تشير دراسة حديثة إلى أن قرصا يمنع هضم النشاء قد يحول دون أو يؤخر نشوء النوع الأكثر شيوعا لداء السكري عند الأفراد الذين لديهم ارتفاع طفيف للسكر في الدم.
ويعتقد خبراء ان حوالي 200 مليون شخص في العالم - بينهم 16 مليون أميركي - مهيئون للاصابة بالسكري وأن أكثر من نصف هؤلاء سوف يطورون المرض في غضون عشر سنوات. ويتكهن الخبراء بحدوث انفجار سكري عالمي مع حلول العام 2025 ويقولون أنه يحتمل ان يصبح المرض أكبر وباء في التاريخ.
ومع أن ممارسة التمارين الرياضية وتناول الأطعمة الصحية أكثر يمكنهما أن يؤخرا الإصابة بالسكري أو يمنعا الإصابة لدى معظم الناس يعتقد بعض الخبرا ء أن الأدوية ستكون ضرورية لأن معظم الناس لا يعملون بنصيحة اتباع أنماط معيشية صحية أكثر.
وقد اكتشفت دراسة نشرت في مجلة «لانست» الطبية البريطانية أن أشخاصا مهيئين للإصابة بالسكري تعاطوا أقراص إعاقة هضم النشويات خفضوا 25 في المئة من احتمال تقدمهم للإصابة بالسكري الذي هو سبب رئيسي للعمى وحبوط الكلى والبتر ومرض القلب، وهو يأتي في المرتبة الرابعة بين مسببات الوفاة الرئيسية في البلدان الصناعية.
ويحدث السكري نوع - 1 الذي لا يتأثر بهذا الدواء عند الولادة او في مرحلة الطفولة المبكرة عادة ويمثل عشرة في المئة من إصابات السكري. ولكن 90 في المئة من حالات السكري هي من النوع - 2 الذي ينشأ عادة في مرحلة لاحقة من الحياة. والسكري مرض يعجز فيه الجسم عن إنتاج «الأنسولين» أو عن استخدامه على الوجه الحسن «الهورمون» المذكور الذي يحول السكري والنشويات والمواد الغذائية الأخرى الى طاقة.
والدواء الذي جرى اختباره في الدراسة، ويدعى «اكرابوز» يمنع تحلل السكر فيطرد من الجسم من دون هضم ولا يصل الى مجرى الدم.
وقد تمت الموافقة على استخدام «الاكرابوز» لمعالجة السكري منذ حوالي العشر سنوات، وهو يباع في الولايات المتحدة باسم «بريكوز» وفي أوروبا باسم «غلوكوباي»، غير أنه لا يستعمل على نطاق واسع بسبب آثاره الجانبية غير المستحبة - كالإسهال والنفخة.
وطالت الدراسة التي مولتها شركة «باير» الصانعة 1,400 شخص في تسعة بلدان مهيئين للإصابة بالسكري وتعرف حالتهم علميا باختلال قدرة تحمل «الغلوكوز». وقد أعطي نصفهم أقراص «الاكرابوز» والنصف الأخر أقراصا مموهة.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات تبين أن 32 في المئة من أولئك الذين تعاطوا«الاكرابوز» تقدموا نحو الإصابة بالسكري بالمقارنة مع 42 في المئة من الذين استعملوا الأقراص المموهة.
وتعني النتائج ان الأشخاص الذين يأخذون «الكرابوز» أقل احتمالا بنسبة 25 في المئة من الآخرين للإصابة بالسكري.
وقال أستاذ طب السكري في جامعة برستول في انكلترا أدوين غايل «ليس منطقيا ان يزدرد الناس الأطعمة ثم يأخذوا الأقراص لمنع هضمها، وأفضل شيء بوسعك أن تفعله هو أن تمارس الرياضة عشرين دقيقة مرة او مرتين في الأسبوع. إن ذلك سيقضي على احتمال اصابتك».
«تكمن إحدى المشكلات في التعرف على الأشخاص المهيئين لتطوير السكري ويمكن عمل ذلك بفحوص الدم».
والعائق الآخر هو إقناع الشخص المهيأ للإصابة بالسكري بعد اكتشافه - وهو عادة لا يشكو من شيء - ان صحته في خطر. ويقول غايل: «المشكلة هي أن الناس غير مستعدين نفسيا أن يقبلوا ذلك».
وقد تلقى مشاركون في دراسات عن ممارسة الرجيم الغذائي والتمارين الرياضية مساعدة منتظمة من أخصائي الحمية وخبراء الرياضة وتم رصد أوضاعهم عن كثب. أما تأمين مثل هذا الدعم لكل الأشخاص المهيئين للإصابة بالسكري في سيكون مكلفا جدا
العدد 75 - الثلثاء 19 نوفمبر 2002م الموافق 14 رمضان 1423هـ