العدد 69 - الأربعاء 13 نوفمبر 2002م الموافق 08 رمضان 1423هـ

دبي... ما زالت البضائع المقلدة تنهكها

ما دمنا في دبي، فقل لي ما تريد شراءه، وأنا سآتيك به. سواء كان بضاعة أصلية أم مقلدة، غالية أم رخيصة. فبالقطع سأجدها لك هنا وبالمواصفات التي تريد. فهنا تنتشر شتى أنواع البضائع وينتشر شتى أنواع الباعة، الوكلاء التجاريون، وإلى جانبهم مروجو البضائع المقلدة البارعون.

وربما هذا ما حدا أخيرا بمندوبين من الشركة اليابانية المصنعة لأجهزة «ناشيونال» إلى القدوم لهذه الإمارة الصغيرة دون غيرها ليستنجدوا بالمسئولين فيها مساعدتهم في محاربة مروجي الأجهزة المقلدة لهذه الماركة العالمية الشهيرة.

وعلى رغم أن الأمر هنا ليس بمستوى سنغافورة أو ماليزيا مثلا، فإن انتشار البضائع المقلدة شائع وكثيرون هم من يعتمد عليها بدلا من شراء البضائع الأصلية التي يصل سعرها إلى أضعاف تلك المقلدة.

وطبقا للهيئة العالمية التي تراقب انتشار البضائع المقلدة حول العالم «بزنس سوفتوير ألاينس» فإن حوالي 67 % من برامج الكمبيوتر التي تباع في منطقة الخليج مقلدة، بالمقارنة مع 30 % في كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

وتبذل حكومة دبي جهودا كبيرة لمحاربة بيع البضائع المقلدة بتشجيع ووصاية من المنظمات العالمية المختلفة، ولكن يرى مراقبون أن ذلك لا يكفي لمحاربة المروجين لهذه البضائع الذين يتاجرون بها جهارا على الأرصفة والمحلات التجارية.

وطبقا لهيئة «بزنس سوفتوير ألاينس» فإن انتشار الأجهزة المقلدة بأسعار منخفضة جدا يجعل تطبيق خطوات محاربة التقليد أمرا صعبا في المنطقة وعلى الخصوص في ظل انتشار العمالة التي تعمل جاهدة على رفع دخولها المنخفضة.

ولكن عزاء الهيئة هذه يتمثل في نشر الوعي بين المستهلكين في معرفة مزايا البضائع الأصلية بمقارنتها مع الأجهزة المقلدة التي ربما تفتقر إلى المعايير العالمية كتوافر الحماية وصعوبة التلف، إلى غيرها من المقومات.

ولكن التحدي الحقيقي أمام هذه المنظمات هو اقناع المستهلكين بجدوى الاعتماد على البضاعة الأصلية في ظل الاختلاف الشاسع بين أسعار الأجهزة المقلدة وتلك الأصلية.

فبالنسبة إلى كثير من المستهلكين فإن شراء الجهاز أو البرنامج المطلوب بسعر مغر جدا يتيح لهم شراء أجهزة أو برامج أخرى في الوقت نفسه حتى لو كانت جميعها مقلدة. وهذا ما يشجع مروجي هذه البضائع على الابقاء على تواجدهم في الأسواق ما دام المشتري موجودا والطلب على بضائعهم يفوق الطلب على الأجهزة الأصلية.

وعلى الرغم من أن النهار لا يكون رادعا لهؤلاء البائعين الذين تعج محلاتهم التجارية بهذه البضاعة، فإن الليل يتميز أيضا بانتشار باعة متجولين آخرين يكفيهم الوقوف على أحد الأرصفة ونشر ما لديهم ليتجمهر حولهم المشترون، وأكثرهم عمال من شبه الجزيرة الهندية مطلبهم الأساسي أحدث ما ينزل الأسواق من أشرطة الأفلام والأغاني التي يهرعون إلى شرائها.

وليس هؤلاء الباعة الآخرون إلا عمالا يزاولون بشكل رسمي أعمالا أخرى في النهار لدى مختلف الشركات، ويستغلون بضع ساعات من الليل في زيادة أجورهم بالبيع في السوق.

وتمثل هذه التجارة مصدرا مهما للرزق لكثير من العمالة الآسيوية التي أغلب مداخيلها منخفضة جدا. ولهذا ما إن تلقي السلطات القبض على أحد هؤلاء «الباعة» حتى يدأب غيره على أخذ موقعه في السوق.

ويرى كثير من هؤلاء أن اجراءات السلطات تجاههم «غير عادلة». وكثير منهم ابتدعوا طرقا جديدة للبيع تبعدهم عن عيون الشرطة وصار لهم «زبائن» يعرفونهم في السوق فيوصلون لهم ما يطلبونه من بضاعة حتى الباب

العدد 69 - الأربعاء 13 نوفمبر 2002م الموافق 08 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً