أن يستثمر في المجالات التي تلبي حاجة زبائنه وتلبي أيضا طموحات مساهميه من حيث المردود على استثماراتهم.
وأضاف «بنك البحرين الوطني دائما يأخذ المبادرة بالمشاركة في تمويل أي مشروع صناعي أو تنموي له جدوى اقتصادية وكمؤسسة اقتصادية تجارية تحكمنا الجدوى الاقتصادية وأيضا المردود من أية عملية تمويل».
وقال ان شركة المنيوم البحرين (ألبا) مازالت في مفاوضات مع مجموعة من المصارف لترتيب تسهيلات ائتمائية «وتقييمي للوضع أنها على وشك الحصول على التمويل اللازم واعتقد ان هناك حماس كاف من جانب المصارف لتمويل المشروع وبالتالي يبقى على ألبا ان تقرر».
ومضى يقول «اعتقد ان هناك اتفاقا شبه نهائي على شروط التمويل ولكن القرار النهائي يبقى دائما في يد ألبا». وتبحث ألبا عن قرض يبلغ 1,5 مليون دولار لاستخدامه في زيادة القدرة الانتاجية للمصهر بنسبة 50 % الى 750 ألف طن سنويا من الألمنيوم بكلفة تبلغ حوالي 1,7 مليار دولار.
وشركة ألبا مملوكة بنسبة 77 % الى الحكومة البحرينية و20 % الى الصندوق السعودي للاستثمارات العامة. أما النسبة الباقية وقدرها 3 % فتذهب الى المجموعة الألمانية بريتون انفستمنتس
العدد 69 - الأربعاء 13 نوفمبر 2002م الموافق 08 رمضان 1423هـ