عثر باحثون على سبب محتمل جديد لخسارة كثافة العظم التي تصيب النساء والفتيات اللواتي يكثرن من ممارسة التمارين الرياضية أو يقللن من تناول الطعام إلى الحد الذي يؤدي بهن إلى التجويع.
والمعني بذلك هو هورمون الشهية «لبتين» الذي تنتجه الخلايا الدهنية ويؤثر على المواد الكيميائية الدماغية التي تنظم الشهية. وعندما تكون الخلايا الدهنية عجافا تكون مستويات اللبتين متينة، وعندما تكون سمانا تكون المستويات مرتفعة.
إلا أن العلماء يعتقدون أن الدور الذي يلعبه البتين يصبح أكثر تعقيدا للأفراد الذين يأكلون أقل مما يحتاجون اليه للتمثيل الغذائي (الايض) الطبيعي. وفي مثل هذه الحال يحد الجسم من نشاطاته غير الحيوية، ومنها ابتناء العظم.
ويقول الباحثون أن التدني المفرط لمستويات اللبتين يمنع خلايا العظم من اداء وظيفتها الطبيعية في بناء المعادن في العظم، و«يدخلا العظم في مرحلة نوم»، كما تقول ميشيل وارن من مركز كولومبيا البرسبيتاري الطبي في نيويورك، من اجل المحافظة على الطاقة.
وركز الباحثون على الفتيات والنساء اللواتي قد يؤدي نقص المناعة لديهن إلى احتباس الطمث الناجم عن ممارسة التمارين. ومع مرور الوقت قد تخسر النساء اللواتي يعانين من هذه الحال كثافة عظمهن مما يهيئهن مع التقدم بالعمر للإصابة بهشاشة العظم، بما في ذلك ترقق العظم.
وقد يحدث اختلال توازن بشكل تدني الوحدات الحرارية مع انتاج مرتفع للطاقة بسبب متطلبات النشاط البدني الشديد، ما يؤدي إلى النحافة المرغوبة جدا لدى لاعبات الجمباز وراقصات الباليه على سبيل المثال. وقد يحدث ذلك في حالات الانوركسيا، أو تجويع النفس من أجل التنحيف العصابي.
وجاء في الدراسة المنشورة أن مستويات اللبتين المتدنية سجلت بين النساء المصابات بالتجويع اللواتي يمارسن التمارين القاسية بشكل منتظم.
وكانت دراسات سابقة قد ركزت على الايستروجين الذي يتناقص لدى النساء اللواتي يعانين من الأنوركسيا. وهذا التناقص مسئول جزئيا عن تعطل الجهاز التناسلي وخسارة كثافة العظم.
غير أن الأبحاث الجديدة تشير إلى ان الأمر ليس بهذه البساطة. وتقول وارن انه يبدو أن لكل من اللبتين والايستروجين طريقة مختلفة لتسبب الأذى.
ففي حين يعين تراجع اللبتين ابتناء عظم جديد، فان تناقص الايستروجين يطلق العنان لخلايا أخرى تدعى «مهدمات العظم التي تنتزع المعدن من العظم القديم. والنتيجة هي خسارة عظمية مضاعفة - اعاقة النمو مصحوبة بتسريع خسارة العظم».
والافراط في ممارسة التمارين قد يكون سلبا اكثر مما يمكن أن يكون نشاطا صحيا، فالنشاط البدني مهم للمحافظة على كثافة العظم، غير أن بعض النساء يفرطن جدا في التمارين مما يسبب تغييرات هورمونية تهيئهن لخطر التعرض لكسور متزايدة، بحسب ما ورد في البحث المنشور
العدد 75 - الثلثاء 19 نوفمبر 2002م الموافق 14 رمضان 1423هـ