العدد 69 - الأربعاء 13 نوفمبر 2002م الموافق 08 رمضان 1423هـ

الركود في لندن يؤدي إلى فقدان المزيد من الوظائف قبل عيد الميلاد

بعد عامين من المعاناة التي تشهدها الشركات سيستمر الاتجاه في لندن نحو خفض عدد الموظفين إذ من المتوقع قيام مؤسستين كبريتين بالاستغناء عن 350 وظيفة على الأقل. فمن المتوقع ان يعلن كومرز بانك، وهو رابع أكبر بيت تمويل في ألمانيا تسريح 200 موظف في فرعه بلندن، وكذلك يُتوقع قيام المصرف الفرنسي، سيوسيتي جنرال بتسريح 150 من موظفيه. ومن المتوقع ان تكون هذه التخفيضات في عدد الموظفين بداية عملية كبيرة للتسريح قبل أعياد الميلاد في القطاعين المصرفي والمالي وسط مؤشرات طفيفة إلى انتعاش أسعار الأسهم أو إعادة الثقة بأداء الشركات.

إن أول دليل على الركود الحقيقي في حيّ المال بلندن جاء في استطلاع الأسبوع الماضي الذي قدّر بأن 35000 مصرفي قد فقدوا وظائفهم في مدينة لندن منذ العام 2001.

وبينما يتصدر المصرفيون العاطلون عن العمل القائمة، فإن عمليات التسريح قد امتدت أيضا لصناعة الخدمات بما في ذلك شركات الاستشارات القانونية والاستشارات المالية وشركات العلاقات العامة.

وتقول هيدرك آند سترجلز، وهي وكالة استخدام، إن هناك عمليات تسريح ثابتة تتم بشكل تدريجي تحرص الشركات على اخفائها خوفا من زيادة تدني الثقة بأداء هذه الشركات.

ويقول رئيس المالية الأوروبية لشركة الاستخدام روبرت تشاننج: إن المؤسسات التجارية لا ترغب في إعلان مثل هذا الحدث، ولكن عمليات التسريح تتم كل أسبوع تقريبا.

وظهرت مشكلة تخفيض العمالة بشكل قوي الأسبوع الماضي عندما فقد سيتي جروب - المصرف الأميركي - 15 % من أسعار أسهمه وقام ب بالاستغناء عن 100 من موظفيه.

وتم ترك الأساليب التقليدية التي كانت تتمثل في تسريح أعداد كبيرة من صغار الموظفين لتعويض تكاليف ابقاء المديرين ذوي الرواتب العالية. وأعلن جولدمان ساخس، المصرف الاستثماري الذي حقق أرباحا هائلة خلال فترة الانتعاش من العام 1997 حتى 2000، أنه سيقوم بالاستغناء عن مئتي موظف في لندن بما في ذلك العشرات من كبار الموظفين أو ما يطلق عليهم «موظفو المليون جنيه» سنويا.

إن الخسائر الحادة في لندن هي المسئولة عن تسريح حوالي 10 % من عمال المدينة، وإن نيويورك التي طالما أذهلت الخبراء باعتبارها مركزا للأسماء اللامعة في عالم التجارة تقوم أيضا بعمليات تسريح مماثلة.

قام كردت سويس فيرس بوسطون بالاستغناء عن 6500 وظيفة منذ يوليو/ تموز 2001. ومن المتوقع ان يقوم مورجان تشيس بتخفيض أعماله المصرفية للاستثمار بنسبة 20 % مما يعني الاستغناء عن 16000 وظيفة، كما استغنى ميريل لينش عن 17000 وظيفة مع توقع المزيد من عمليات التسريح. ويرجع السبب الرئيسي لعمليات التسريح إلى الهبوط الحاد في العائدات نتيجة لعمليات الدمج والتملك من قبل الشركات العملاقة - وهو القطاع الذي كان مصدر الربح للمصارف خلال التسعينات.

وهناك شعور بأن بيوت التمويل أصبحت تعجّ بالموظفين نتيجة جلب موظفين للتعامل مع المشكلات الناجمة عن عمليات الدمج. إن تقليص القوى العاملة ترك مساحات خالية للمكاتب في المؤسسات الكبرى بما فيها سوق لندن للأوراق المالية. وانخفضت إيجارات المكاتب في لندن من 65  جنيها للقدم المربع إلى 52 جنيها للقدم المربع نتيجة لذلك.

إن المفعول الرجعي - والذي تمثل في انخفاض أرباح إحدى أكبر شركات العلاقات العامة بنسبة 66 % - يُتوقع ان يتحرك ليطول شركات التأمين والأعمال المصرفية بالتجزئة.

ويقول اتحاد الأعمال المصرفية «يونيفي» إنه يخشى ان تؤدي النظرة التشاؤمية إلى هبوط الأرباح إلى قيام المصارف في الشارع الرئيسي بلندن بنقل موظفي مكاتب المعاملات بالهاتف وموظفي الخدمات الداخلية إلى الهند حيث يمكن الحصول على الخدمات نفسها بثلثي كلفتها في المملكة المتحدة

العدد 69 - الأربعاء 13 نوفمبر 2002م الموافق 08 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً