توفي الحاج جعفر موسى (60 عاما) من سكنة الدير صباح الأحد الموافق 17 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد إجرائه عملية بدأت باستئصال حصى وانتهت بدفن الحاج في مقبرة الدير، على رغم تأكيد الأبناء «حسين وعلي وسلمان» أنهم لا يعترضون على قضاء الله وقدره ولكن يتساءلون عما حدث من أمور غامضة وخصوصا أن والدهم لم يكن يعاني من أي نوع من أنواع الأمراض كالضغط والسكري وأمراض العصر ولم يدخل المستشفى قط ليتعالج من شيء سوى ضعف البصر.
يروي الأبناء القصة التي بدأت بألم في بطنه عندما كان مسافرا للسياحة وأسرته إلى جمهورية إيران في نهاية شهر أغسطس/آب الماضي وقيل له إنها مجرد حصى في المرارة بعد زيارته لمستشفى «همدان» إذ نصحه الأطباء هناك بإجراء عملية لتفتيت الحصى بعد أن طمأنوه بأنها سهلة وأن حالته لا تستدعي القلق فآثر العودة إلى البحرين لإجرائها وخصوصا أنها تعادل عملية استئصال اللوز في سهولتها، كما قيل له في إيران.
العودة إلى البلاد
عاد الحاج جعفر إلى البلاد وراجع الأطباء في مركز المحرق الذين أخبروه بالتشخيص نفسه للمرض وأخذ الأشعة لتأكد من الحالة مع مراجعة أحد أطباء مستشفى السلمانية الطبي (...) الذي باشر الحالة حتى وفاتها بوصفه أخصائي باطنية والذي أكد ـ كما يقول الابن الأكبر «حسين» ـ أيضا على التشخيص نفسه للحالة بعد أن أجرى للحاج عملية منظار في أكتوبر/ تشرين الأول، وطمأنه كما طمأن أسرته بسهولة حالته وما هي إلا حصى يستطيع أي طبيب حتى المتدرب ـ على حد قول الطبيب للمريض ـ عملها، وليست هناك أية ضرورة للاستعجال في عملها مما طمأن الحاج وأبدى رغبته بعد كلام الطبيب (...) في إجراء العملية بعد صيام شهر رمضان، وافق الطبيب (...) على صيام المريض.
الإحساس بآلام شديدة
أحس الحاج بآلام شديدة في المنطقة نفسها قبل أسبوع من شهر رمضان ونقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم ليرقد هناك في آخر يوم من شهر أكتوبر الماضي وبقي حتى 12 نوفمبر الماضي يوم إجراء عملية المنظار له، ما أثار حفيظة أبنائه الذين توجهوا إلى الطبيب في عيادته الخاصة سائلين إياه عن سبب تأخر إجراء العملية كل هذه المدة وعن أسباب عدم زيارته للمريض وهناك أطباء آخرون يقومون بزيارته وهم من الأطباء المتدربين.
إلا أن رد الطبيب (...) جاء ليقول إنه ينتظر أن يخف الالتهاب الذي يعاني منه الحاج وإلا فإنه سيجري العملية في اليوم التالي.
زار الطبيب (...) المريض في اليوم التالي من دون أن يفحصه و كل ما قاله الدكتور «برز روحك».
أجريت له عملية المنظار وبعدها بيوم واحد أجريت له عملية جراحية عاجله تم خلالها استئصال المرارة بشكل كلي وليس فقط الحصى كما قال لهم من قبل، ظل المريض في حال تخدير كاملة حتى صباح اليوم الثالث من عملية المنظار، ليخبر أهله بصعوبة بالغة أثناء الزيارة أنه يعاني من آلام شديدة في مكان العملية، على إثر هذه الآلام تم نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة.
وأكد الأبناء أن والدهم نقل إلى العناية المركزة بعد العملية مباشرة وهو لا يستطيع تحريك يديه أو حتى فتح عينية وقد قال لهم طبيب وحدة العناية القصوى إن أسباب هذا الهبوط الحاد هو الضغط الحاصل نتيجة العملية على المريض.
بين الحياة والموت
أصبحت حال المريض يرثى لها وأصبح يتقيأ بسائل أسود مع وجود الكثير من الأنابيب المتصلة بجسده وخروج سائل أحمر غليظ من الفم أثار تساؤل الأبناء عنه، ولما سألوا أطباء العناية المركزية عن أسباب التدهور المفاجئ بعد العملية وعن ذلك السائل الأحمر حصلوا على إجابات مختلفة منها أن المريض يعاني من انتفاخ في المعدة والبعض الآخر قال إنه يعاني من ضيق في التنفس، وآخرون قالوا عنها إنها أوساخ متراكمة في الصدر على رغم أن لونها يؤكد أنها دماء.
قامت العائلة بالاتصال بالطبيب (...) الذي أكد أن المريض كان مدخنا ويعاني من ضيق في التنفس ويحتاج إلى تنشيط فقط، وبعدها سيعود إلى حالته ولا داعي للقلق. وأضاف الدكتور للأبناء ان السائل الأحمر هي أوساخ ناتجة عن التدخين وأن مئات الحالات تمر عليهم من هذا النوع.
توفي بعدها المريض مخلفا وراءه الكثير من التساؤلات عن أسباب التباطؤ أولا في إجراء العملية ثم الاستعجال بعمليتين من دون معرفة جاهزيته لها، وما هي أسباب التدهور المفاجئ في حالته الصحية على رغم تأكيد كل الأطباء أن العملية بسيطة جدا بمن فيها الطبيب (...) نفسه. وأسباب التهرب من إخبار الأهل بحالته بعد إجراء العملية.
«الوسط» تحدثت مع الطبيب (...) الذي أكد أن أسباب الوفاة كانت توقف القلب المفاجئ الذي يصيب أي إنسان كبيرا أو صغيرا، وأما العملية التي أجراها للمريض فكانت ناجعة 100 لسهولتها فإزالة المرارة أمر يسير ولا يحتاج إلى العناء الكبير.
وأضاف الطبيب (...) أن المريض قصد عيادتي الخاصة بعد رحلة علاج في إيران وكان يعاني من التهابات وهو مدخن ويعاني من ضعف في القلب، ما جعلني اضطر إلى تأجيل العملية وإعطائه إذنا بالخروج من المستشفى، بعدها بفترة جاء وهو يعاني من آلام شديدة ما جعلني أقوم بإجراء العملية بشكل سريع، والحمد لله العملية نجحت ولكن أسباب الوفاة كانت هبوط في القلب وهذا لا علاقة له بالعملية أبدا.
ويعتقد البعض أن تكرار مثل هذه الحالات قد يزيد من اتساع أزمة الثقة بين الناس وبين الأطباء في مملكتنا وهو ما يتفق عليه معظم الناس عند حاجتهم إلى العلاج ويكفي أن تتوجه بالسؤال إلى معظم الناس عن وجهتهم إلى العلاج إذا احتاجوا إليه لتكون الإجابة في أي مكان في العالم كالأردن، والهند ومصر وأوروبا... إلا البحرين التي وصل الأمر فيها إلى هذا الحال حتى في الأمور البسيطة، وهذا ما تدعمه هذه القصة
العدد 78 - الجمعة 22 نوفمبر 2002م الموافق 17 رمضان 1423هـ